نيرة أشرف ليست وحيدة.. 5 حكايات لـ"الحُب المريض"
نيرة أشرف وسلمى بهجت
منى الصاوي وتهامى البندارى
كان للحب قديمًا "مجانين" مثل عنترة الذي أسر قلب "عبلة"، وقيس حبيب ليلى، إلا أنّه تحول في زمان الإنترنت والسوشيال ميديا إلى ساحة للقتل والغدر ودماء لا تنتهي.
أصبح لقصص الحب ضحايا كُثر، وتبدلت رسائل العشق والغرام إلى اتهامات متبادلة وتوعد بالانتقام، حتى وإن كان الحب من طرف واحد، ليحتل الرصاص والسكين الكلمة الأقوى والإعلان الصريح عن “ الحب المريض”.
سلسلة من جرائم القتل تحت ستار الحب، دفع ثمنها فتيات- لم يرتكبن إثمًا، وتحولن إلى جثث نتيجة تهور وجنون الطرف الآخر.
نيرة أشرف ومحمد عادل
أُولى ضحايا هذا النوع من الجرائم، جاء بعدما تخلّص طالب جامعة المنصورة، محمد عادل، من زميلته الطالبة بالجامعة، نيرة أشرف، اتتقامًا منها، بعد رفضها الارتباط منه، سدد لها عدة طعنات في مناطق متفرقة من جسدها بلغت 17 طعنة قاتلة، في الشارع، أحدثت الجريمة هزة داخل البلاد، بتاريخ 20 من يونيو 2022، لبشاعتها وطريقة تنفيذها بكل جبروت.
فاضت روح "نيرة" إلى ربها، في حادث مروع، ولا تزال أسوار جامعة المنصورة، شاهدة على دماءها، فضلًا عن أصدقائها وأسرتها التي انفطر قلبها على فراقها.
حب لدرجة الجنون
أدلى المتهم - الذي وصل حبه بزميلته إلى درجة الجنون - باعترافات تفصيلية أمام نيابة جنوب المنصورة الكلية، وبرر أسباب ارتكابه الحادث المأساوي، بأنّه نفّذ جريمته بعد عدة محاولات، للارتباط بالمجني عليها خلال عام ونصف العام، عبر موقع التواصل "فيسبوك"، إلا أنها لم تتجاوب لمطالبه، بل وصل بها الأمر إلى حد حظر حسابه وإغلاقها صفحتها الشخصية على أصدقائها المقربين، فقرر أن يكتب نهايتها بيديه، حتى يشفي غليله منها.
أروح أخلص عليها
أضاف المتهم محمد عادل - المُنفذ فيه حكم الإعدام- في اعترافاته "قلت أنا لازم أخلص عليها ومخليهاش على وش الدنيا، ونزلت يوم الحادثة ومعايا سكينة، وركبت الأتوبيس، ولقيتها قاعدة هي وزمايلها، ولما شوفتها قلت دي فرصة إن أنا أريح نفسي وأخلص منها، وهي نازلة من الباص، وأول ما نزلنا هي كانت سبقاني بشوية، وأنا نزلت وكان كل اللي في دماغي إن أروح أخلص عليها، ومشيت وراها".
استكمل الجاني، شرح تفاصيل تنفيذ جريمته "أول ما قربت منها طلعت السكينة من الجراب اللي أنا كنت حاطه فيه، وشفيت غليلي منها، وفيه ناس قربوا مني علشان يحوشوني عنها، قولتلهم محدش يقرب مني، وهوشتهم بالسكينة عشان محدش يقدر يخلصها من إيدي لحد ما خلصت عليها خالص، وساعتها فيه واحد مسكني من ضهري وشالوني بعيد عنها".
حكم بإعدام القاتل
أُحيل المتهم إلى محكمة الجنايات، في ختام التحقيقات التي أجريت معه، وصدر حُكمًا بإعدامه، بعد تداول الجلسات التي حظيت باهتمام بالغ.
