الخميس، 21 نوفمبر 2024

09:52 م

دراسة: كتبة الفراعنة تعرضوا لإصابات في الظهر والعين

مهنة الكتابة لها تأثيراتها منذ عهد الفراعنة

مهنة الكتابة لها تأثيراتها منذ عهد الفراعنة

خاطر عبادة

A A

كشفت دراسة علمية أن المخاطر المرتبطة بمهنة الكتابة ليست جديدة، حيث وجد الباحثون أن كتبة الفراعنة تعرضوا لإصابات في الظهر وإجهاد العين، وأضرار في الوركين والفكين والإبهام نتيجة العمل المكتبي.

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، أوضح الخبراء الذين يدرسون آثار وبقايا الكتبة المدفونين في مقبرة أبو صير في مصر، بين عامي 2700 و2180 قبل الميلاد، أنه مقارنة بالرجال الذين قاموا بأعمال أخرى، أظهر الإداريون علامات تغيرات تنكسية في المفاصل.

وقالت بيترا بروكنر هافيلكوفا، المؤلفة الأولى للدراسة، في المتحف الوطني في براج: "يجب أن تقدم دراستنا إجابة على سؤال ما هي عوامل الخطر المهنية المرتبطة بـ "مهنة" الكاتب في مصر القديمة". 

وأضافت أن هذا العمل يمكن أن يساعد أيضًا في التعرف على الكتبة بين الهياكل العظمية للأفراد الذين لم تكن ألقابهم أو مهنهم معروفة.

وشرح الفريق كيف قاموا بتحليل بقايا 69 رجلاً بالغًا من أبو صير يعود تاريخهم إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، ومن المعروف أن 30 منهم كانوا كتبة.

ونظرًا لأن 1% فقط من السكان قادرون على القراءة والكتابة، كان هؤلاء الرجال يتمتعون بمكانة اجتماعية رفيعة ويضطلعون بأعمال إدارية حاسمة. 

وقالت فيرونيكا دوليكوفا، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة تشارلز في براج، أن الكتبة بدأوا العمل في سن المراهقة في مهنة كتابية ربما استمرت لعقود من الزمن.

ووجد الفريق أن الوظيفة قد يكون لها تأثيرها، حيث اكتشفوا اختلافات صغيرة في انتشار بعض سمات الهيكل العظمي بين الكتبة وغير الكتبة، مما يشير إلى أن المجموعتين كانتا متشابهتين للغاية، إلا أن الكتبة كان لديهم دائمًا معدل أعلى لحدوث تغييرات معينة.

وشملت هذه الأمراض هشاشة العظام في المفاصل بين الفك السفلي والجمجمة، وعظمة الترقوة اليمنى، والكتف الأيمن، والإبهام الأيمن، والركبة اليمنى، والعمود الفقري - وخاصة في الرقبة.

ووجد الفريق أيضًا علامات تدل على الإجهاد البدني على عظم العضد وعظم الورك الأيسر، بالإضافة إلى انخفاضات في الرضفة، وتغيرات في الكاحل الأيمن.

وفي حين أشار الباحثون إلى أن بعض التغييرات ربما تأثرت بكون بعض الكتبة أكبر سناً عند الوفاة، إلا أنهم قالوا إن النتائج كانت متسقة مع وضعيات القرفصاء على ساق واحدة أو ساق متقاطعة التي صورها الكتبة في الفن القديم، مع عدم دعم أذرعهم ورؤوسهم إلى الأمام - وهو وضع يضع ضغطاً على العمود الفقري.

وقال الباحثون إن التغيرات التي طرأت على الفك ربما تكون مرتبطة أيضاً بمثل هذه الأوضاع، أو عادة الكتبة في مضغ أدواتهم الخشبية لصنع رأس يشبه الفرشاة، وربما تكون التغيرات التي طرأت على الإبهام مرتبطة بقبضة الكتبة القوية التي يستخدمونها للإمساك بالأقلام.

وقالت بروكنر هافيلكوفا إنه من المرجح للغاية أن الكتبة كانوا يعانون من الصداع على الأقل من حين لآخر، مع وجود أدلة على أنهم كانوا يعانون أيضًا من خلع الفك.

وأضافت: "لن أتفاجأ إذا كانوا يعانون أيضًا من متلازمة النفق الرسغي في اليد، ولكن لسوء الحظ لا يمكننا تحديد ذلك على العظام".

search