الخميس، 04 يوليو 2024

05:17 ص

"الشهيد" يخلط الأوراق.. سيناريوهات "مربكة" لوفاة رئيس إيران

حادث وفاة الرئيس الإيراني

حادث وفاة الرئيس الإيراني

محمد خيري

A A
سفاح التجمع

تسبب حادث وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ردود فعل واسعة النطاق على المستوى العالمي والمحلي، خاصة مع ظهور بعض الآراء التي تدعم فرضية تعرض الرئيس الإيراني لحادث اغتيال مدبر.

الأصوات وراء فرضية الاغتيال، اتهمت إسرائيل في الحادث، فيما لا تزال أصوات أخرى تؤكد على أن طائرة الرئيس الإيراني تعطلت وتعرضت لخلل تقني تسبب في سقوط المروحية وتحطمها على الفور في أدغال محافظة أذربيجان الشرقية.

الفرضية الأولى المتعلقة بتعرض الرئيس الإيراني لحادث اغتيال مدبر تعززه محددات أبرزها ما أعلنته القناة 13 الإسرائيلية التي نفت نقلًا عن مصادر مسؤولة ما تداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتورط إسرائيل في الحادث، ونفي إسرائيلي بأي علاقة بالحادث الذي تعرض له رئيس إيران ووزير خارجيته.

تحطم طائرة الرئيس الإيراني


عزز تلك الفرضية التوسع الكبير لنشاط جهاز الموساد الإسرائيلي في أذربيجان، بالإضافة إلى وجود حادث شهير يكشف عن قدرة الموساد الإسرائيلي على التحرك بحرية في أذربيجان المحاذية للحدود الإيرانية، والولوج إلى الأراضي الإيرانية، بعدما نجح في الحصول على أكثر من نصف طن من الوثائق الحساسة لأجهزة مهمة في الدولة الإيرانية في شهر مايو من عام 2018، وهي وثائق تتعلق بالمفاعلات النووية الإيرانية ووثائق أخرى حساسة.

يأتي ذلك بالإضافة إلى نجاح إسرائيل في استهداف وقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في عام 2020 بعد شهور قليلة من حادث اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في غارة جوية خلال زيارته إلى العاصمة العراقية بغداد، علاوة على حادث مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدياري عام 2020 أيضًا.

حادث اغتيال محسن فخري زاده

استخدمت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية منها لفظ “استشهاد” بدلًا من “وفاة” للحديث عن واقعة مصرع الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، وهو ما يعبر عن تعرض الرئيس لاستهداف أودى بحياته.

الفرضية الثانية والتي تتعلق باحتمالية تعرض طائرة الرئيس الإيراني لحادث نتيجة خلل فني أو تقني في الجو، فإن ذلك يشير إلى حالة من الارتباك الشديدة التي تعاني منها أجهزة الدولة الإيرانية، خاصة وأن إيران دائمًا ما تتغنى بتطوير منظومتها الصاروخية والباليستية وتطوير منظومة الطائرات محليًا، وهو ما يضع شكوكًا حول تلك الإجراءات، علاوة على الفشل الكبير في اختبار طائرة تعتبر من أهم الطائرات على الإطلاق وهي طائرة ستحمل رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وعدد من الشخصيات المهمة في الدولة الإيرانية، علاوة على عدم وجود طائرات عسكرية مقاتلة مصاحبة لوفد الرئيس الإيراني الجوي.

يشير ذلك إلى حالة من الارتباك الشديد الذي تعاني منه إيران، وهي ليست الحالة الأولى من الارتباك الكبير الذي تعني منه الأجهزة الإيرانية، حيث سبق أن ارتبكت إيران بشكل كبير خلال الثأر لمقتل قاسم سليماني في عام 2020، بعد أن أسقطت الصواريخ الإيرانية التي انطلقت باتجاه قاعدة عين الأسد الجوية الأمريكية في أربيل العراقية طائرة مدنية أوكرانية، وتسبب ذلك في وفاة كل من كان على متن تلك الطائرة، ووقتها واجهت إيران دعاوى قضائية نتيجة ذلك الحادث.

search