الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:57 ص

كيف ستحقق مصر 30 مليار دولار سنويا من السياحة؟

السياحة العلاجية

السياحة العلاجية

جهاد سداح

A A

تمتلك مصر العديد من المقومات السياحية التي تجعلها مقصدا سياحيا عالميا، ليس فقط الآثار وتاريخها العريق، بل ما تهيئه أرضها أيضا من مياه كبريتية ورمال وجو جاف خال من الرطوبة، الذي يساهم بشكل كبير في معالجة الكثير من الأمراض الحادة والمزمنة.

وقال الخبير السياحي، أحمد إسماعيل، إن السياحة العلاجية نمطا فريدا من أنماط السياحة في العالم، حيث يبحث عنها الكثير من الناس للاستشفاء ومن ثم نشأت المنتجعات الاستشفائية؛ لتقديم الخدمات المتنوعة من رعاية طبية متخصصة بعوامل طبيعة خالصة.

مقومات السياحة العلاجية في مصر

وأضاف إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن مصر تمتلك العديد من مقومات السياحة العلاجية والذي يساهم بشكل مباشر في زيادة الدخل القومي، حيث تمتلك مصر عيون كبريتية ذات تركيبة كيميائية فريدة تفوق نسبة جميع لعيون المعدنية والكبريتية في العالم.

وأكمل: "تساعد العيون الكبريتية على شفاء العديد من الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الجلدية، بالإضافة إلى أمراض العظام، مؤكدا أن الدراسات الطبية أثبتت نجاح علاج مرضى الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن في الرمال.

مصدر للدخل قومي

وأكد الخبير السياحي، أن السياحة العلاجية أهم مصادر الدخل القومي في مصر، حيث قفزت إيرادات مصر من السياحة خلال عام "2022 – 2023" إلى 13.6 مليار دولار بزيادة 26.8 بالمئة، متوقعا أن العام الجاري سيشهد ازدهارا في الاقتصاد المصري، والذي ينعكس على كافة القطاعات من بينهم قطاع السياحة، خاصة بعد صفقة رأس الحكمة، وما توفره من سيولة دولارية لمصر.

وأشار الخبير السياحي، إلى تطلع  الدولة لتحقيق 30 مليار دولار سنويا بدءا من عام 2028، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالتسويق السياحي العلاجي، الذي بات مقصدا سياحيا مهما للذين يسعون لنيل الرعاية الصحية الأفضل على مستوى العالم.

ومن جانبه، أوضح عضو غرفة شركات السياحة، مجدي صادق، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن السياحة العلاجية تنشق إلى جزئين، وهم استشفائية وعلاجية؛ الاستشفائية وهي السياحة التي تعتمد على العناصر الطبيعية الصحية المفيدة مثل الينابيع الكبريتية والمعدنية، وتعد مصر من أكثر الدول شهرة في هذا القطاع منذ قديم الأزل.

واستدل صادق، على ذلك مقبرة "الأغا خان" في أسوان، والذي كان  يعاني من الروماتيزم وآلام في العظام فنصحه مشاهير الأطباء في العالم بزيارة أسوان، لأن فيها شتاء دافئا عجيبا، وعاش "الأغا خان" في أسوان وتوفي ودفن هناك.

وأكمل: “اللورد كارنارفون الإنجليزي نصحه الأطباء أن يعيش في منطقة ذات هواء جاف بعيدا عن بريطانيا فجاء إلى مصر واستقر بالأقصر، وقام باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، بمشاركة المستكشف هوارد كارتر البريطاني”.

وتابع، السياحة العلاجية، تعني العلاج بالمستشفيات أو المراكز المتخصصة، ونحن مستعدين لذلك تماما، بعد النجاح في القضاء على فيروس سي، ونسعى أيضا للقضاء على السرطان، بالإضافة إلى زراعة الكلى والكبد.  

كيفية تعزيز  السياحة العلاجية

وتطرق صادق، إلى كيفية تعزيز السياحة العلاجية والاستشفائية في مصر، قائلا: “لا بد من وجود mobile hospital وهي بمثابة مستشفى متنقلة بها كافة الرعاية الصحية في الأماكن الاستشفائية؛ الطوارئ، لطمأنة السائح لخوض التجربة”.

