الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:12 ص

عنفٌ في كل شارع.. الإكوادور تحت رحمة العصابات

 جسر المشاة في العاصمة كيتو.ائتمان...كارين تورو - رويترز

جسر المشاة في العاصمة كيتو.ائتمان...كارين تورو - رويترز

أحمد سعد قاسم

A A

اقتحم مسلحون محطة تلفزيونية في الإكوادور، في بث مباشر على الهواء، وأخذوا كل من فيها رهائن، بالتوازي مع احتلال آخرين لـ5 مستشفيات، وحدوث شغب في السجون، وفرار زعيم عصابة خطير، ما دعا رئيس البلاد، دانييل نوبوا، إلى إعلان حظر التجول، واستدعاء الجيش.

وتقع الإكوادور في قارة أمريكا الجنوبية، تحدها كولومبيا من الشمال، وبيرو في الشرق والجنوب، والمحيط الهادئ إلى الغرب، ويتحدث أهلها الإسبانية.

القصة بدأت أول أمس، حين هاجم مسلحون مقنعون محطة تلفزيونية في غواياكيل، أكبر مدن البلاد، واحتجزوا رهائن من الصحفيين والموظفين، واشتبكوا مع الشرطة أمام الكاميرات، وأراد أحد المهاجمين إلقاء خطاب على الهواء عن تداعيات “التلاعب بالمافيا”، لكن الشرطة تدخلت قبل أن يتمكن من ذلك.

وعبر صفحاتها على مواقع فيسبوك، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت 13 شخصاً وصادرت أسلحة ومتفجرات، وأطلقت سراح الرهائن "بسلام".

 الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا

ثمانية قتلى

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب اثنان آخران في أعمال عنف متفرقة في غواياكيل، بحسب ما أفاد به رئيس البلدية، أكويليس ألفاريز، في مؤتمر صحفي مع قائد الشرطة. وأضاف أن خمسة مستشفيات تعرضت للاحتلال.

وانتشرت الفوضى في جميع أنحاء البلاد، مع تقارير عن انفجارات وحرق سيارات ونهب وإطلاق نار. وأكدت السلطات أن زعيم عصابة آخر وعدد من السجناء هربوا من السجن أيضا.

وأعلن الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا، عن حالة من النزاع المسلح يوم الثلاثاء وأمر الجيش بـ تحييد عشرين عصابة وصفها بـ “المجموعات الإرهابية”، وفقًا لما نشره على موقع X، تويتر سابقًا.

وأغلقت المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية والمباني. وعاد العمال إلى منازلهم، وشهدت شوارع كيتو وغواياكيل ازدحامًا شديدًا.

 

 زعيم العصابة المفقود، أدولفو ماسياس

حظر تجول

وأعلن الرئيس حالة الطوارئ ونشر أكثر من 3000 عنصر من الشرطة والجيش للبحث عن زعيم العصابة المفقود، أدولفو ماسياس.

وفرض الإعلان حظر تجول ليلاً على مستوى البلاد لمدة ٦٠ يوما وسمح للجيش بإجراء دوريات في الشوارع والإشراف على السجون.

وقال الرئيس عبر فيديو قصير أعلن فيه حالة الطوارئ: لقد حان الوقت لوضع حد للمجرمين في تهريب المخدرات والقتلة المأجورين والجريمة المنظمة الذين يفرضون إرادتهم على الحكومة، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من قبل قوات الأمن للسيطرة على نظام السجون في الإكوادور.


 

ليس الأول

وهرب ماسياس، الذي يقود عصابة لوس تشونيروس والملقب بـ فيتو، يوم الأحد الماضي من سجن مزدحم في غواياكيل الساحلية، حيث كان يدير عمليات جماعته من وراء القضبان.

وأمرت الحكومة بنقل المدانين البارزين، بما في ذلك ماسياس، من الزنازين التي كانوا يستخدمونها كمقرات لأنشطتهم الإجرامية إلى منشأة أمنية مشددة. وقال خبراء السجن إن هذا القرار ربما أثار هروب ماسياس وانتفاضة السجن.

هذا الهروب لم يكن الأول فـ ماسياس الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 34 عامًا بسبب تجارة بالمخدرات، هرب من السجن في عام 2013. وفي 2020 أصبح زعيمًا وأشرف على أنشطة العصابة من زنزانته في سجن غواياكيل، الذي يضم حوالي 12 ألف نزيل.

ربع السجون

ويعتقد بعض الخبراء الأمنيين أن نحو ربع السجون في البلاد، التي تضم 36 سجنًا، تخضع لسيطرة العصابات. وتعهد الرئيس باستعادة السيطرة عليها.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن أنه يسعى لإجراء استفتاء على الإجراءات الأمنية، بما في ذلك فرض عقوبات أشد على جرائم مثل القتل وتهريب الأسلحة، وتوسيع دور الجيش.

search