الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:15 م

مقياس النيل.. حامي البلاد على أعتاب اليونسكو

مقياس النيل من الخارج

مقياس النيل من الخارج

محمد لطفي أبوعقيل

A A

يعد مقياس النيل الذي يقع في جزيرة الروضة بالقاهرة، أحد أبرز الآثار الإسلامية في مصر، والذي لعب دورًا محوريًا في حماية الأراضي الزراعية من ارتفاع منسوب النيل والفيضانات، ما ساهم في الحفاظ على خصوبة التربة وزيادة الإنتاج الزراعي.

ويقول الخبير والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، جمال عبدالرحيم، إن مقياس النيل يعتبر أول أثر إسلامي متبق في مصر، وكان قبله مسجد عمرو بن العاص، إلا أن معالم المسجد الأصلي قد اندثرت منذ زمن بعيد.



مقياس النيل

ويضيف خبير الآثار لـ "تليجراف مصر"، أن تاريخ إنشاء مقياس النيل يعود إلى العصر العباسي تحديداً عام 247 هجريًا الموافق عام 861 م، في عهد الخليفة المتوكل على الله العباسي، أي ما يقرب من 1150عامًا.

وتأسس مقياس النيل على يد عالم الرياضيات والفلك "أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني"، حيث كلفه الخليفة العباسي "المتوكل على الله" بالإشراف على بنائه بعاصمة مصر الإسلامية.

مقياس النيل من الداخل 

تحديد الضرائب 

وتابع عبدالرحيم، استخدم المقياس قديمًا لقياس منسوب المياه، وعلى أساسه كان يتم تحديد الضرائب للعام الزراعي المقبل، وكان بلوغ النيل 16 ذراعًا يعد بشرى بوفاء النهر وإيذانًا ببدء الإحتفالات.

واستمر المقياس في أداء مهمته لفترة طويلة حتي توقف قبل بناء السد العالي، والذي حجز الفيضانات عن الأراضي المصرية، بحسب موقع وزارة الآثار.

مقياس النيل من الداخل 


مزخرف بالآيات القرآنية

ويوضح جمال، أن المقياس يشبه البئر مبني علي لسان نهر النيل، مكون من ثلاثة مستويات ويصل عمقه إلى حوالي 10 أمتار وبه عمود رخامي ثماني الشكل بطول 20 ذراعا، يحمل علامات القياس التي استخدمت لتحديد ارتفاع الفيضان، وقمته مستطيلة وقاعدته مستديرة.

ويدور حول البئر سلم حلزوني يصل إلى القاع، وشهد المقياس اول ظهور للخط الكوفي على العمارة في مصر، حيث زخرفت جدران المبني بالآيات القرآنية واسم المهندس الذي أسس البئر.

مقياس النيل من الداخل 


مهندس البئر

وأشار أستاذ الآثار، إلى أن مهندس البئر أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، كان من "فرغانه"، وهي إحدي مدن جمهورية أوزباكستان، ويأتي سنويًا الكثير من السياح الأوزباكستانيين، لزيارة هذا الأثر لأن مهندس البئر من بلدهم.

وتابع جمال، أن البئر مسجل مبدئيًا كأثر في قائمة التراث العالمي “اليونسكو” منذ فترة طويلة، لأنه من الآثار المهمة جدًا التي عليها إقبال سياحي كبير من المصريين والأجانب، ويقع في منطقة أثرية مهمة جدًا، وهو قريب من ما تبقي من قصر "المنسترلي باشا" الذي يرجع إلى القرن التاسع عشر.

التسجيل باليونسكو

بحث عدد من الخبراء المتخصصين في مجال التراث من وزارة السياحة والآثار وممثلي جمهورية الصين الشعبية، آليات التسجيل المشترك لمقياس النيل بجزيرة الروضة بالقاهرة ونقوش "بايهيليانج" الصينية بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وجاء ذلك في ورشة عمل مشتركة عقدتها وزارة السياحة والآثار، الأحد الماضي.

مقياس النيل من الداخل 

قائمة التراث العالمي لليونسكو

وأعرب رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار هشام الليثي في بيان، عن سعادته بهذا التعاون والاستفادة من خبرات الجانبين في مجال تسجيل المواقع الأثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، موضحًا أن مقياس النيل بجزيرة الروضة بالقاهرة من المواقع المسجلة على القائمة المبدئية لمواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2003، بينما تم تسجيل موقع نقوش بايهيليانج الصينية بهذه القائمة عام 2008

ومن جهته، استعرض نائب مدير متحف نقوش "بايهيليانج" الصينية جانغ ري الموقع الأثري الذي اكتشفت به هذه النقوش، وأهميته الأثرية والتاريخية والفنية والثقافية بما يؤهله للتسجيل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

search