السبت، 06 يوليو 2024

06:25 م

ماذا يعني اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين؟

رؤوساء حكومات النرويج وإيرلندا وإسبانيا خلال الاعتراف بفلسطين كدولة

رؤوساء حكومات النرويج وإيرلندا وإسبانيا خلال الاعتراف بفلسطين كدولة

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

يحمل اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية، أهمية خاصة، حيث أن الأخيرة كانت المضيفة للمباحثات السرّية في عام 1991 التي نتج عنها اتفاقية أوسلو التي وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في 13 سبتمبر 1993 بواشنطن.

اتفاقية أو معاهدة أوسلو، والمعروفة باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، أول اتفاق رسمي مباشر بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عرفات.

وتضمنت اتفاقية أوسلو التاريخية، الاعتراف المتبادل بين حكومة الاحتلال والقيادة الفلسطينية، التي تمكنت من العودة إلى الأراضي الفلسطينية من المنفى. 

وأنشأت الاتفاقية السلطة الفلسطينية، التي كان من المفترض أن تكون هيئة مؤقتة تمارس حكمًا ذاتيًا فلسطينيًا محدودًا في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي عام 2000، انتهت المفاوضات المستمرة نحو التوصل إلى معاهدة سلام دائمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة الاحتلال.

اعتراف النرويج بدولة فلسطين يبدو غريبًا، حيث كانت أوسلو تصف نفسها دائمًا بأنها "صديقة لإسرائيل"، لكن بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي، ورد تل أبيب العسكري بقصف جميع أنحاء غزة دفع البلد الأوروبي لإدانة السلوك الإسرائيلي في القطاع المحاصر.

المستوطنات الإسرائيلية

في مارس الماضي، قال إسبن بارث إيدي وزير خارجية النرويج، إن "استخدام إسرائيل للقوة العسكرية له تأثير شديد وغير متناسب على السكان المدنيين ولا يتماشى مع القانون الإنساني الدولي"، مطالبا بوقف إطلاق النار فورا في غزة.

وواصلت النرويج أيضًا تمويل "الأونروا"، بعد أن توقفت عدة دول أخرى عن القيام بذلك في أعقاب مزاعم إسرائيل بأن عدد من موظفي الوكالة الأممية تورطوا في هجمات 7 أكتوبر.

وفي فبراير الماضي، أدلت النرويج بشهادتها أمام محكمة العدل الدولية، وذكرت أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية كانت من بين أكبر العقبات التي تعترض السلام في المنطقة.

الاعتراف بدولة فلسطين

وقال جوناس جار ستور، رئيس وزراء النرويج، اليوم الأربعاء، إن "الاعتراف بفلسطين هو دعم للقوى المعتدلة التي هي في موقف دفاعي، في صراع طويل ومروع".

ووصف الاعتراف بأنه "استثمار في الحل الوحيد الذي يمكن أن يمنح السلام الدائم في الشرق الأوسط"، وحث الدول الأخرى على أن تحذو حذوه قائلا "حتى تتمكن العملية نحو حل الدولتين من البدء مرة أخرى في النهاية".

أيرلندا على نفس الخطى

عندما أعلنت الحكومة الأيرلندية الأربعاء، الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية مستقلة، استندت إلى كفاحها من أجل إقامة الدولة والعنف الذي أحاط بها.

لأيرلندا أهمية خاصة أيضًا، حيث كانت واحدة من الدولة التي تم احتلالها من بريطانيا، وناضلت حتى نالت استقلالها.

وقال سيمون هاريس، رئيس وزراء أيرلندا، في مؤتمر صحفي، اليوم، "من تاريخنا نعرف ما يعنيه الاعتراف، عمل ذو قيمة سياسية ورمزية قوية"، في إشارة إلى سعي بلاده إلى الحكم الذاتي في أوائل القرن العشرين بعد مئات السنين من الحكم البريطاني. 

وشرح هاريس بالتفصيل كيف طلبت أيرلندا، في 21 يناير 1919، من العالم الاعتراف بحقها في الاستقلال.

وأضاف "رسالتنا إلى الدول الحرة في العالم كانت بمثابة نداء للاعتراف الدولي باستقلالنا، والتأكيد على هويتنا الوطنية المتميزة ونضالنا التاريخي وحقنا في تقرير المصير والعدالة، فاليوم نستخدم نفس اللغة لدعم الاعتراف بفلسطين كدولة".

وشدد هاريس على أن إعلان أيرلندا، الذي جاء في نفس اليوم الذي اتخذت فيه إسبانيا والنرويج خطوات مماثلة، لم يقلل من علاقة بلاده مع إسرائيل.

وتتمتع أيرلندا بتاريخ كبير في دعم الفلسطينيين، ولقي إعلان الاعتراف بدولة فلسطين تأييدًا واسعًا من جميع الأطياف السياسية، ومن داخل الحكومة الائتلافية في البلاد.

search