وقت القدر يعمى البصر.. "فتوح وصاصا" اختفلت طرقهما لكن مصيرهما واحد

“وقت القدر يعمى البصر”.. مثل من قديم الزمان تنطبق كلماته على واقعتي لاعب الزمالك أحمد فتوح ومطرب المهرجانات عصام صاصا، حيث اختلفت طرقهما التي وقعت بها الحادثتين المروعتين ولكن مصيرهما أصبح واحدًا، وآلامهما أصبحت واحدة.

أسفلت المنيب دائري

بيوم  6 مايو الماضي، كان المطرب عصام صاصا يسير بسيارته على أسفلت دائري المنيب الذي تم تغطيته بدماء سائق دهسه صاصا بسيارته الفارهة، خلال عودته من حفل بالطالبية.

مشهد مفجع

وقف الجميع في صدمة وذهول من هول المشهد، وحاولوا إسعاف المصاب ولكنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته، وتم إلقاء القبض على "صاصا" واقتياده لديوان القسم، وفي اليوم التالي تم اقتياده لمصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات، والذي كشف الحقيقة وهي قيادة "صاصا" لسيارته تحت تأثير المواد المخدرة.

اسمتعت النيابة لأقوال صاصا في قضية دهسه لسائق وأب لأربعة أبناء، وقال صاصا: "أنا كنت ماشي بسرعة على طريق سريع مشوفتوش هو ظهر قدامي فجأة حاولت أتفاداه ملحقتش ومهربتش من المكان فضلت موجود لحد ما اتقبض عليا".

التنازل عن الدم

دارت مفاوضات كثيرة من جانب أسرتي المطرب والضحية من أجل التنازل عن القضية، ثم تقدم محامي المطرب بطلب إخلاء سبيل موكله بضمان محل إقامته ولحين صدور تقرير مصلحة الطب الشرعي لتحليل المخدرات قائلا:"موكلي مش هيستحمل يقعد هنا ساعة واحدة ومنهار ومش قادر يسامح نفسه". 

رائحة القضبان

قررت النيابة إخلاء سبيل المطرب مع ضمان محل إقامته، وعاد صاصا للأسفلت مرة أخرى ولكن دار بخاطره أنه لن يعود إلى القضبان مرة أخرى، وقرر السفر إلى الإمارات وطلب من زوجته تدبير أمورها وأن تأتي إليه، ولكن حدث ما لم يتوقعه صاصا وأسرته وهي إحالته للمحاكمة الجنائية نظرًا لوجود تطورات خطيرة بالقضية وهي نتيجة تحليل المخدرات كانت إيجابية.

شعر شقيقه بالخوف عليه فقرر تقديم توكيل للجهات المختصة لينوب عن شقيقه في حضور جلسات المحاكمة ولكن تم رفض طلبه، وتبين بعدها بساعات أن التوكيل مزور فزاد من مشكلته.

ثق في الله يا عصام

حضر صاصا أمس ثاني جلسات محاكمته وحرصت زوجته جهاد وثلاثة من أصدقائه على تواجدهم بالجلسة ومساندته ولكن كان صاصا في عالم آخر، ظهر وهو محتضن مصحفه ويقرأ به من آيات ويدعي ربه يفرج كربه، وكانت زوجته تسانده قائلة: "ربنا معاك ياعصام متنساش ثق في الله وادعي كلنا معاك وربنا معاك".

وقضت محكمة زينهم، بحبس المطرب عصام صاصا، بالحبس مدة 6 شهور؛ لاتهامه بالتسبب في وفاة سائق، وقيادته تحت تأثير المواد المخدرة، واستقبل صاصا الحكم في صدمة ودموع فقط، بينما سقطت زوجته مغشيًا عليها تبكي على حاله.

وقضى "صاصا" ليلته الأولى بسجن الكيلو 10 ونص، في صمت ودموع فقط، فيما حاول النزلاء تخفيف آلامه ولكنه ظل صامتًا ممسكًا بمصحفه .

“مشوفتوش وجيه قدامي فجأة”،.. تلك الجملة ارتبطت بحادثتي "فتوح" و"صاصا"، حيث قال الاثنان تلك الجملة أمام رجال المباحث.

وفي يوم 11 أغسطس، كان فتوح وحارس مرمى نادي الزمالك محمد صبحي، عائدان من الساحل الشمالي، وتفاجأ "فتوح" بظهور أمين شرطة أمامه حاول تفاديه ولكنه لم يستطع التحكم بسيارته ودهس أحمد فتوح بسيارته الفارهة أمين الشرطة بسيارته على أسفلت طريق الساحل الشمالي، الذي ارتوى بدماء الضحية، الذي توفى في الحال متأثرا بإصاباته القوية وهي انقسام تام بالجسد إلي جزئين، وخروج الأعضاء الداخلية من الجسد إلي الخارج وتهشم كامل للوجه والرأس وكسور متعددة بارجل واليدين وكسور في الجمجمة وإصابة المخ وإصابة العضلات الداخلية للجسم.

قررت الجهات المعنية، صرف اللاعب محمد صبحي بعد إجرائه تحليل مخدرات وتبين أن نتيجته سلبية بينما تحفظت على اللاعب أحمد فتوح قائد السيارة وإجراء تحليل مخدرات له، والصدمة كانت في نتيجته الإيجابية وقيادته تحت تأثير مخدر الحشيش.

قررت الجهات المختصة التحفظ على "فتوح" واقتياده للنيابة لسماع أقواله في ما هو منسوب إليه من التسبب في وفاة أمين شرطة يعمل بمديرية أمن مطروح ويدعى السيد شوبكي ويبلغ من العمر 45 عامًا، وكأن سيناريو المطرب عصام صاصا يتكرر من جديد.

ينتظر "فتوح" وجمهوره ونادي الزمالك، تقرير مصلحة الطب الشرعي لتحليل نتيجة المخدرات، وهي عبارة عن عينة دم  يتم فحصها، وذلك يرجع إلى أن عينة الدم تظهر  النتيجة الدقيقة لتحليل المخدرات ونوع جوهر المخدر، وقررت النيابة حبس فتوح على ذمة التحقيق.