السبت، 05 أكتوبر 2024

01:23 م

انتهاك سيادة.. إثيوبيا تفك حبسها في "بحر الصومال"

طلاب يلوحون بالعلم الصومالي خلال مظاهرة لدعم الحكومة بشأن الاتفاق المثير للجدل بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية

طلاب يلوحون بالعلم الصومالي خلال مظاهرة لدعم الحكومة بشأن الاتفاق المثير للجدل بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية

أحمد سعد قاسم

A A

يواجه الصومال تهديدًا جديدًا لسيادته ووحدته من جارته إثيوبيا، التي وقعت اتفاقًا مع إقليم أرض الصومال المنفصل، يمنحها حق الاستفادة من منفذ بحري في البحر الأحمر. 

الاتفاق أثار غضب الحكومة الصومالية، التي اعتبرته انتهاكا لسيادتها ووحدة أراضيها، وطالبت الجامعة العربية بالتدخل لوقف هذا الاعتداء الفاضح.

20 كيلو

بموجب الاتفاق الذي وقعه رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، مع زعيم أرض الصومال، موسى بيهي عبدي، يمنح إثيوبيا، الدولة الحبيسة، لمدة 50 عاما منفذًا على البحر الأحمر بطول 20 كلم يشمل خصوصا ميناء بربرة وقاعدة عسكرية.
وقال بيهي عبدي إن أثيوبيا ستعترف بهم رسميا مقابل الحصول على هذا منفذ إلى البحر.

موارد مالية

أثيوبيا تحتاج إلى موارد مالية للبقاء، ولأنها لا تملك ساحلا، فإنها تواجه تحديات كبيرة في النمو، وهي أيضا أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا تطل على البحر.

وتعتمد أثيوبيا بشكل كبير على جيبوتي، التي تمتلك 31 كلم من السواحل، لإجراء 95 في المئة من تجارتها. 

ويرى رئيس الوزراء آبي أحمد أن الحصول على منفذ بحري هو أمر وجودي لبلاده، إذ قال أكتوبر الماضي 2023 إن ميناء في البحر الأحمر ضروري لتحرير 120 مليون من مواطنيه من السجن الجغرافي.

 اتفاق يمنح إثيوبيا منفذًا على البحر الأحمر بطول 20 كيلومترًا يشمل ميناء بربرة 

مطالب بالتحرك

مندوب الصومال لدى الجامعة العربية، طالب بالتحرك بصوت واحد لمواجهة ما أسماه بالخروق الجسيمة التي ارتكبتها إثيوبيا ضد سيادة أراضيه.

وأفاد سفير الصومال لدى مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية، إلياس شيخ عمر أبو بكر، بأن بلاده طلبت من الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الآثار الناجمة عن توقيع مذكرة تفاهم غير شرعية بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، تسمح بموجبها باستغلال 20 كيلومترًا شمال غرب الصومال في البحر الأحمر، مؤكدًا أهمية اتخاذ موقف عربي مشترك للرد على الانتهاك البالغ الذي ارتكبته أديس أبابا ضد سيادة ووحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.

عمل عدائي

أبو بكر شدد على رفض بلاده هذه الخطوة واعتبارها عملًا عدائيًا يخالف حُسن الجوار والعيش السلمي والاستقرار في المنطقة التي تعاني نزاعاتٍ وتوترات متعددة.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات أحادية الجانب من جهة إثيوبيا، تمثل خطرًا على الأمن القومي العربي والملاحة في البحر الأحمر، وهي محاولة تستهدف ضرب سيادة واستقلال ووحدة الصومال، داعيًا الدول العربية إلى التضامن مع الصومال في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه، وفقًا للقرارات والقوانين الدولية.

وشدّد مندوب الصومال في الجامعة العربية، على ضرورة الالتزام بقواعد حسن الجوار لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، مؤكدًا أن الخطوة التي قامت بها إثيوبيا تشكّل انتهاكًا فاضحًا للسيادة الصومالية، وتفاقم الأوضاع بالمنطقة، محذرًا من خطورة وتداعيات هذه الخطوة وانعكاساتها.

اعتداء فاضح

ودعا الاتحاد الأفريقي، والولايات المتحدة، اليوم، إلى التهدئة بعد ارتفاع التوتر بسبب اتفاق مثير للجدل بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال "صوماليلاند" المنشقة.

وأعلن الصومال الدفاع عن وحدة أراضيه بعد التوقيع على الاتفاق، الإثنين الماضي، والذي اعتبره عدوانًا واعتداءً فاضحًا على سيادته، من جانب إثيوبيا المتاخمة.

وتسمح مذكرة التفاهم لإثيوبيا، ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، بالحصول على منفذٍ على البحر الأحمر عبر أرض الصومال.

وأصدر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، بيانًا دعا فيه إلى الهدوء والاحترام المتبادل لخفض مستوى التوتر المتصاعد بين إثيوبيا والصومال، كما دعا البلدين إلى المشاركة في عملية تفاوض سريعة لحل خلافاتهما.

وحث فكي الجانبين على محافظة كل طرف على حق الآخر، وكذا الحفاظ على العلاقة الجيدة واحترام وحدة وسيادة الأراضي لجميع الدول".

عقب توقيع الاتفاق بين الطرفين

محاولات انفصال

وبخطوة من جانب واحد، أعلنت أرض الصومال (صوماليلاند)، التي كانت محميّة بريطانية سابقة، يعيش فيها 4,5 مليون نسمة، استقلالها عن الصومال عام 1991، لكنها لم تحظَ بالاعتراف الدولي وتواجه مقاومة قوية من مقديشو.

ورفضت الولايات المتحدة، أمس، الاعتراف الدولي بالمنطقة المنفصلة، ودعت إلى مباحثاتٍ لحل الأزمة.

وتعترف واشنطن بسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر الذي قال “نلتحق بالشركاء الآخرين في التعبير عن قلقنا العميق إزاء تصاعد التوترات في القرن الأفريقي”، مشددًا على أن بلاده “تحض كل الأطراف المعنية على الانخراط في حوار دبلوماسي”.

search