الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:02 م

يوسف شاهين.. "الحالم" ولد كبيرا

يوسف شاهين

يوسف شاهين

شيماء رستم

A A

رحل في مثل هذا اليوم قبل 16 عاما، رمزا كبيرا في تاريخ السينما المصرية، المخرج يوسف شاهين، الذي ترك خلفه 46 فيلما فقط، لكنها كانت بمثابة علامات سينمائية.

يوسف شاهين من أسرة متوسطة الحال، لكن عاش فيها بأحلام تفوق الخيال، وكان عشقه للفن والتمثيل شغفا لا حدود له، وبعد انتهاء دراسته بالمرحلة الثانوية أقنع والده بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الفنون التمثيلية بمسرح “باسادينا” في كاليفورنيا.

 ثائر الفن

ثائر الفن وصانع الثورة السينمائية ولد في محافظة الإسكندرية 25 يناير 1926، والده كان يعمل محام كاثوليكي، ووالدته مسيحية من أصل يوناني، ويتحدثان 4 لغات “الإنجليزية، الفرنسية، اليونانية، العربية”.

بحكم أن والد يوسف شاهين كان محام كاثوليكي، تربى على مبادئ هذا المذهب المسيحي، وبدأ دراسته في إحدى المدارس الفرنسية بالإسكندرية “كلية سان مارك”، ومن ثم اتجه إلى “كلية فيكتوريا” في المرحلة الثانوية، والتي كان نظام الدراسة فيها باللغة الإنجليزية، وفي عام 1946 سافر إلى أمريكا لدراسة الفنون التمثيلية.

أول أعماله

على الرغم من أنه أظهر اهتماما وشغفا كبيرين بدراسة التمثيل، قرر يوسف شاهين بعد عودته من الدراسة في أمريكا أن يتجه إلى الإخراج، وبدأ بالعمل في السينما من خلال مساعدة شخص يدعى “ألفايس أورفانيلي”، وفي 1950 كان موعد أول الأفلام من إخراجه بعنوان “بابا أمين”، وهو في عمر 23 عاما فقط.

السينما العالمية

كان فيلم “بابا أمين” من بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وحسين رياض، وفريد شوقي، وكمال الشناوي، ومع قدرته على السيطرة على كل هؤلاء النجوم، ولد نجم كبير في عالم الإخراج، وهو ما أكده بفيلم “ابن النيل”، والذي دعي لمهرجان “كان السينمائي الدولي” عام 1951.

إبداعاته

قدم يوسف شاهين عددا كبيرا من أعماله من تأليف الكاتب الكبير نجيب محفوظ، من بينها فيلم “الاختيار” الذي قدمه للسينما بعد 4 أعوام من حرب 1967، وهي عن شاب مصري مصاب بـ"الشيزوفرنيا"، وكتب السيناريو بنفسه.

ربما الاشتياق للحلم القديم هو ما دفع يوسف شاهين لخوض تجربة التمثيل، ليظهر في 16 عملا من إخراجه، كان أولها “نساء بلا رجال” 1953، ولكن انطلاقته الحقيقية أمام الكاميرا وليس خلفها كانت من خلال دوره في فيلم “باب الحديد”.

استطاع يوسف شاهين أن يصنع مدرسة إخراجية تحمل اسمه، وقدم عددا كبيرا من الأعمال الفنية الهامة، منها “إسكندرية ليه؟”، و“إسكندرية نيويورك”، و“المهاجر”، و“المصير”، و“هي فوضى”.

ورحل الفنان يوسف شاهين عن عالمنا يوم 17 يوليو عام 2008، بعد إصابته بجلطة في المخ.

search