السبت، 05 أكتوبر 2024

11:44 ص

"شاومينج" تنال من العقيدة.. و3 وزارات تنهي الحرب الداخلية

غش إلكتروني بالامتحانات -صورة تعبيرية

غش إلكتروني بالامتحانات -صورة تعبيرية

أسامة حماد

A A

تظل صفحات الغش الإلكتروني تتصدر مشهد أزمات التعليم في مصر كل عام بالتزامن مع مواعيد الامتحانات بمختلف المراحل التعليمية، إذ لا يستغرق الأمر إلا دقائق قليلة بعد بدء الامتحانات، لتتداول تلك الصفحات صورًا لأوراق الأسئلة والإجابات للامتحانات المقررة تزعم الحصول عليها، بل تسبق بها دخول الطلاب إلى اللجان في بعض الأوقات. 

على الجانب الآخر، كثيرا ما حاولت وزارة التربية والتعليم، التصدي للظاهرة، عن طريق كثير من الإجراءات المستحدثة كل عام، لكن دون جدوى ليظل تلاعب تلك الصفحات بمستقبل الطلاب لأكثر من 7 سنوات، ما يلوح بفشل المنظومة، ويدق ناقوس الخطر حول مستقبل جيل من الطلاب، خاصة مع إقبال امتحانات الثانوية العامة الشهر المقبل.

واقعة أمس الأحد

في الأمس القريب، زعمت إحدى تلك الصفحات، تسريب امتحان اللغة الانجليزية للصف الثاني الثانوي بمحافظة الجيزة بعد أن قامت بفعلتها، في مواد أخرى سابقة، من الامتحانات الدراسية التي تعقدها الوزاة في الوقت الحالي، ليكون رد فعل الوزارة كسابقه، بأن يجرى تحقيقات عاجلة في تلك الواقعات.  

استنكار برلماني

7 سنوات لم تكن كافية أمام وزارة التربية والتعليم لتأمين أبنائها الطلاب من خطر يحيط بمستقبلهم الأمر الذي أثار غضب عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، الدكتورة حنان حسني يشار، التي تساءلت مستنكرة، كيف لا نستطيع السيطرة على صفحات الغش الإلكتروني “شاومنج” طوال أكثر من 7 سنوات؟ منوهة بأن ظهورها كان قبل العام الدراسي 2016/2017.

الدكتورة حنان حسني يشار عضو مجلس النواب

الحل في يد 3 وزارات 

وأكدت عضو مجلس النواب أن مسؤولية حل أزمة تسريب الامتحانات، لا تقتصر على وزارة التربية والتعليم فقط، بل تحتاج تكاتفها مع وزارتين أخرتين (الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - ووزارة الداخلية)، مشددة على أنه يجب اعتبار القضية أمن قومي، غير مسموح التهاون فيها وأن لجنة التعليم في المجلس أدت دورها وهو التساؤل والتنبيه من الخطر والخطأ من وجود المشكلة منذ 7 سنوات.

حرب داخلية

من جانبها، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، الدكتورة جيهان البيومي، وصفت ظاهرة تسريب الامتحانات بأنها أحد أنواع الحروب الداخلية التي تتعرض لها الدولة المصرية من متأمرين يريدون التأثير والتربص بمصلحة الوطن، مؤكدة أنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الأحداث التي تثير الجدل من مافيا التسربات الإلكترونية ومختلف الاتجاهات الأخرى.

الدكتورة جيهان البيومي عضو مجلس النواب

وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم أعلنت متابعتها التحقيقات لتتبع المتسبب وتسعى لتطوير منظومة التعليم في مصر، مؤكدة أن الوزارة تتخذ كافة التأمينات على الداتا الخاصة بها بطريقة علمية وتكنولوجية حديثة. 

كارثة وبلبلة عقائدية

الدكتورة حنان حسني، قالت في تصريحات خاصة إن فشل إحكام السيطرة على منظومة التعليم كارثة تتسبب في تخرج جيل كامل، يكون عاجز عن تلبية احتياجات سوق العمل ما يمثل خطر مستقبلي على تلبية الدولة لما يحقق تطلعاتها في التطور خلال السنوات المقبلة.

وأكدت أن التسريبات تهدد مستقبل الطلاب وأن يأخذ من لا يستحق مكان آخرين مجتهدين، الأمر الذي يتسبب في خلل بالمنظومة التعليمية، فضلًا عن إهدار مقدرات الدولة المصرية من أموال وضياع بعض نماذج الكفاءات من الطلاب ما يثير بلبلة عقائدية وأخلاقية لدى البعض.

شلل المنظومة

وحذرت الدكتورة جيهان البيومي، من خطورة تسريب الامتحانات، بأنها تتسبب في شلل بالمنظومة التعليمية وتمثل خطرًا على الطلاب، بضياع حقوق بعض المجتهدين من الطلاب (الدرجات العلمية والامتيازات) ليأخذها آخرون بطريقة غير صحيحة، فضلًأ عن تشتيت الطلاب ذهنيا قبيل الامتحانات.

وطالبت النائبة حنان حسني يشار بضرورة الوقوف على حل نهائي للأزمة خاصة في ظل التطور الكبير الذي تمتلكه مصر في مجال الاتصالات ومباحث الانترنت، مؤكدة أن الدولة قادرة على الوصول إلى من يقف خلف الأزمة.

ملايين مهدرة

وأشارت إلى أن ارتفاع نسة الرسوب بين الطلبة في كليات الطب بالعديد من الجامعات الذي خلفته حالات الغش الجماعي ضمنها التسريبات الإلكترونية، تسببت في إهدار ملايين تحملتها الدولة لتعليم هؤلاء الطلاب، وعلى سبيل المثال طلاب الفرقة الأولى بكليات الطب بجامعة بني سويف، وجامعة سوهاج وجنوب الوادي والعديد من الجامعات الأخرى.

search