وأشار صادق، إلى أن مصر تمتلك كوكبة من الأطباء تتصدر المركز الأول، مقارنة بالدول العربية، ولكن نحتاج إلى الاهتمام بالمراكز الصحية والعلاجية بشكل أكبر.

وبدوره، قال نقيب السياحيين، باسم حلقة، إن مصر احتلت موقعا متميزا على الخريطة السياحة العلاجية، حيث يتوافد عليها السائحون من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بالمناخ الصحي.

الأهمية العلاجية عن الفراعنة

وأضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن منذ قديم الأزل الفراعنة أدركت قيمة المناخ الصحي واستخدموا ما تجود به الطبيعة من مواد صيدلية وكيمائية، حيث راعو دفن جثث الموتى بعيد عن رشح المياه ووضعوها في مناطق جافة مثل الصحراء ومنطقة الاهرامات.

فوائد مياه محافظة البحر الأحمر

ولفت نقيب السياحيين، إلى ينابيع الكبريت في مصر، مثل بئر وحيد، والذي يتجاوز نسبة جميع نوابض الكبريت المعدنية في العالم، ونبع كيلوباترا.

وتابع، تحتوي مياه البحر الأحمر على وجود الشعاب المرجانية، التي تساعد على العلاج من مرض الصدفية، بالإضافة إلى الرمال السوداء القادرة على التخلص من بعض الأمراض الجلدية.

التسويق الداخلي

وأشار إلى أهمية التسويق الداخلي ورفع الوعي السياحي، خاصة فئة الشباب بأهمية هذا القطاع الحيوي والمدر للعملة الصعبة، وتوجب على الشباب  حماية مقدراتنا السياحية من مصادر التلوث وآثار التغيرات المناخية، ومن ثم التسويق الخارجي؛ لنقل صورة إيجابية للسائح على الأماكن السياحية في مصر  والخدمات المتوفرة بها بالإضافة إلى مميزاتها وخصائصها، مما يساهم في نمو القطاع السياحي، وجذب أكبر عدد من السائحين بمزيد من المزايا التنافسية على المستويين؛ الإقليمي والعالمي.

أبرز المناطق العلاجية

وذكر حلقة أهم المناطق العلاجية في مصر :

1_ جبل الدكرور، والذي يقع في الجنوب الشرقي من واحة سيوة، اكتسب الجبل  منذ القدم أهمية علاجية في الأمراض الروماتزمية وآلام المفاصل والشعور العام بالضعف والوهن.

2_ العين السخنة، سميت بهذا الاسم لكثرة العيون الكبريتية الساخنة فيها والتي تستخدم كعلاج للعديد من الأمراض الجلدية والتهاب المفاصل والنقرس واضطرابات الدورة الدموية.

3_  كهف الملح، يقع في واحة سيوة،  مصنوع خصيصا للأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية والنفسية فهو يساعد على خروج الطاقة السلبية من الجسم واستبدالها بطاقة إيجابية، ويساعد على التخلص من التوتر، ويعالج حساسية الصدر والغدة الدرقية.

4_ الواحات البحريه، يوجد بها نحو 400 عين للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة التي أثبتت البحوث قيمتها العلاجية في أمراض الروماتيوم والروماتويد والأمراض الجلدية.

5_ عين كيغار، تنتشر بسيوة عيون المياه التي تستخدم للأغراض العلاجية من الأمراض الصدفية الروماتيزمية، وتعد "عين كيغار" أشهرها حيث تبلغ درجة حرارة مياهها 67 مئوية وتحتوي على عدة عناصر معدنية وكبريتية.

6_ واحة الخارجة، تقع على بعد 232 كم جنوب أسيوط، تحتوي علي  آبار عميقة ذات فوائد علاجية مختلفة كآبار بولاق وآبار ناصر وآبار موط، التي تعمل على علاج الأمراض الروماتزمية والآلام المزمنة.

7_ سيناء، تحتوي سيناء على حمام فرعون وحمامات موسى ووادي مغارة ودير السبع بنات، تحتوي على المياه الكبريتية، والتي تستخدم في علاج الكثير من الأمراض كالروماتيزم وأمراض الجهاز الهضمي وحساسية الرئة وأمراض الكبد.

search