السبت، 05 أكتوبر 2024

12:09 م

دمار وخراب.. الاحتلال يحول غزة إلى مدينة أنقاض

آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة

آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة

السيد حسين

A A

يقترب عام 2023 من نهايته، لكنه لن يكون كبدايته على قطاع غزة المحاصر، الذي حوّله جيش الاحتلال إلى صحراء من الأنقاض، بعد 82 يومًا من القصف الإسرائيلي المتواصل، على مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع بلا هوادة، مخلفًا أكثر من 20 ألف شهيد، ونحو 54 ألف جريح.

آلة القتل الجماعي في غزة لم تفرق بين المدنيين، الكوادر الطبية، الصحفيين، العاملين التابعين للأمم المتحدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنه "سقط أكثر من 136 شهيدًا من زملائنا في غزة خلال 75 يومًا من الحرب على القطاع، وهو شيء لم نره من قبل في تاريخ الأمم المتحدة".

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، يوم الأحد الماضي، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 103 صحفيين.

وقالت لجنة حماية الصحفيين، ومقرها الولايات المتحدة، إن الحرب الإسرائيلية على غزة شهدت أعلى معدلات دموية بين الحروب على الإطلاق بالنسبة للصحفيين، حيث تم تسجيل أكبر عدد من حالات الوفاة بينهم خلال عام واحد وفي موقع واحد.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، باستشهاد نحو 310 شخصًا من الأطقم الطبية، جراء استمرار السياسة الإسرائيلية الهادفة لتصفية المنظومة الصحية في القطاع.

دمار واسع خلفه قصف إسرائيلي على رفح الفلسطينية

دمار غير مسبوق

ورصد تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حجم الدمار الهائل في قطاع غزة من خلالصور الأقمار الصناعية، ووصفته بـ"أنه لا سابق له في هذا القرن". 

ودمرت قوات الاحتلال مناطق شمال غزة خلال 7 أسابيع، متجاوزة بذلك تدمير عدد المباني في مدينة حلب السورية بين عامي 2012 و2016، بمقدار الضعف تقريبًا.

وأكد خبراء تحليل بيانات الأقمار الصناعية، أن الهجمات العسكرية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تُعد من بين أخطر النزاعات العسكرية والأكثر دموية وتدميرًا في تاريخ البشرية الحديث.

الدخان يتصاعد من رفح  الفلسطينية

واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن العدوان الإسرائيلي خلال شهرين تسبب في دمار أكبر لقطاع غزة، مقارنة بالقصف الذي شنها الحلفاء (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) على ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. 

وبحسب تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن حول الصراعات المسلحة في العالم، سُجل في عام 2023 ما يقرب من 183 حربًا وصراعًا إقليميًا ودوليًا، وهو أعلى عدد منذ 30 عامًا.

ويتصدر هذه الأحداث التوتر الشديد الناجم عن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أدى إلى نزوح قرابة 1.8 مليون مواطن من الشمال إلى الجنوب، وهو يُمثل نحو 90% من سكان القطاع.

سلاح التجويع

لم يكن القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية وحده هو آلة قتل آلاف المدنيين في غزة، بل كان التجويع أيضا أحد وسائل القتل البطيء لمعظم سكان القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر الماضي، وفق الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عبدالجليل حنجل. 

وفي وقت سابق، قالت الأمم المتحدة، إن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يتضورون جوعا بسبب "الكميات غير الكافية على الإطلاق من الطعام".

وتابعت أن "الجوع كارثي" في غزة، على بعد خطوة واحدة فقط من الإعلان الرسمي عن المجاعة. وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة مرتين فقط خلال السنوات العشرين الماضية.

وقال المسؤول في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عارف حسين، إن "الأمر يزداد سوءًا.. لم يسبق لي أن رأيت شيئا بهذا الحجم الذي يحدث في غزة، وبهذه السرعة في غضون شهرين فقط".

آثار القصف الإسرائيلي على مدرسة الفاخورة في قطاع غزة


استهداف المستشفيات

اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، في منتصف نوفمبر الماضي، بعد حصار دام أيام وغارات ليلية استهدفت محيط المجمع. وطوقت الدبابات الإسرائيلية كل الطرق المؤدية إليه، كما ضيقت الخناق على بوباته.

واتهمت إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وتكرر هذا الاتهام على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاجاري، الذي قال في عدة مؤتمرات صحفية إن "حماس تستخدم المستشفيات لأغراض إرهابية"، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية مرارا.

ودعت إدارة مجمع الشفاء الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفى والتحقق من عدم صدق ادعاءات إسرائيل.

وتعليقا على الأحداث، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن جريفيث، إنه "شعر بالفزع من التقارير التي تتحدث عن استهداف مستشفى الشفاء عسكريا".

وأضاف جريفيث في منشور على منصة "إكس": أن "حماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطواقم الطبية وجميع المدنيين يجب أن تعلوَ على أي شيء آخر"، مشدد على أن "المستشفيات ليست ساحات للقتال".

آثار الدمار جراء القصف الإسرائيلي على مستشفي الشفاء في غزة

مستشفى المعمداني

 وفي 17 أكتوبر الماضي، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بقصف مستشفى المعمداني الذي راح ضحيته حوالي 500 شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء. 

وبعد تفاقم الأوضاع في المستشفى بسبب نقص الإمدادات الطبية والوقود، وسط حصار الاحتلال، تم تعليق الخدمات في المستشفى في 16 نوفمبر الماض.

المستشفى الإندونيسي 

وعلى مدار يومي 28 و29 أكتوبر الماضي، تعرض محيط المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة لهجوم عنيف من جيش الاحتلال، بعد إصدار أوامر بإخلاء المنطقة.

وزعم جيش الاحتلال أن المستشفى يحتوي على قاعدة إطلاق صواريخ تابعة لحركة حماس، لكن المستشفى نفى هذه المزاعم، معتبرًا الهجوم انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني. 

آثار القصف الإسرائيلي وسط مدينة خان يونس جنوبي غزة

مستشفى القدس 

بعد استهداف متكرر لمستشفى القدس وحصاره من قوات الاحتلال، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الثلاثاء، خروجه عن الخدمة بشكل كامل إثر نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

وقال الهلال الأحمر، إن "شمال قطاع غزة لا يحتوي على أي خدمات طبية بعد خروج المستشفيات تمامًا عن الخدمة، وإجلاء الجرحى في مستشفيي المعمداني والشفاء إلى جنوب القطاع، حيث يعمل متطوعون على إنشاء مستشفى ميداني في رفح بطاقة 50 سريرا".

نزوح الفلسطينيين من خان يونس إلى جنوب غزة

وقالت منظمة الصحة العالمية إن شمال غزة لا يوجد به مستشفى فعال بسبب النقص الحاد في الوقود والموظفين والإمدادات، مؤكدة أن تسعة فقط من أصل 36 مرفقًا صحيًا كانت تعمل جزئيًا في قطاع غزة بأكمله، وتتركز جميع هذه المرافق في جنوب القطاع.

search