شيخ تيوتي.. كرة القدم ليست عادلة أيها المحارب

“طوال الوقت الذي عرفته فيه، كان محترفًا حقيقيًا ومخلصًا وقبل كل شيء، رجلًا عظيمًا” رافا بينتيز مدرب نيوكاسل السابق عن الشيخ إسماعيل تيوتي.

في مثل هذا اليوم من عام 1986، ولد الشيخ إسماعيل تيوتي في ياموسوكرو بساحل العاج، وفي سن العاشرة بدأ يلعب كرة القدم حافي القدمين في الشوارع. لم يكن لديه أحذية حتى بلغ 15 عامًا.

ونشأ تيوتي مع تسعة أشقاء، وتزوج والده أكثر من مرة، إذ كان لديه 7 زوجات أخريات إلى جانب والدة تيوتي وأكثر من 50 طفلاً.

وترك شيخ تيوتي المدرسة عندما كان صغيراً جداً، لأن كرة القدم كانت دائماً "أهم شيء" بالنسبة له. 

وفي عام 1998، انضم إلى نادي إف سي بيبو الإيفواري، وظل هناك لمدة 7 سنوات قبل أن يوقّع عقدًا لمدة 3 سنوات مع النادي البلجيكي أندرلخت.

رخصة مزورة

في الأشهر الأولى له في أندرلخت، تم ضم تيوتي في احتياطي الفريق. أول مباراة له مع النادي في كأس بلجيكا لم تسر على ما يرام.

 لم يتمكن من التسجيل من ركلة جزاء، وانتهى الأمر بخسارة أندرلخت المباراة. 

وبعد شهر، لعب أول مباراة له في دوري أبطال أوروبا، وكان أول ظهور له في الدوري يوم 18 مارس 2006.

في مايو 2011، صادرت الشرطة سيارة تيوتي بسبب مخالفات مرورية.

وفي 13 فبراير 2013، ألقي القبض عليه للاشتباه في قيامه بالاحتيال، وصادرت الشرطة سيارته.

بعد اعترافه بحيازة رخصة قيادة بلجيكية مزورة، حُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى منعه من القيادة لمدة ستة أشهر.

وفي موسم 2007-2008، أرسل على سبيل الإعارة إلى هولندا ليلعب لفريق رودا جي سي، وخاض مع الفريق 26 مباراة وسجل هدفين.

تألق في هولندا

 في 12 يونيو 2008، وقع تيوتي مع فريق تفينتي الهولندي مقابل 750 ألف يورو، ووقع عقدًا مدته أربع سنوات، مع خيار لمدة عام آخر، وشارك معه في 58 مباراة على مدار ثلاثة مواسم، وسجل هدفًا واحدًا.

وفي موسم 2009-2010، لعب دورًا محوريًا في فوز تفينتي بالدوري الهولندي للمرة الأولى في تاريخ كما ظهر في مباريات الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا.

وخلال فترة تواجده في تفينتي، أثبت تيوتي نفسه كلاعب خط وسط رائع ومرن يتمتع بقدرات تمرير مذهلة.

بعد أدائه في كأس العالم 2010 مع كوت ديفوار، جذب تيوتي اهتمام الأندية، بما في ذلك برمنغهام سيتي، لكن المدرب المعين حديثًا ميشيل برودوم أصر على إبقائه في النادي. 

وفي موسم 2010-2011، شارك في مباراتين قبل التوقيع مع نيوكاسل يونايتد.

توهج في بلاد الإنجليز

 في عام 2010، جاء إلى إنجلترا ليلعب مع نادي نيوكاسل يونايتد، أحد الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي.

 لعب تيوتي معهم 6 مواسم في الدوري الإنجليزي، حيث شارك في 139 مباراة وسجل هدفًا واحدًا.

وظهر لأول مرة في 18 سبتمبر ضد إيفرتون في جوديسون بارك. أكمل جميع تمريراته الـ 64، واعترض الكرة مرتين، وأكمل جميع محاولاته الخمس للتدخل، وكانت تسديدته الوحيدة على المرمى، وسرعان ما أصبح تيوتي من اللاعبين المفضلين لدى الجماهير.

وفي عام 2012، بعد أن أعلن نيوكاسل يونايتد عن صفقة الرعاية مع وونجا، رفض تيوتي، الوقوف مع زملائه في الفريق بابيس سيسي وحاتم بن عرفة وديمبا با، في البداية ارتداء اسم الراعي الجديد على قمصانهم. نظرًا لأن Wonga كانت شركة قروض.

وقبل بداية موسم 2014-2015، كانت إصابة في أوتار الركبة تعني أن تيوتي بدأ الموسم التالي متأخراً عن زملائه في الفريق. 

كان أول ظهور له أخيرًا في سبتمبر ضد هال سيتي، إذ صنع أحد الأهداف، في التعادل 2–2، وتعرض لإصابة في الركبة، واضطر إلى إجراء عملية جراحية لها، مما أدى إلى استبعاده لبقية الموسم. 

وجاء ذلك بمثابة ضربة للاعب. وكان قد صرح للصحافة الإيفوارية أنه يريد مغادرة نيوكاسل. 

