الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:48 م

روسيا لجنودها: القتال في أوكرانيا مفيد للصحة

جنود روس

جنود روس

أحمد سعد قاسم

A A

تتسم حياة العديد من الجنود الروس في أوكرانيا بأشهر طويلة في خنادق موبوءة بالقوارض، تحت النيران، محاطين بجثث زملائهم. 

ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، معدلات النجاة منخفضة، ويعاني واحد من كل خمسة من المحاربين القدامى من مشكلات الصحة النفسية.

ومع سعي الكرملين لتجنيد المزيد من الرجال للخطوط الأمامية، يُعد الحديث عن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أمرًا مرفوضًا بشكل متزايد. 

بدلاً من ذلك، بدأ علماء النفس الروس في استخدام مصطلح "النمو بعد الصدمة" للإشارة إلى ما يدعون أنها الآثار الإيجابية للقتال في أوكرانيا، وفقًا لتقرير صادر عن موقع "ليودي بايكالا" (People of Baikal)، وهو موقع مناهض للحرب.

وقال عالم النفس الروسي فاسيلي لانوفوي لموقع "ليودي بايكالا": "الحرب لا تجرح الناس فحسب، بل تشفيهم أيضًا". 

وأوضح أن التجربة القتالية في أوكرانيا يمكن أن تؤدي إلى "تغييرات إيجابية في الشخصية" بين الجنود، مما يزيد من حسمهم وأدائهم في العمل ورغباتهم الجنسية تجاه زوجاتهم.

وقالت تاتيانا أوريفشيكوفا، عالمة نفس من موسكو، إن القتال مرهق ولكنه يحمل "فوائد عاطفية". 

وأضافت للموقع ذاته : "التوتر يمكن أن يجعل الشخص إما ينهار أو يصبح قويًا مثل الفولاذ". 

وأكدت أن العديد من زوجات الجنود أخبروها أن أزواجهن عادوا من الجبهة أكثر بطولية ومسؤولية، وأظهروا أفضل صفاتهم الذكورية.

وأدانت ماريا ليبيديفا، عالمة نفس من منطقة كيروف في روسيا، مصطلح "اضطراب ما بعد الصدمة" واصفة إياه بأنه "مصطلح غبي"، قائلة إنه "لن يؤثر على الجميع".

ووفق صحيفة التايمز البريطانية تغيرت آراء بعض علماء النفس بشكل دراماتيكي حول هذه الحالة، مما أثار الشكوك حول تعرضهم لضغوط من السلطات للترويج لوجهات نظر مؤيدة للحرب.

وفي عام 2019، كان ميخائيل ريشتنيكوف، وهو مخضرم في حرب أفغانستان السوفيتية، يتحدث عن صعوبة تكييف الجنود مع الحياة المدنية بعد القتال. 

لكن العام الماضي، قال للنواب إن "الهستيريا" حول اضطراب ما بعد الصدمة يجب "تفنيدها"، وأن 32 فقط من كل 1000 جندي سيعانون منه. ولم يتضح مصدر هذه الأرقام.

وزارة الدفاع الروسية نفسها ذكرت أن واحدًا من كل خمسة من المحاربين القدامى يعاني من مشكلات الصحة النفسية. 

وصف فيودور كونكوف، وهو عالم نفس سريري روسي يعيش في الولايات المتحدة، مصطلح "النمو بعد الصدمة" بأنه دعاية. وقال: "علماء النفس الروس يجب أن يقولوا الآن إنه لن يكون هناك عدد كبير من العسكريين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة. لا ينبغي لهم نشر الذعر، بغض النظر عن مدى تناقض ذلك مع التجربة العالمية. لن أفاجأ إذا ادعى الأطباء أن الحرب مفيدة فقط للروس وتؤدي إلى نمو شخصي غير مسبوق".

رغم محاولات تصوير الحرب بشكل إيجابي لبناء الشخصية، هناك أدلة كثيرة على الأضرار التي تلحق بالصحة النفسية. فيكتور بيرتولان، الذي قاتل مع مجموعة فاغنر من المرتزقة في أوكرانيا، أخبر موقع "ليودي بايكالا" أن طلبه للانضمام إلى شرطة مكافحة الشغب تم رفضه بسبب نتائج الفحوصات التي أظهرت أنه يعاني من "اضطراب ما بعد الصدمة الشديد".

واعترف بيرتولان أيضًا بأنه يحمل سكينًا معه دائمًا وشكى من أن الحياة المدنية لا توفر له ما يكفي من الأدرينالين.

وقال: "إذا لزم الأمر، سأقتل شخصًا بيداي العاريتين. لكني أشعر بالهدوء مع سكينتي". 

كما اعترف بصعوبة السيطرة على رغباته القاتلة. وتذكر حادثة عندما وضع ابنه البالغ من العمر تسع سنوات مسدسًا لعبة في ظهره، قائلاً: "كانت رد فعلي الأول هو قتله".

search