الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:33 ص

رد مفحم من أسامة قابيل على دعوات وضع الوالدين في دار مسنين

الدكتور أسامة قابيل

الدكتور أسامة قابيل

تليجراف مصر

A A

أعرب الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، عن بالغ حزنه من دعوات البعض، إلى إيداع الوالدين في دور المسنين في حال عدم التفرغ لرعايتهما.

وقال العالم الأزهري، في تصريحات له: "لو عاوز توديهم دار مسنين تخيل وأنت طفل صغير، تشعر بألم الحمى أو البرد، ووالديك يتخلون عن كل شيء ليسارعوا بك إلى المستشفى، تتذكر تلك الليالي الطويلة التي قضوها بجانب سريرك، يسهرون على راحتك، يحملونك بأذرعهم بحب ورعاية لا مثيل لهما، ولا يتركون أحدًا غيرهم يتولى أمرك".

وأوضح: "إذا فكرت يومًا في وضعهم في دار للمسنين، تذكر تضحياتهم الكبيرة. تذكر والدتك التي قد تكون تركت عملها وأخذت إجازة من كل عملها من أجلك، تذكر والدك الذي تحمل كل المصاعب ليؤمن لك مستقبلًا أفضل، هما من تحملوا كل شيء من أجلك، حتى وإن كان على حساب راحتهم ومستقبلهم، أيكون هذا جزائهم ومكافأتهم فى الأيام الباقية من حياتهم لا نجد وقتا لرعايتهم".

وأضاف: "وجود والديك في حياتك، خاصة في سنهم الكبير، هو مصدر خير وبركة لا يقدر بثمن.. لا تدع هذه الفرصة تضيع منك، فقد تكون خدمتهم ورعايتهم سببًا في دخولك الجنة.. كيف تتوقع أن يعاملك أولادك في المستقبل؟ افعل الآن ما تحب أن تراه فيهم عندما تكبر، تقبل أولادك يعملوا فيك كده؟".

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا برعايتهم في الكبر وأن يكونوا عندنا في بيوتنا مثلما ربيانا ونحن صغار، مستشهدا بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" (الإسراء: 23).

ونوه بأنه من الناحية النفسية، الدراسات تظهر أن العناية بالوالدين تعزز الشعور بالسعادة والرضا الداخلي، وتساهم في بناء علاقات أسرية قوية ومتينة، وأن التواصل القوي مع العائلة، وخاصة مع الوالدين، يمكن أن يعزز الصحة العقلية ويساهم في تقليل مستويات القلق والاكتئاب لديهم في كبرهم.

وتابع: "قد يواجه البعض ضغوط الحياة وصعوباتها، ولكن تذكر أن وجود والديك في حياتك هو نعمة عظيمة. فاعتن بهم وأكرمهم، لأنهم هم السبب في وجودك وهم من يستحقون أفضل معاملة ورعاية، تمامًا كما فعلوا من أجلك عندما كنت في أمس الحاجة إليهم".

واستكمل: "لن يكون لك خير وسعادة في الدنيا إلا بسعادة أهلك،  فكما تدين تدان، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم،  علمنا إن خيركم خيركم لأهله".

search