السبت، 06 يوليو 2024

07:28 م

أوكرانيا بلا كهرباء.. ماذا فعلت روسيا بمنشآت الطاقة في كييف؟

مولدات الطاقة في أوكرانيا

مولدات الطاقة في أوكرانيا

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

أوقفت روسيا أكثر من نصف مصادر توليد الطاقة في أوكرانيا، مما تسبب في أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي منذ بدء حرب واسعة النطاق في عام 2022 وفق صحيفة فايننشال تايمز.

واستهدفت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها موسكو في الأشهر الأخيرة محطات الطاقة الأوكرانية، مما أجبر شركات الطاقة على فرض إغلاقات على مستوى البلاد بينما تسعى جاهدة لإصلاح الأضرار والعثور على إمدادات بديلة.

وقبل الحرب الروسية واسعة النطاق على أوكرانيا في عام 2022، كان إنتاج الطاقة المحلي في الثانية يبلغ حوالي 55 جيجاوات من الكهرباء، وهو من بين الأكبر في أوروبا. ولكن بعد الحرب سرعان ما انخفضت قدرة توليد الطاقة حاليًا إلى أقل من 20 جيجاوات، بسبب القصف الروسي الذي أدى إلى إيقاف تشغيل تلك المحطات، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال في اجتماع حكومي إن عواقب الهجمات الروسية على قطاع الطاقة في أوكرانيا "طويلة الأمد"، مما يعني أن توفير الطاقة "سيكون جزءًا من حياتنا اليومية في السنوات المقبلة".

وتابع "هدفنا هو الادخار على جميع المستويات: من المؤسسات الكبيرة إلى المنازل والشقق الفردية".

من جانبه قال وزير الطاقة في كييف، جيرمان جالوشينكو، إن هجومًا روسيًا، أصاب منشآت للطاقة في خمس مناطق، مما تسبب في أضرار جسيمة.

واستهدفت الضربات الروسية الأخيرة أيضًا منشآت الضخ لتخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض التي يستخدمها عملاء الاتحاد الأوروبي. 

وعلى الرغم من إمكانية استبدال هذه المضخات بسهولة، إلا أن الهجمات تسلط الضوء على المخاوف بشأن أمن الإمدادات في فصل الشتاء سواء للاستخدام المحلي أو للصادرات.

وفي الشأن ذاته قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في كييف، كاتارينا ماثيرنوفا، إنه منذ شهر مارس، "دمرت روسيا 9.2 جيجا واط من توليد الطاقة" في أوكرانيا.

وأضافت أنها تجتمع بالمسؤولين لتحديد "احتياجاتهم العاجلة من معدات الطاقة" من أجل "المساعدة في تخفيف تأثير الهجمات الصاروخية الروسية المستمرة على البنية التحتية للطاقة".

واستهدفت حملة القصف الجوي الروسية الأولى في شتاء 2022-2023 شبكة توزيع الكهرباء في البلاد، والتي يمكن إصلاحها بسهولة نسبيًا، وفقًا للمسؤولين والخبراء. لكنهم قالوا إن الهجمات الأخيرة تستهدف محطات الطاقة الحرارية والكهرومائية التي سيكون إصلاحها أو إعادة بنائها أو استبدالها أكثر صعوبة وأكثر تكلفة. 

ووصف مسؤول حكومي أوكراني هجوم يوم السبت الماضي بأنه "مدمر" بينما قال آخر إن ذلك يعني على الأرجح أن السكان سيقضون معظم يومهم بدون كهرباء بحلول فصل الشتاء.

وتحدث المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى الصحافة. وقال أحدهما إن 1.2 جيجاوات من توليد الطاقة فقدت في قصف يوم السبت وحده، في حين تعرضت البنية التحتية الحيوية لنقل الغاز من منشآت التخزين تحت الأرض في غرب أوكرانيا لأضرار بالغة. 

وعندما سئل أحد المسؤولين عما سيعنيه الضرر في الأشهر المقبلة، أجاب بصراحة "علينا أن نستعد للحياة في البرد والظلام".

وقال المسؤول الثاني "هذا هو طبيعتنا الجديدة"، مشيرا خارج النافذة إلى الظلام الذي حل على كييف أثناء انقطاع التيار الكهربائي في حالات الطوارئ مؤخرا.  

وأرجعت القيادة الأوكرانية الدمار الأخير إلى عدم كفاية الدفاعات الجوية التي يوفرها الحلفاء الغربيون. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الصواريخ الروسية تمكنت من ضرب أكبر محطة للطاقة الحرارية في كييف في أبريل بسبب نفاد الذخائر لدى القوات الأوكرانية. 

وحث زيلينسكي حلفاءه على إرسال المزيد من الصواريخ الاعتراضية وبطاريات الدفاع الجوي، لكن حتى الآن تعهدت ألمانيا وإيطاليا فقط بالقيام بذلك.

وقال أولكسندر ليتفينينكو، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، لصحيفة فايننشال تايمز، إن هدف روسيا يبدو أن جعل الحياة غير محتملة بالنسبة للأوكرانيين. 

ووصف خططًا لإنشاء "نظام طاقة لا مركزي" يعتمد على المزيد من محطات الطاقة الصغيرة التي ستكون أقل عرضة للهجمات الروسية. 

وتبرعت الدول الأوروبية حتى الآن بـ120 شحنة من معدات وأدوات الطاقة الحيوية إلى كييف للمساعدة في دعم وإصلاح نظام الطاقة، بالإضافة إلى زيادة واردات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء من 1.7 جيجاوات إلى 2.4 جيجاوات وتشغيل المزيد من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز.

search