الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:08 ص

الماء ينحسر في شواطئ الغردقة.. ما علاقة تسونامي؟

انحسار في مياه البحر على شواطئ الغردقة

انحسار في مياه البحر على شواطئ الغردقة

روان عبدالباقي

A A

اختلطت رمال الشاطئ بالمياه، في مشهد لا يمكن التفرقة فيه بين البحر والبر، لتظهر الشعاب المرجانية غير مغطاة بالمياه، وهي ظاهرة أطلق عليها المتخصصون “انحسار مياه البحر”، وقد ظهرت تحديدًا في شواطئ مدينة الغردقة بمحافظزة البحر الأحمر.

انحسار المياه بهذا الشكل دفع للتساؤل عما إذا كان الأمر ذا صلة باحتمالية تعرُّض مصر إلى “تسونامي” أم مجرد تجسيد لظاهرة المد والجزر كتلك التي حدثت أخيرًا في البحر المتوسطالم.. فماذا قال المتخصصون؟

شواطئ البحر الأحمر

مد وجزر أم تسونامي؟

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، قال في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إن ما يحدث في البحر الأحمر أمر طبيعي متعلق بظاهرة المد والجزر التي تحدث نتيجة جذب بين الأرض والقمر والأرض والشمس، لافتًا إلى أنه حينما يجذب القمر والشمس المياه في نفس الاتجاه يكون المد كبيرًا.

أما عن فكرة ربط الانحسار الذي يحدث في البحر الأحمر الآن بانحسار البحر المتوسط ووجود تسونامي، أكد شراقي أن البحر المتوسط منعزل عن البحر الأحمر وما يؤثر في الأول لا يؤثر في الثاني، ولم تحدث أي ظاهرة أخرى في البحر الأحمر تجعلنا نقول إن الزلازل تؤدي إلى اضطراب المياه وحدوث تسوناني.

وأكد أن المد والجزر ظاهرة فلكية طبيعية تصيب البحر في مثل هذا الوقت من العام وتستمر لعدة أيام، ثم تبدأ المياه في العودة مرة أخرى في الظهور.

وفيما يخص الانحسار الذي أصاب البحر المتوسط، أوضح شراقي أنه حدث منذ ما يزيد على أسبوع بسبب زلزال كان أقوى من المعتاد في جزيرة كريت اليونانية، ما سبّب اضطرابًا خفيفًا في مياه البحر المتوسط.

الأرصاد تعلق

واتفقت عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، منار غانم، مع شراقي في أن الظاهرة التي أصابت البحر الأحمر وأدت إلى انحسار مياهه هي المد والجزر وهي ظواهر طبيعية ليس بها أي خطورة على شواطئ البحر الأحمر والغردقة.

ورصدت عدسة “تليجراف مصر"، أمس الثلاثاء الظاهرة الطبيعية التي حدثت بشواطئ الغردقة وهي “الجزر”، حيث ظهرت الشعاب المرجانية والأصداف البحرية غير مغطاة بالمياه واستمر هذا المشهد لعدة ساعات حتى عادت المياه إلى منسوبها الطبيعي.

وعقب انحسار عشرات الأمتار لمياه البحر على شواطئ مدينة الغردقة، تواصل “تليجراف مصر” مع مدير المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالغردقة السابق، محمود عبد الراضي، الذى أكد أن ظاهرتي المد والجزر تحدثان بصفة مستمرة في البحر الأحمر، ولكن على فترات متباعدة.

ظاهرة يومية

وكشف عبد الراضي، أن المد والجزر لهما فوائد عديدة للبحر الأحمر، مؤكدًا أن ظاهرة الجزر تطرد وتنظف البحر من أي شوائب ومخلفات على سطح المياه عبر قذفها خارج البحر، وتشهد الشواطئ ذروتين متساويتين تقريبا لظاهرة المد والجزر كل يوم، ويسمى ذلك بالمد نصف اليومي ويستمر ساعات عدة.

وأوضح أن المد والجزر ظاهرة طبيعية تحدث بشكل يومي خاصةً في منتصف ونهاية كل شهر هجري وترتبط بحركة القمر حول الأرض، وينتج عنها تراجع المياه لمسافات كبيرة عن المنطقة الطبيعية للشاطئ، ويختلف ارتفاع المد باختلاف موقع القمر في مداره بالنسبة للأرض والشمس، لافتًا إلى أن لهذه الظاهرة فوائد عديدة.

وتابع أن المد والجزر ظاهرة كونية تحدث بفعل التأثيرات المجتمعة لقوى جاذبية القمر والشمس وحركة دوران الأرض التي تولد بعض القوة الطاردة المركزية عند خط الاستواء، وتحدث ظاهرة المد بارتفاع منسوب المياه على الشواطئ، حيث ترتفع المياه على الشواطئ إلى أكثر من مترين.

ليست ثابتة!

في دراسة للعالم الهولندي، ستيفان توك، قال إنه كان يعتقد أن حركة المد والجزر ثابتة، بسبب وجود جداول للمد والجزر لكنه اندهش حين اكتشف أن حركة المد والجزر عرضة للتغيرات واسعة النطاق وطويلة الأمد.

وأضاف في دراسته أن معظم الناس يعتقد أن حركة المد والجزر منتظمة ويمكن التنبؤ بها، إذ تحدث ظاهرة ارتفاع المياه الساحلية وانخفاضها الناتجة عن تأثير قوى الجذب الخاصة بالشمس والقمر، وفقا لجداول دقيقة وضعها البحارة لمواعيد المد والجزر.

وفي عام 1899، تنبأ عمال البناء بأن حركة المد والجزر ستزيد في نهر الإمز بعد تشييد أحد السدود، وزادت بالفعل حركة المد والجزر كما توقعوا بعد الانتهاء من السد، لكن العلماء جمعوا بيانات حديثة لقياس المد والجزر بدقة حول العالم، واكتشفوا أن التغيرات في حركة المد والجزر أصبحت أوسع نطاقا مؤخرا.

وذكر توك في استعراض سنوي للعلوم الملاحية، أن التغيرات في حركة المد والجزر تطرأ كلما تولدت طاقة عن المياه المتدفقة أثناء جريانها في المنطقة، وتسهم إزالة النباتات المائية في انسياب المياه وزيادة تدفقها، من ثم زيادة حركة المد والجزر.

search