الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:04 ص

إفلاس شركة عالمية يضع الحكومة في مأزق.. ما علاقة ساويرس؟

شعارشركة  FTI

شعارشركة FTI

ندا رئيف

A A

فتح إفلاس ثالث أكبر شركة سياحة في أوروبا باب التساؤلات حول ملكيتها، وأسباب إفلاسها، لاسيما أنها وضعت الحكومة المصرية في مأزق مع 11 ألف سائح كانت الشركة قد جلبتهم قبل إعلان إفلاسها مباشرة.

وعقدت الحكومة عدة اجتماعات على مدار الأيام الماضية من خلال وزارة السياحة وغرفة السياحة لبحث الأزمة، في ظل وجود مستحقات على الشركة تبلغ 125 مليون يورو لفنادق ومنتجعات البحر الأحمر وفقًا لبيانات رسمية، تمثل قيمة الرحلات والبرامج السياحية المحجوزة.

وقبل أيام أيدت المحكمة الألمانية قرارًا بإفلاس مجموعة السفر والسياحة الألمانية FTI Touristik GmbH، وهي الشركة الأم لثالث أكبر شركة رحلات في أوروبا FTI Group، بعد مواجهتها أزمة مالية كبيرة، ورفض الحكومة الألمانية تقديم المزيد من المساعدات للشركة.

تأسيس شركة FTI 

وفقًا لبيانات حصل عليها "تليجراف مصر" تعد شركة  FTI، ثالث أكبر شركة سياحية في أوروبا، حيث أسست عام 1983، على يد مالكها الأول رجل الأعمال النمساوي، ديتمار جونر الذي تولى إدارتها حتى إعلان إفلاسها، وعلى مدار سنوات عمل للشركة نجحت في أن تصبح محط أنظار رجال أعمال السياحة في العالم.
واقتنص سميح ساويرس قطب السياحة المصري، الذي تصنفه فوربس ضمن أغنياء العالم حصة من الشركة العالمية عام 2014، مابين 25% إلى 35% من أسهمها، بهدف توسيع نشاطه في القطاع السياحي خارج مصر، بما يخدم منتجعاته المنتشرة في البحر الأحمر.
ويمتلك سميح ساويرس ثروة قيمتها حوالي 1.5 مليار دولار، عبر امتلاك مجموعة منتجعات سياحية أشهرها مدينة الجونة في الغردقة محط أنظار السائحين في العالم.

سميح ساويرس


بداية سقوط شركة FTI 

بدأت الشركة في عام 2019 بالتزامن مع أزمة كورونا في مواجهة تحديات عدة حيث تراجع قطاع السياحة العالمي بنسبة تعدت 56.6% مع الإغلاقات وقيود السفر التي وضعتها الدول للحد من تفشي الفيروس وشبه توقفت السياحة في العالم خلال تلك الفترة، مما أثر سلبًا على أعمال الشركة، وحققت عائدا بلغ حوالي 4.2 مليار يورو.
واضطرت الشركة إلى عودة 65000 سائح من خارج البلاد، وعلقت جميع رحلاتها لفترة مؤقتة، وطلبت المساعدة من ألمانيا، ليتدخل ساويرس في أبريل 2020 باعتباره أحد الملاك لمساندة الشركة عن طريق رفع حصته إلى 75% بدلاً من 33% في السابق.

وجاءت زيادة الحصة مدعومة لضمانات الحكومة الألمانية، ووفرت هذه الصفقة لشركة السيولة المالية التي عبرت بها الأزمة.
وتولى سميح ساويرس، منصب رئيس مجلس الإدارة داخل الشركة في العام الماضي 2023، وبلغ عدد موظفيها حوالي 11 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، وتقدم رحلات لأكثر من 40 وجهة حول العالم، من خلال 10 آلاف وكالة شريكة لها في ألمانيا.

إفلاس شركة  FTI

وأعلنت إدارة الشركة إفلاسها يوم الإثنين الماضي وقالت في بيان لها، إنها تعمل بأقصى سرعة لضمان استكمال الرحلات التي بدأت بالفعل خلال الموسم الحالي، وأنها على الأرجح لن تتمكن من تنفيذ الرحلات التي لم تبدأ بعد، أو سيتم تنفيذ جزء منها فقط اعتبارًا من يوم 4 يونيو الجاري.
وأوضحت الشركة أن حركة الحجوزات انخفضت لديها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، والتي جاءت أقل بكثير من التوقعات، مما أثر على معدلات السيولة لديها، بالإضافة إلى إصرار العديد من الموردين على الدفع المسبق، وأدى ذلك لظهور فجوة تمويلية برقم مليوني مزدوج.
وفشلت الشركة في تأمين تلك السيولة الكافية لتشغيل عملياتها، في حين أن الحكومة الألمانية رفضت تقديم المزيد من الدعم للشركة، حيث إن الشركة قد حصلت بالفعل على مساعدة مالية من الحكومة بقيمة بلغت 595 مليون يورو من صندوق استقرار الاقتصاد إبان جائحة كورونا.

search