الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:43 م

عارض بوتين واعتقلته باريس.. من هو مؤسس تليجرام بافيل دوروف؟

بافيل دوروف بجوار شعار تليجرام

بافيل دوروف بجوار شعار تليجرام

ولاء عدلان

A A

وقف بافيل دوروف أو كما تطلق عليه وسائل الإعلام العالمية “مارك زوكربيرج روسيا” في وجه نظام فلاديمير بوتين، واتخذ من إحدى ناطحات السحاب في دبي مقرا لأعماله ليتربع على عرش أثرياء منطقة الشرق الأوسط بلا منازع.

الخبر الصادم أن دوروف البالغ من العمر 44 عاما، اعتقلته أمس السلطات الفرنسية في مطار لوبورجيه- باريس، بقائمة من التهم أقلها الاحتيال.. فمن هو بافيل دوروف؟ 

بداية لامعة 

ولد دوروف في الثمانينات في روسيا الاتحادية وافتخر دوما بأن جده من والده كان ضابطا في الجيش السوفيتي، وشارك في الحرب العالمية الثانية، أما والده فكان أستاذ لغة بجامعة سانت بطرسبرج، وفي البداية اختار دوروف السير على خطى والده فدرس في قسم اللغة بالجامعة نفسها وتخرج بدرجة امتياز. 

لكنه أطلق في العام 2006، منتدى إلكترونيا لطلبة الجامعة تحت عنوان spbgu، ومع زيادة أعداد المشاركين في المنتدى لمعت بذهنه فكرة، إطلاق منصة للتواصل الاجتماعي على غرار "فيسبوك" وأطلق بمساعدة زميلين له وشقيقه الأكبر نيكولاي المحترف لمجال البرمجة موقع فكونتاكتي.

وفي العام 2007، تمكن من تسجيل الموقع رسميًا كشركة خاصة، وكان الموقع وقتها يستخدمه قرابة مليون زائر وسريعا ما ارتفع العدد إلى 10 ملايين في 2008، ليصبح أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في روسيا. 

بافيل دوروف مؤسس تليجرام

وظلت الأمور تسير لصالح دوروف إلى العام 2011، عندما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومعارضي نظام بوتين، وطالبت الحكومة من موقع فكونتاكتي أو ( في كي) حذف صفحات المعارضين وهو الأمر الذي رفضه رئيسه التنفيذي وقتها بافيل دوروف الذي واصل معارضته لفكرة التعاون مع السلطات الروسية لقمع المعارضين والوصول إلى بياناتهم الشخصية، إلى أن قرر بيع حصته في الشركة في نهاية 2013، وتمت إقالتها من مجلس الإدارة في العام 2014. 

وغادر بافيل، روسيا ليحل ضيفًا على جزيرة سانت كيتس ونيفيس التي تمكن من الحصول على جنسيتها في العام 2015، ووقتها بدأ يركز على منصة تليجرام، التي خرجت للنور في أغسطس 2013، وكانت تتخذ من برلين مقرا لها، قبل أن يقرر في 2017 نقلها إلى دولة الإمارات تحديدا دبي التي كثيرا ما وصفها في لقاءاته مع الصحافة بأنها بيئة صديقة للأعمال. 

أغنى أثرياء العرب

تصل قائمة مستخدمي تطبيق تليجرام المملوك لـ"دوروف" حاليا إلى 900 مليون مستخدم نشط في الشهر الواحد، ارتفاعا من 300 مليون في 2019، ويحقق التطبيق مئات الملايين من الدولارات من إيرادات الإعلانات والاشتراكات المميزة، ما دفع بعض الشركات لتقدير قيمة شركة دوروف بأكثر من 30 مليار دولار. 

دوروف قبل مغادرته روسيا كان واحدا من أهم رائدي الأعمال والأبرز على صعيد التكنولوجيا، وبعد أن وصل دبي حصل على الجنسية الإماراتية في 2021 وبحلول العام 2023 تجاوزت ثروته عتبة الـ11 مليار دولار ليحل في المركز الأول في قائمة فوربس لأثرياء الشرق الأوسط لعام 2024 مع ارتفاع ثروته إلى 15.5 مليار دولار. 

وبهذا تفوق دوروف على أغنى ملياردير عربي وهو رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس الذي حل ثانيا على قائمة فوربس لأثرياء الشرق الأوسط لعام 2024 بصافي ثروة بقرابة 8.8 مليار دولار يليه الملياردير الهندي (المقيم في الإمارات) يوسف علي بصافي ثروة يقدر بـ7.6 مليار دولار. 

بافيل دوروف خلال فاعلية بدبي

القبض على بافيل دوروف 

ألقت السلطات الفرنسية، القبض على دوروف أمس في مطار لو بورجيه كونه مدرجا على لائحة المطلوبين لدى الجهات الأمنية، وذلك لتطوره في جرائم غسيل أموال وإرهاب وتهريب مخدرات واستغلال لأطفال واحتيال. 

وتعتبر السلطات الفرنسية، دوروف متهما بتسهيل سلسلة لا حصر لها من الجرائم عبر تليجرام، نظرا لعدم تعاونه مع سلطات القانون والسماح بتشفير كامل لرسائل المنصة الأمر الذي حولها إلى المنصة الأولى لارتكاب الجرائم والمخالفات القانونية خلال الفترة الأخيرة.

وفي تعليقه على خبر اعتقال دوروف، قال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، في تغريده عبر “إكس”، بعد اعتقال دوروف: “لا استبعد أن تقدم أوروبا بحلول 2030 على إعدام الناس بسبب تسجيلات الإعجاب!”.

search