لقد كان مرتبطًا سابقًا مع أرسنال ومانشستر يونايتد، واعترف بوجود اتصالات معه من أرسنال ونادي روسي لم يذكر اسمه.

في موسمه الأخير في الدوري الإنجليزي، هبط نيوكاسل إلى بطولة الدرجة الأولى، ولعب مباراة واحدة قبل أن ينتقل إلى شركة بكين إنتربرايزز في فبراير 2017.

لصالح فريق بكين إنتربرايزز، أحد فرق الدوري الصيني الأول، لعب 11 مباراة ولم يسجل أي هدف. 

كانت آخر مباراة له ضد Baoding Yingli Yitong في 3 يونيو 2017. 

مسيرة رائعة مع الأفيال

في 23 مارس 2009، تم استدعاء تيوتي لأول مرة لمنتخب ساحل العاج، لكنه لم يلعب.

 بعد استدعائه مرة أخرى في مايو، ظهر لأول مرة دوليًا في 12 أغسطس في مباراة ودية ضد تونس. 

تم اختياره ضمن تشكيلة منتخب ساحل العاج للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2010، شارك أساسيًا في جميع مباريات منتخب الفيلة الثلاث قبل خروجهم من ربع النهائي على يد الجزائر. 

وبدأ تيوتي أيضًا جميع مباريات ساحل العاج في كأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب أفريقيا، لكن الفريق لم يتأهل إلى الدور الثاني. خلال إحدى المباريات ضد البرازيل.

في كأس الأمم الأفريقية 2012، لعب في التشكيلة الأساسية في مباراتي المجموعة الافتتاحيتين لكوت ديفوار، وشارك حتى نهاية البطولة ليخسر الأفيال أمام زامبيا.

في كأس الأمم الأفريقية 2013، سجل تيوتي هدفه الدولي الأول في الدقيقة 50 في خسارة ربع النهائي 2–1 أمام نيجيريا. في كأس العالم 2014، ظهر تيوتي في جميع المباريات الثلاث في دور المجموعات.

وفي كأس الأمم الأفريقية 2015، بدأ تيوتي في أول مباراتين بالمجموعة. أصيب في كاحله في المباراة ضد مالي، مما أنهى مشاركته في البطولة التي فازت بها ساحل العاج.

موت مفاجىء

وفي 5 يونيو 2017، توفي تيوتي في بكين بالصين، بعد إصابته بسكتة قلبية أثناء التدريب. 

كان ديمبا با من بين أول من أشاد بالإيفواري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد ذلك بوقت قصير، حذا العديد من زملائه السابقين في نيوكاسل حذوه.

وفي 13 يونيو، أقيمت مراسم تأبين تيوتي في بكين، والتي حضرها زملائه بالإضافة إلى بابيس سيسي، الذي لعب معه في نيوكاسل، ومنع النادي الصيني من من ارتداء قميص تيوتي رقم 24.

وفي 15 يونيو، تم نقل جثته إلى ساحل العاج لحضور جنازة خاصة، وسط نزاع بين عائلته واتحاد ساحل العاج لكرة القدم حول مكان دفنه. 

وأقيمت له جنازة عسكرية في أبيدجان في 18 يونيو، حضرها زملاؤه في الفريق الوطني والسياسيون بما في ذلك رئيس الوزراء أمادو جون كوليبالي.

أقوى رجل في العالم

 وتحدث كريس هيوتون الذي أحضره إلى نيوكاسل عن تواضعه ووصفه بأنه "اللاعب المثالي".

"شعرت بالصدمة" بسبب نبأ وفاة صديقي، الحياة ليست عادلة في بعض الأحيان، وسأتذكر شيخ تيوتي كلاعب خط وسط عملاق أحببت تدريبه، ارقد بسلام يا صديقي".

“في بعض الأيام، كان علينا إخراجه من التدريب لأنه كان منافسًا شرسًا، لقد كان محاربًا ويمكنه اللعب أيضًا”.

“لقد كان حلمه اللعب في الصين وكنت سعيدًا للغاية من أجله عندما حدث ذلك، لقد حصل على المال لرعاية أسرته”.

"كان يحب لعب كرة القدم لرعاية أسرته، وجميع أقاربه اعتمدوا عليه جميعًا لرعايتهم".

ووصفه رافائيل بينيتيز بأنه “محترف حقيقي”، وتحدث عنه قائلا "طوال الوقت الذي عرفته فيه، كان محترفًا حقيقيًا ومخلصًا وقبل كل شيء، رجلًا عظيمًا، قلوبنا مع عائلته وأصدقائه في مثل هذا الوقت الحزين".

 وقال عنه ستيف مكلارين مدربه في تفينتي ونيوكاسل أنه أقوى لاعب رآه على الإطلاق.

“في الملعب وفي التدريبات كان منافسًا كبيرًا. كان يريد الفوز في كل مباراة، وركل كل لاعب، والفوز بكل تدخل”.

وقال جمال لاسيليس، قائد نيوكاسل الحالي، إن نبأ وفاة تيوتي دمر الفريق.

"لا توجد كلمات للتعبير عن مدى حزني لسماع نبأ وفاة شيخ تيوتي".

"لقد تحدثت مع الفريق ولا أحد منا يستطيع أن يصدق ذلك، قلبي مع عائلته في هذا الوقت."