الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:45 ص

أوردر الموت.. عربة طائشة تنهي أحلام صديقين في حلوان (صور)

يوسف وعصام ضحيتا حادث حلوان

يوسف وعصام ضحيتا حادث حلوان

فيرينا أمير

A A

أسابيع قليلة مرت على التحاق “يوسف وعصام”، بعملهما الجديد، اللذين ظلا يبحثان عنه، طيلة أشهر كاملة، وجد الشابان قبلتيهما للعمل كـ "دليفري" في أحد المطاعم الشهيرة في حلوان، بحثًا عن رزق حلال يكفي حاجتيهما اليومية.

يحصل الشابان على جنيهات معدودة في نهاية "الوردية"،  بعد تخلي كليهما طواعية عن “طيش” المراهقة والسهر لفترات طويلة خارج المنزل مع أصدقائهما، تبدلت أحوالهما واستبدلاها الشابان بقدر كبير من المسؤولية النسبية.

عمل ومذاكرة

يودع يوسف وعصام عمليهما في نهاية اليوم، ينصرف كل منهما إلى منزله، لنيل قسط من الراحة أو مراجعة محاضراته، إذ أنّ "يوسف" طالب بمعهد ألسن بمدينة نصر، يتكفل بالإنفاق على أمه وأخته الصغيرة، أما “عصام” فيدرس في أحد المعاهد المتوسطة. 

يوسف 

أوردر الموت

مع حلول مساء أمس الثلاثاء، كان اليوم يسير بشكل عادي، حتى تحول إلى “الثلاثاء الأسود” على أسرة الشابين، سائقَي الدليفري.

عقارب الساعة كانت تشير إلى السادسة مساءً، تلقى المطعم الذير يعمل به الشابان إتصالًا من عميل، طلب فيه عددًا كبيرًا من الوجبات، فكلف مدير المطعم "يوسف وعصام" بتوصيل الأوردر سويا، استقلا الدراجة النارية الخاصة بأحدهما، وألقيا النظرة الأخيرة على المطعم ثم انصرفا.

كسب البقشيش

انطلق "يوسف وعصام" إلى مكان العميل صاحب الأوردر، وسلكا شارع “رايل” في حلوان، كانا يرغبان في توصيل الطلب سريعا، للعودة مجددا إلى المطعم لتوصيل طلب آخر، وكسب مزيد من البقشيش"، لكن تبدلت الأمور رأسًا على عقب، وانقلبت تمامًا.

داخل الشارع الذي يسكنه صمت الشتاء البارد، فوجئ يوسف وعصام بسيارة نقل، تقطع عليهما الطريق، فاصطدما بها، ظلا ينازعان الموت حتى فارقا حياتهما أسفل عجلات السيارة النقل، التي دهستهما بغير عمد.

لم يصل الأوردر في موعده إلى صاحبه، فيما وصل يوسف وعصام إلى قبريهما، ونقلت سيارة إسعاف جثتيهما إلى أقرب مستشفى، تحت تصرف النيابة العامة، لحين إصدار قرار بشأنهما.

عصام 

نهاية الأحلام

أغلقت أدراج ثلاجة الموتى بمستشفى حلوان على جثتي الشابين وكتبت نهاية أحلامهما،  لم تمر سوى ساعة حتى وصلت والدتا يوسف وعصام إلى المستشفى، وألقت كل منهما نظرة الوداع الأخيرة، على جثة ابنيهما. 

صرحت النيابة العامة بدفن الجثتين، بعد توقيع الكشف الظاهري عليهما، كما باشرت التحقيق مع سائق السيارة النقل المتسبب في الحادث، وأمرت بخضوعه لتحليل مواد مخدرة، لبيان تعاطيه إياها من عدمه، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة. 

دفن الصديقَين

وظهر اليوم الأربعاء، أدى العشرات من أصدقاء “يوسف وعصام” صلاة الجنازة عليهما، خرجا من المسجد محموليّن على الأعناق في مشهد مهيب، تم دفنهما بمقابر عرب راشد، وسط صراخ ودموع أحباب الشابين.

search