الإثنين، 16 سبتمبر 2024

11:18 م

حارس المقابر الأثرية.. فخ الدجالين لاستقطاب الضحايا

إحدى المقابر الأثرية

إحدى المقابر الأثرية

آلاء مباشر

A A

الحفر خلسة والتنقيب غير المشروع عن الآثار، فخ يقع فيه بعض الأشخاص لتحقيق حلم الثراء السريع، من خلال الاستعانة بمجموعة من الدجالين، الذين يدعون قدرة الوصول إلى المقابر الفرعونية بطرق إجرامية، منها تقديم القرابين لكي يفتح لهم باب الكنوز لينهلوا منها.

تسهيل دخول المقابر

وقال الباحث في علم المصريات، الدكتور باسم الشماع، إن “مصر القديمة لم تشهد أي مظهر من مظاهر ذبح البشر أو الكائنات الحية لتسهيل دخول المقابر، وأن الإيمان بذلك يعود إلى الجهل والطمع في الثراء السريع”

وأضاف الشماع لـ"تليجراف مصر": “في مصر القديمة، كانت الاعتقادات الروحانية تعتمد على المقابر والتوابيت كوسائل لعودة الروح، دون وجود أي دليل يشير إلى ذبح بشري، حتى مع المعتقدات الوهمية القديمة مثل إلقاء الفتيات في النيل، فقد أظهرت النصوص والأدلة الأثرية عدم وجود ما يؤكد ذلك أيضا”.

المواقع الجغرافية الحصينة

وتابع الباحث في علم المصريات، أن “المصريين القدماء كانوا يعتمدون على المواقع الجغرافية الحصينة بين الجبال لحماية المقابر، وكذلك اختيار الأماكن البعيدة عن نهر النيل، وكانوا يصنعون التماثيل لإيهام الناس بقدرتها على حماية الآثار، وأنها ستتحول في حالة اقتراب أحد من المقبرة، فعلى سبيل المثال فإن أبو الهول كان يرافقه ثلاثة تماثيل أخرى (أسد وتمساح وفرس النهر)، والتي كانت تستخدم لإرهاب اللصوص الذين يحاولون الاقتراب من المقابر الملكية”.

وأشار إلى أنه تم العثور على هذه التماثيل في موقع يسمى “كوم الأخضر”، على بعد حوالي 500 متر من تمثال أبو الهول، وتعود إلى الأسرة الثامنة عشرة.

وأوضح أن “هذه التماثيل كانت ترمز إلى القوة والحماية والحياة، وأنها كانت تمثل آلهة مصرية، وتوضع في مواقع استراتيجية لبث الرعب في أي شخص يحاول الاقتحام أو السرقة أو التخريب، وكلها بمثابة أساطير غير حقيقة”.

عقوبات السرقة 

ولفت الشماع إلى أنه كانت هناك عقوبات قاسية لحماية المقابر من السرقة تصل إلى “الخزوقة من البطن”، منوها بأن “هناك نصوص توثق هذه العقوبات، من خلال فتح محاضر مع السارقين والتحقيق معهم وتمثيل القضية على أرض الواقع”.

معبد الكرنك

وأكد الباحث في علم المصريات، ضرورة نشر الوعي الثقافي في المجتمع، خاصة في المناطق الريفية، وذلك من خلال وزارة التعليم والمنظمات ذات الصلة.

الدجالين والمحتالين

من جانبه، قال الخبير الأثري، أحمد عامر، إن “الموضوعات المتعلقة بالرصد أو الجن الحارس للمقابر الأثرية مجرد أساطير، يلجأ إليها الدجالين بغرض النصب على ضحاياهم، نظرًا لكونه مدخل سهل حتى يتمكن الدجال من الإيقاع بضحاياه بسهولة”.

وأكد عامر لـ"تليجراف مصر" أن “الدجال يعتمد على السلوك النفسي لضحاياه، ويوهمهم بقدرته على تسخير الجن، ومن ثم عرض عليهم مجموعة من الاشتراطات، منها مرافقة أنثى، والاعتداء الجنسي، وذبح ضحية لتكون قربان يقدم للجن”.

حارس المقبرة

وتابع الخبير الأثري أنه “لا يوجد شيء يسمى بحارس المقبرة، المصري القديم كان يستخدم بعضًا من التعاويذ السحرية بغرض الترهيب والتخويف، لإبعاد اللصوص عن المقابر وممتلكات المتوفي".

حرام شرعًا

وبدوره، قال أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر،  الدكتور أحمد كريمة، إن “الأمور المتعلقة بالدجل والشعوذة ما هي إلا أساليب لإلغاء العقل البشري، وهي حرام شرعا”.

وأكد كريمة لـ"تليجراف مصر": “أما بشأن وجود جن حارس للمقابر، فهذا غير صحيح، وتصديق هذه الأمور يعد شرك بالله”.

search