تقدم محمد عادل بطعن على حكم الإعدام، ورفضته محكمة النقض، ليصبح الحكم نهائيًا وباتًا، ونفذّت الأجهزة الأمنية حكم الإعدام بحق المتهم القاتل محمد عادل، بعد 4 شهور من رفض الطعن على حكم إعدامه.
سلمى بهجت
أسابيع قليلة مرت على حادث مقتل الطالبة نيرة أشرف، طالبة جامعة المنصورة، حتى استيقظت مدينة الزقازيق بالشرقية في شهر أغسطس من ذات العام، على مقتل طالبة جامعية، سلمى بهجت، على يد زميلها، انهال عليها طعنًا بسكين، وسدد إليها نحو 10 طعنات قاتلة، لفظت على إثرها أنفاسها الأخيرة في الحال.
برر المتهم إسلام محمد، أمام النيابة العامة بالشرقية، أسباب ارتكابه الحادث، موضحا أنّه تخلص من الضحية بدافع الانتقام، لسابقة ارتباطهما بعلاقة عاطفية قام خلالها بمساعدتها، إلا أنّها تخلت عنه مؤخرًا، وأنهت تلك العلاقة دون رغبته - وفقا لاعترافاته - ما أثار حفيظته فاختمرت في ذهنه فكرة قتلها.
سكين
أضاف المتهم أنه في سبيل تنفيذ مخططه قام بإعداد السلاح الأبيض المستخدم “السكين”، ونظرًا لعلمه بتردد المجني عليها على إحدى أماكن التدريب الكائنة بالعقار محل الواقعة، قام اليوم بانتظارها أمام العقار، ولدى وصولها باغتها بعدة طعنات، فأحدث إصابتها التي أودت بحياتها.
في سبيل تنفيذ مخططه بالخلاص من زميلته، أعد المتهم سلاحًا أبيضًا عبارة عن "سكين"، ولعلمه بتردد المجني عليها على إحدى أماكن التدريب في مجال الإعلام بمدينة الزقازئق، تربص بها داخل مدخل العقار محل الحادث، وعند وصولها باغتها بعدة طعنات، لفظت أنفاسها في الحال.
أمرت النيابة بحبس المتهم، وأقر باعترافات كاملة حول ملابسات الواقعة، وأحيل إلى محكمة جنايات الشرقية، التي عاقبته بالإعدام بتاريخ السابع من نوفمبر 2022.
قتلها ثم انتحر
ثالث الجرائم التي هزت المجتمع، جاءت بانتقام شاب من فتاة بمحافظة المنوفية، أماني عبد الكريم، ففي سبتمبر من 2022، أطلق المتهم النار عليها بكل وحشية في الشارع داخل قرية طوخ طنبشا بمحافظة المنوفية، ليس لشيء سوى أنها رفضت الارتباط به لسوء سلوكه بين الجيران.
غافل المتهم ضحية، أثناء خروجها من منزلها وأطلق عليها النار من فرد خرطوش، نقلها الأهالي في حالة حرجة إلى مستشفى بركة السبع المركزي، وفشلت محاولات إسعافها، وفارقت حياتها متأثرة بإصابتها.
ساعات قليلة مرت على قتل "أماني"، ولم يتخيل الجاني حياته بدونها حتى داخل محبسه، تخلص من حياته بإطلاق النار على نفسه من ذات السلاح الذي أطلق به النيران على المجني عليها، وعثر رجال المباحث على جثته وإلى جواره فرد خرطوش، لتنتهي القضية بانتحار الجاني، ولم يبق لأسرة "أماني" سوى صورها وذكرياتها.
دماء في عمارات العبور
في سبتمبر من 2023، الذي أوشك على الانتهاء، لم تتخيل "شيماء"، محامية، 24 سنة، أنّ حياتها ستنتهي على بعد أمتار قليلة من مقرعملها بمنطقة عمارات العبور في مصر الجديدة، على يد خطيبها السابق، الذي اصطدم بمشاحنتها نهارًا، ودخلا في مشادة كلامية حادة انتهت بفاجعة قتلها "في عز الضهر".
