الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:11 ص

"وداعة" الإمارات تذوب في القاهرة.. وجهان لـ"الرمادي"

أيمن الرمادي

أيمن الرمادي

سعيد علي

A A

قرابة 5 آلاف يوم قضاها أيمن الرمادي في وظيفة المدرب، جاب فيها الإمارات العربية المتحدة، شمالًا وشرقًا، جنوبًا وغربًا، مع الناشئين والشباب، والفريق الأول، بالدرجة الثانية، والدوري الممتاز.

رحلة طويلة وممتدة، مليئة بالمنجزات والخيبات أيضًا، لكن الشاهد الأبرز فيها، أنه لم ينطق يومًا طوال سنوات عاشها في ملاعب جارتنا الشقيقة، بأي تعليق تجاه الحكام، لقد كان إلى جانب اجتهاده هادئًا محافظًا محبوبًا، وهكذا عرف كيف يبني اسمًا يحترمه الجميع، ويقابله المدح والثناء في كل الاتجاهات.

ولما تعلق الأمر بمصر، وبالتحديد أمام الأهلي، أظهر "الرمادي" وجهًا آخر لم نعتد عليه، أكثر ثورية، وحِدة، وإن شئت قل "تطرف" هكذا ستبرهن شهادات الجميع في السطور القادمة.

"لم تتوفر العدالة التحكيمية أمام الأهلي".

بهذا التعليق بدأ "الرمادي" تصريحاته حول خسارته من الأهلي في انطلاقته بالسوبر المصري.

هل هناك هدف ملغي لفريقك؟.. لا.

هل هناك هدف محتسب لمنافسك على غير حق؟.. أيضًا لا.

هل هناك حالة طرد على الأهلي لم تُحتسب؟ لا.

كانت إجاباته في المؤتمر الصحفي على الصحفيين كلها بالنفي، لا يوجد أي قرار مصيري أثر على النتيجة، لكنه اختار عنوانًا صداميًا لم يتحقق في مضمون تصريحاته الشارحة: "العدالة التحكيمية غابت".

عقب المباراة جاءت كل الشهادات التحكيمية من خبراء التحكيم، ضد "الرمادي" وكشفت كونه مبالغًا بدرجة كبيرة، وأن حديثه غير منطقي بالمرة، فوفق ما قاله أحمد الشناوي، وجهاد جريشة، ومحمد فارق، وغيرهم: "محمد معروف هو نجم لقاء الأهلي وسيراميكا".

يبرر "الرمادي" موقفه بالقول: "مفيش قرارات ظالمة، لكن معاملة لاعبي سيراميكا مختلفة عن معاملة لاعبي الأهلي".

لم نفهم ماذا يقصد مدرب سيراميكا، وما الدليل على التباين في التعامل، أو المعيار الذي يقيس به تفاعل الحكم مع اللاعبين داخل الملعب، أليست قراراته هي المحدد؟!

اعتبر المدرب العائد من الإمارات، تعبيرات، أو درجة صوت الحكم، التي تتباين من لعبة لأخرى، أو ربما حتى نظراته، كونها محددات غيبت العدالة.

فماذا نقول عن يورجن كلوب، الرجل الذي حرمته خطايا التحكيم الإنجليزي هذا الموسم باعتراف لجنة التحكيم نفسها من 12 نقطة في 18 مباراة، كانت كفيلة بتغريده في الصدارة بل والاقتراب من الحسم الباكر.

ماذا نقول للمدرب الألماني الذي حرمه البولندي سيمون مارتشينياك من الوصول إلى منصات الأبطال مرتين بخطايا اجتمع حولها العالم؟

ماذا نقول لرجل خسر الدوري ذات مرة بفارق نقطة وحيدة عن السيتي، وكانت هناك أخطاء تحكيمية حرمته من نقاط فاقت العشرة؟

سيرد "كلوب" بشخصه عقب مباراة آرسنال الأخيرة في بطولة الدوري والتي حُرم خلالها من ركلة جزاء واضحة نتيجة لمس أوديجارد الكرة بيده:" ليس دورنا التعليق على التحكيم".

هذه مهنتنا، التدريب، الجانب الخططي، الفني، إدارة المجموعة، هكذا قالها يورجن كلوب، دون قصد إلى أيمن الرمادي، وهكذا تجتمع كل رؤى الناجحين، مع كل سقوط وعثرات أنت دائمًا السبب، انظر لنفسك قبل لوم الآخرين.

توج أيمن الرمادي مرة وحيدة في حياته التدريبية بلقب، كانت بطولة كأس الرابطة المصرية مع سيراميكا حينما فاز على المصري الموسم الماضي، لكن اسمه لم يبرز ويسود عناوين السوشيال والميديا كما ساد وحاز اهتمام الرأي العام بعد المباراة، هل كان ذلك هدفًا؟ مجرد تساؤل نطرحه، لكن المؤكد كثيرون يفعلون ذلك، يبحثون عن الظهور حتى لو طل علينا من شباك الإثارة فقط.

search