الإثنين، 25 نوفمبر 2024

12:57 م

اللواء عبد الخالق.. كاشف عورات أمريكا وإسرائيل

فلسطينيون يحملون أعلام مصر بغزة

فلسطينيون يحملون أعلام مصر بغزة

لم تكن إسرائيل في حاجة إلى "سي إن إن" لتقول للعالم إن اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، منحازا لغزة، ويدافع باستماتة عن حق أهلها في الحياة، فعلاقة الرجل القوية بالفلسطينيين على عينك يا تاجر، وليست تهمة ليدفعها عن نفسه، أو يحاول أحد نفيها بالنيابة عنه.

شيئا واحدا نسيت "سي إن إن"  أن تشير إليه في التقرير الذي حاولت فيه إدانة عبد الخالق وتحميله فشل المفاوضات بين إسرائيل وحماس هو  "أن القصة موجهة للأطفال".

أما مكافأة مؤلف التقرير التي يستحقها من رئيس التحرير فهي الطرد، ليس لأنه يفتقر للمهنية فقط، ولا حتى لأنه يلوث سمعة شخص نزيه بدون أدلة ولكن لأنه ببساطة وضع الطراطير على رؤوس رجال أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والقطرية المشاركين في المفاوضات وحولهم إلى أراجوزات، لا يهشون ولا ينشون، ولا يدرون شيئا عما يدور أمام أعينهم.

أخطاء ساذجة

في المقابل أظهر مؤلف التقرير أن اللواء عبد الخالق بطلا أسطوريا قادرا على "قرطسة" الأجهزة الثلاثة، واستبدال الشروط المتفق عليها، والضحك عليهم جميعا، دون أن يشعر به أحد، وهي إهانة ضخمة لـ"السي آي أيه" و"الموساد" و"المخابرات القطرية"، وإعلاء من شأن (عبد الخالق) الذي حاولت الـ"سي إن إن" توريطه.

كما وقع كاتب التقرير في أخطاء ساذجة، لا يقع فيها إلا صحفي تحت التمرين، وهي عدم اعتماده على أي مصدر معلوم، مجرد مصادر "مجهّلة" موجودة في رأسه، في حين كان “السقف” هو المصدر الوحيد الذي يستوحي منه أفكاره قبل الدق على الكيبوورد.

ولكن كيف وافق رئيس التحرير على نشر هذا الهراء؟.. رئيس التحرير وحده يستطيع الإجابة على هذا السؤال، ولكن الأسباب معروفة: إلهاء المجتمع الدولي ببالونة فارغة لتنفيذ خطة اجتياح رفح، وإنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي من ورطته، وإبعاد مصر عن دورها الحاسم في التصدي للمخططات الصهيونية بتهجير الفلسطينيين وإنهاء القضية.

للضحك فقط
 

بدلا من أن تسيء الآلة الإعلامية الأمريكية المدفوعة من إسرائيل إلى الصقر المصري، جعلته يحلق ويرتفع إلى العنان، وبدلا من أن تلصق به تهمة التزوير، أظهرت رجال مخابراتها على أنهم مجرد مغفلين، في لعبة يسيطر عليها بالكامل رجل مصري باقتدار.

وإذا كانت "سي إن إن" سوف تضطر إلى حذف التقرير الكارثي لاحقا، لأنه ملئ بالأخطاء والأكاذيب ولا أساس له من الصحة، فإنها لن تستطيع محوه من كل وكالات الأنباء والمواقع التي نسخته ليطلع عليه القارئ، على أساس أنه تقرير كوميدي "للضحك فقط".

الحسنة الوحيدة 
 

سقطة لا يمكن أن تغتفر لـ"سي إن إن" لضاف إلى سجل سقطاتها التي تتزايد في الفترة الأخيرة، وقد تحولت من موقع إخباري إلى عيادة تجميل لإخفاء القبح الإسرائيلي، إلا أن العملية هذه المرة فاشلة بالتلاتة، وأدت إلى مضاعفة التشوهات والعيوب.

