الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:56 ص

يجسّد ولادة المسيح.. قطع رأس تمثال العذراء يثير جدلًا في النمسا

كاتدرائية سانت ماري في النمسا

كاتدرائية سانت ماري في النمسا

تيمور السيد

A A

تعرض تمثال يصوّر السيدة مريم العذراء أثناء الولادة، للتخريب داخل كاتدرائية سانت ماري في مدينة لينز النمساوية، ما أثار موجة من الجدل حول حرية التعبير والمعتقدات الدينية.

وكان التمثال، للفنانة إستر شتراوس، قد أثار انتقادات من بعض الكاثوليك الذين اعتبروه مسيئًا للدين. ويظهر التمثال السيدة العذراء جالسة على صخرة وهي تلد، في إشارة إلى مشهد المهد.

رأس مقطوع

وجرى العثور على رأس التمثال أمس الأول، مقطوعًا، حيث تم إللاغ الشرطة بالحادث، ولم تُعرف هوية الفاعلين، لكن ظهر شخص يُدعى ألكسندر تشوجويل، وهو كاثوليكي نمساوي مسؤول عن عملية تخريب سابقة في عام 2019، معلنًا تأييده لفعل المخربين.

تشوجويل نشر بيانًا يُعتقد أنه من قبل الفاعل المجهول، يشرح فيه دافع التخريب. وذكر البيان أن رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية التي أُرسلت إلى الأبرشية للتعبير عن رفض التمثال لم تلق أي استجابة، ما دفع الفاعل إلى اتخاذ إجراء عاجل وحاسم، وفقًا لقناة “الحرة”.

دوافع عملية التخريب

وأضاف البيان: “كان قطع الرأس أسرع طريقة لتشويه التمثال حتى لا يشبه مريم”، من جانبه، ندد القس الأسقفي للتعليم والفن والثقافة في أبرشية لينز، يوهان هينترماير، بفعل التخريب.

وقال هينترماير: "نُدرك أن هذا التركيب الفني قد أثار الجدل، وإذا كنا قد تسببنا في إيذاء مشاعر البعض، فنحن نعتذر. لكننا ندين بشدة هذا العمل العنيف، ونرفض الانخراط في أي حوار يتضمن الاعتداء على حرية الفن".

صاحبة التمثال تدين

بدورها، أدانت الفنانة إستر شتراوس، التخريب، مؤكدة أن "معظم صور العذراء مريم صنعها رجال لخدمة مصالحهم الأبوية"، بينما يُجسد عملها "استعادة مريم لجسدها".

وأضافت: "إنّ منْ قام بقطع رأس التمثال كان عنيفًا للغاية. بالنسبة إليّ، هذا العنف هو تعبير عن استمرار تشكيك البعض في حق المرأة في جسدها. يجب علينا اتخاذ موقف حازم ضد ذلك".

وأثار هذا الحادث نقاشًا ساخنًا حول حرية التعبير والحدود المسموح بها في الفنون مع مراعاة المعتقدات الدينية.
وتُطرح أسئلة حول ما إذا كان التمثال قد تجاوز الحدود المقبولة في التعبير الفني، أو ما إذا كان التخريب يُمثل انتهاكًا لحرية الفنانة.

search