الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:47 م

مسجد شاديان.. ضحية جديدة لحملة "إضفاء الطابع الصيني" على الإسلام

تغيير معالم مسجد شاديان بالصين

تغيير معالم مسجد شاديان بالصين

خاطر عبادة

A A

قال خبراء إن التغييرات الجذرية التي شهدها مسجد شاديان الكبير تمثل خطوة إضافية في حملة التطهير الصينية التي تمتد منذ خمس سنوات، وتشير إلى أن هذه التغييرات لا تقتصر على المظهر الخارجي للمسجد فحسب.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، تم تعديل مسجد شاديان الكبير الذي كان يعد آخر مسجد كبير في الصين يحتفظ بملامحه الطراز العربي. 

فقد تم تغيير قبابه وتعديل مآذنه بشكل جذري، ويعتبر ذلك استكمالًا لحملة حكومية لإضفاء الطابع الصيني على أماكن العبادة الإسلامية في البلاد.

تغيير معالم مساجد الصين 

ويشتهر مسجد شاديان الكبير بكونه واحدًا من أكبر وأروع المساجد في الصين، حيث يطل على البلدة الصغيرة التي أخذت منها اسمه في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية، وتمتد مساحته على مساحة تبلغ 21 ألف متر مربع، ويتميز بمبنى كبير يتوسطه قبة خضراء ومزين بالهلال، وتحيط به أربع قباب أصغر حجمًا ومآذن شاهقة.

وأظهرت الصور الفضائية لعام 2022 جناح المدخل المزين بالهلال الكبير والنجمة المصنوعة من البلاط الأسود الزاهي، لكن في العام الحالي، تمت إزالة القبة واستبدالها بسطح معبد على الطراز الصيني الهان، وتم تقصير المآذن وتحويلها إلى أبراج باجودا، مما أدى إلى اختفاء تدريجي لبلاط الهلال والنجمة التي كانت تزين الشرفة الأمامية للمسجد.

ويأتي هذا التغيير بعد إزالة معالم إسلامية أخرى، حيث تعرض مسجد بارز آخر في يونان، ناجياينج، لإزالة معالمه الإسلامية أثناء عمليات التجديد مؤخرًا.

وكانت الحكومة الصينية قد نشرت في عام 2018 خطة خمسية بشأن "إضفاء الطابع الصيني على الإسلام"، وشملت هذه الخطة مخالفة "الأنماط المعمارية الأجنبية" وتعزيز "العمارة الإسلامية... المليئة بالخصائص الصينية".

ويعتبر هذا التحول في مسجد شاديان ومسجد ناجياينج نجاحًا للحملة الصينية، ويظهر تحول المجتمعات المحلية نحو قبول هذه التغييرات، بالرغم من بقاء بعض المساجد الصغيرة بالطراز العربي في القرى.

وتعتبر هذه الحملة إضفاء الطابع الصيني على المساجد جزءًا من جهود الحكومة للتحكم في الدين والثقافة في الصين، وتأتي في سياق سعي الحكومة الصينية لإعادة تشكيل الدين وفقًا لما تراه مناسبًا.

search