ربما تكون الحسنة الوحيدة التي لم تكن بالتأكيد في نية "سي إن إن" هي إلقاء الضوء على اللواء أحمد عبد الخالق، الذي بات اسمه يتردد على كل الألسنة، ما جعل محركات جوجل تعمل بكامل طاقتها للبحث عن معلومات عن الرجل الذي أربك حسابات إسرائيل وأمريكا، ونزع عن رجالها أوراق التوت لتظهر عوراتهم أمام المجتمع الدولي.

من هو اللواء عبد الخالق؟
 

ليس من الصعب معرفة القليل عن اللواء أحمد عبد الخالق، ولا حتى التعرف على سجله المشرف في المخابرات المصرية، وخبرته الطويلة في الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولا حتى رؤيته بين الألوف من أهل غزة الذين يعرفون قدره، ويقدرون ما يفعله من أجل قضيتهم. 

وفق المعلومات المتاحة فإن اللواء عبدالخالق تولى مهام منصبه كمسؤول عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية، في يوليو 2018، خلفا للواء سامح نبيل، بعد اسبوع واحد فقط من تعيين اللواء عباس كامل مديرًا للمخابرات العامة.

اللواء عباس كامل 

لكن علاقة عبد الخالق بالملف الفلسطيني لم تبدأ من هذا التاريخ، ولكن من قبله بسنوات طويلة، قضى فيها الرجل أعواما في الأراضي الفلسطينية، واستطاع فيها تكوين علاقات قوية بكافة الأطراف الفلسطينية، وتغلغل في مجتمع غزة للدرجة التي جعلته يشارك في عزاء أحد قادة المقاومة وسط آلاف الفلسطينيين دون حراسة. 
 

محرر السنوار 


عمل عبد الخالق خلال مستشارا في السفارة المصرية، وعضوا في الوفد الأمني المصري المشارك في مفاوضات انسحاب الاحتلال من غزة 2006، إضافة للقاءات التهدئة والمصالحة بين فتح وحماس.

وفي 2011 كان له دورا بارزا في صفقة جلعاد شاليط والتي تم بموجبها الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق المقاومة سراح الجندي الصهيوني،  وهي الصفقة التي خرج فيها يحيى السنوار من السجون الإسرائيلية بعد 23 عاما خلف القضبان.

وفي 16 نوفمبر 2018 شارك بنفسه في مهرجان نظمته كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، جنوبي قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها مسؤول مصري رفيع في فعاليات تنظمها حركة المقاومة الإسلامية.
وتناقلت الكاميرات لقطات لعبد الخالق يقبل يد أحد أبناء الشهداء الفلسطينيين والتقى في تلك الزيارة بمجموعة من القيادات على رأسهم يحيى السنوار ومحمود الزهار، ولدى عودته أعلن فورا دعوته حماس وفتح للمصالحة في مؤتمر بمدينة العين السخنة المصرية.
 

زيارات غزة 

ووفق المعلومات المتاحة على الشبكة العنكبوتية فإن عبد الخالق زار غزة 3 مرات متتالية خلال 2021 في خضم أحداث معركة "سيف القدس" أو هبة الكرامة، ومهد ورتب لزيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل إلى غزة، والتي وصل إليها في 31 مايو 2021 وكان ينتظره أحمد عبد الخالق في زيارة اعتبرت تاريخية ومهمة في سياق العلاقات بين المخابرات المصرية وحركة حماس.

اللواء عباس كامل في زيارته إلى غزة 


واستقبل عبد الخالق في 7 أبريل 2024 وفد حماس برئاسة خليل الحية عضو المكتب السياسي ونائب رئيس الحركة، وقدم الحية آنذاك موقف حركته لـ أحمد عبد الخالق في اجتماع سبق جولة المباحثات.

search