أشهر الشاب فرد خرطوش، في وجه الفتاة أمام المارة، وأطلق عيارًا ناريًا تجاهها، فسقطت غارقة في دمائها، حتى تمكن الأهالي من الإمساك بالمتهم، وأصابه أحدهم بطلق ناري، ثم أبلغوا شرطة النجدة، وتم التحفظ عليه وحبسه على ذمة التحقيقات.
شقيق الفتاة الضحية، قال خلال التحقيقات إن شقيقته كانت تربطها علاقة عاطفية ورسمية، وطال ارتباطهما، وقررت الانفصال عنه، وحاول أكثر من مرة الرجوع إليها، لكنها رفضت بشكل نهائي، فبدأ في مطاردتها وتهديدها برسائل كثيرة، حتى قتلها بهذه الطريقة.
قتل في الحرم الجامعي
في نفس اليوم الذي انتهت فيه حياة "شيماء" في عمارات العبور بالقاهرة، حتى تخلص موظف من حياة زميلته "نورهان"، الموظفة الحسناء بجامعة القاهرة، داخل الحرم الجامعي، في لحظات مرعبة عاشها جميع المترددين على الجامعة يوم الحادث.
بدون مقدمات سابقة، توجه "أحمد" زميل الضحية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، التي تصغره بنحو 3 سنوات، وأشهر طبنجة كان يخفيها بين ملابس، وأطلق 5 طلقات في مواجهة نورهان، اخترقت جسدها، لتفارق حياتها في الحال، بينما تسمّر كافة الحضور من الطلاب والموظفين والعمال من هول فِعلة الجاني.
الحب المزيف
شرحت التحقيقات موضحة أن المتهم ظل يصارح "نورهان" بحبه لها، وعبر عن رغبته في الارتباط بها رسميًا، لكنها رفضت طلبه، فكرر "طلب يدها" ثانيا من أسرتها، ولم يتبدل الرأي السابق، وقوبل طلبه بالرفض لأسباب.
استمر الموظف بجامعة القاهرة، في مطاردة نورهان، فأخبرته بضرورة أن يتركها في حالها "ملكش دعوة بيا وسبني لو سمحت"، جن جنونه، وهنا قرر الانتقام منها وكتابة مشهد نهايتها بيديه.
سالت دماء الضحايا الأربع، تحت ذريعة "الحب المزيف"، فهل أصبح رفض الفتاة الارتباط من شاب جريمة تعاقب عليها بالقتل؟.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بسبب السرعة الزائدة.. وفاة شخص وإصابة 6 في انقلاب ميكروباص بالفيوم
22 نوفمبر 2024 02:17 م
إصابة ضابط شرطة ومجند في حادث انقلاب سيارة بالقليوبية
22 نوفمبر 2024 01:47 م
بتخفيضات تصل لـ50%.. استمرار فعاليات مبادرة "كلنا واحد" (فيديو)
22 نوفمبر 2024 01:40 م
عم عامل دليفري: ابننا قتله ابن شيف شهير وهرب.. وحقه مش هنسيبه (صور)
22 نوفمبر 2024 04:52 ص
30 مصابا.. انتداب خبير هندسي لمعاينة أتوبيس حادث الجلالة
22 نوفمبر 2024 12:43 م
القبض على مشجع زملكاوي هدد زيزو بالقتل (فيديو)
22 نوفمبر 2024 11:57 ص
شاب يتهم المخرج محمد سامي: "ضربني وطلب مني اتنازل بنص مليون جنيه"
22 نوفمبر 2024 11:35 ص
"كان بيحضر لفرحه".. تفاصيل مقتل عامل دليفري على يد ابن شيف شهير (صور)
22 نوفمبر 2024 06:35 ص
أكثر الكلمات انتشاراً