الأحد، 24 نوفمبر 2024

09:46 م

الشيخ الحصري.. صوت صحح "القرآن المحرّف"

الشيخ الحصري

الشيخ الحصري

داليا أشرف

A A

على الرغم من مرور سنوات طويلة على وفاة القارئ محمود خليل الحصري، إلا أن تلاوته الهادئة للقرآن ترتبط بكل البيوت والمتاجر وخصوصا يوم الجمعة، في احتفاء بإرث كبير من التلاوات.

رحيل الشيخ الحصري

قبل 44 عاما من اليوم، غادر الشيخ الحصري دنيانا وترك صوتا ارتبط في مصر بالصباح الباكر تجمعات الأسر قبل الإفطار في رمضان، وفيه علوما قرآنية تودبته بلقب “القارئ المعلم”، إذ كان من أوائل من سجلوه في الإذاعة.

الشيخ الحصري

الشيخ الحصري نشأ في قرية شبرا النملة بمركز طنطا بمحافظة الغربية، وكانت سببًا في حبه وعشقه للقرآن، فبدأ في حفظه في مسجد صغير إلى جانب بيته وأنهى ذلك في سن 10 سنوات.

الشيخ الحصري

 

علوم القرآن الكريم

بدأ الحصري رحلة جديدة من مسجد الأحمدي بطنطا لتعلم العلوم الدينية والشرعية بشكلها الصحيح، حتى تشرّب علم التجويد والقراءات السبع أولًا ثم العشر، وظل يتعلم ويتعمق في علوم القرآن الكريم حتى وصل إلى سن العشرين، وحصل على لقبه “الحصري” بسبب كثرة تصدق والده بالحصير في المساجد.

في عام 1944، تقدم الحصري لامتحان الإذاعة وحصل على المركز الأول، وبعد 6 سنوات عين قارئًا للمسجد الذي تعلم فيه القراءة، مسجد الأحمدي، قبل أن يصبح قارئ مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه.

الشيخ الحصري

المصاحف المحرّفة

كان وراء تسجيل الحصري للقرآن الكريم بصوته سببًا جوهريًا ليس للاستماع فحسب، وإنما بسبب المصاحف المحرّفة التي كانت توزع في بلاد ليس بها حفظة مثل البلاد الأوروبية، وحينها رأت الحكومة أن الحل لتلك المشكلة ليست في طبع المصاحف الصحيحة وإرسالها، وإنما تسجيل القرآن سليمًا وصحيحًا بصوت الحصري، لتكون نموذج لحسن القراءة.

زادت شهرة الشيخ الحصري محليًا وعالميًا، وكانت الدول تطلب منه زيارتها وقراءة القرآن الكريم، حتى أصبح سفيرًا لمصر والأزهر الشريف.

الشيخ الحصري

نادى القارئ بضرورة بناء أماكن لتحفيظ القرآن الكريم في مدن ومحافظات مصر، وكذلك إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم لرعاية مصالحهم.

لا اتقاضى أجرًا

"لا أتقاضى أجرًا على تسجيل كتاب الله".. بهذه العبارة ردّ بها الشيخ الحصري في خطاب أرسله للإذاعة، يرفض فيه تقاضيه أي أجر على تسجيلاته الصوتية لكتاب الله.

حصل الشيخ على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وشيد مسجدًا ومعهدًا دينيًا في أواخر حياته، فضلًا عن مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بمسقط رأسه طنطا، وأوصى بإرسال ثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحافظيه. 

غيب الموت الشيخ الحصري 24 نوفمبر عام 1980، لكنه بقي صوته العذب وتلاوته الهادئة تجد موضعها في قلوب جيل بعد حتى الآن.

search