الجمعة، 20 سبتمبر 2024

08:47 ص

الفرق السبعة السرية.. إخفاقات تهدم أساطير إسرائيل

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

أحمد سعد قاسم

A A

في حالات الحرب الصريحة والعمليات السرية، تعتمد إسرائيل على 7 فرق تنقسم إلى 4 عسكرية و3 وكالات استخبارات، ونظرا لطبيعة المهام والهدف هذه الفرق محاطة بهالة من السرية والغموض، وعلى الرغم من قوة التدريبات والتجهيزات الفنية لأعضاء هذه الفرق، سجلت كل واحدة منها  بعض الإخفاقات في العديد من العمليات الأمر الذى نال من الأسطورة المزعومة "الجيش الذي لا يقهر" بعدما تلقى ضربة موجعة في السابع من أكتوبر 2023، وفى السطور التالية يستعرض “تليجراف مصر” تاريخ هذه الفرق وفقا لترتيبها في دولة الاحتلال. 

1- سيريت متكال

تعتبر وحدة هيئة الأركان العامة “سيرت متكال” الأكثر شهرة وتدريبا بين الفرق السبعة في الجيش الإسرائيلي، وتتكون من جنود متخصصين في العمليات الخاصة، والتسلل، والاغتيال  يتم اختيار أفرادها بعناية شديدة، بعد الخضوع لتدريب شاق وطويل، وتم  تأسيسها عام 1957،علي يد الرقيب إبراهام أرنان، وضمت أفراد من سلاح المخابرات وجنود الوحدة 101 وقوات المظلات، وعلى الرغم من عدم حصولها على موافقة رسمية من الحكومة أو الجيش حتى نهاية الثمانينات، إلا أنها كانت تنفذ العديد من العمليات وظهر ذلك بشكل واضح مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومنذ ذلك الحين، ظلت أنشطتها وخططها سرية، ولم يتم الكشف عنها إلا بشكل جزئي، وتعمل هذه الوحدة تحت شعار" الجريء هو الذي ينتصر".

 "سيرت متكال" نفذت العديد من العمليات في عمق الأراضي الفلسطينية، إذ تستهدف قادة حماس ومواقع عسكرية مهمة للمقاومة ولهذا الغرض، تستخدم مهاراتها في التسلل، والتفجير، والقتال المتلاحم ، ومن بين القادة والضباط الذين خرجوا من هذه الوحدة  شخصيات عسكرية وسياسية بارزة في إسرائيل، مثل إيهود براك، وبنيامين نتنياهو، وفى عام 2018  شهدت هذه الفرقة واحدة من أكبر العمليات الفشل، بعدما حاولت الدخول لعمق غزة وزرع أجهزة تنصت في خان يونس، لكن حماس كانت على علم بذلك، وحدث اشتباك بين أفراد المقاومة وقوات الاحتلال، نتج عنه مقتل قائد السيرت متكال، وإصابة نائبه، وظلت العملية في طي السرية حتى كشفتها بالكامل قناة الجزيرة بعد مرور عام على العملية.

2- شاطيت 13

يعود تاريخ إنشاء هذه الفرقة إلى عام 1952، وتعتبر وحدة الكوماندوز البحريةشاطيت 13” من أكثر الوحدات العسكرية الإسرائيلية سرية وفعالية، لذلك يسند اليها تنفيذ العديد من العمليات التي تشمل تنفذ غارات واغتيالات وتدمير أهداف عسكرية ومدنية، وهذه الوحدة لها جذور تاريخية مع إعلان دولة الاحتلال حين تأسست وحدة «البلماح»، الذراع العسكري لمنظمة «الهاجاناه»، ومنها نشطت «الخلية الإرهابية البحرية»، التي كانت تستخدم القوارب الصغيرة والضفادع البشرية لتفجير السفن البريطانية، التي كانت تحاول منع هجرة اليهود إلى فلسطين.

وخلال حرب 1948، استهدفت هذه الخلية الجيوش العربية، وأغرقت سفينة الأسلحة العربية «لينو» على شواطئ إيطاليا، وسفينة «الأمير فاروق» المصرية، التي كانت تحمل جنوداً ومعدات عسكرية ، وبعد انتهاء الحرب، دمجت جميع «الخلايا الإرهابية البحرية» في وحدة واحدة، سميت «الكوماندوز البحري»، وأصبحت جزءاً من الجيش الإسرائيلي. وفي عام 1952، تغير اسم الوحدة إلى «شاطيت 13»، وتطورت قدراتها وتدريبها على أساليب جديدة للحرب البحرية.

شاركت شاطيت 13 في جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل، ونفذت عمليات خارج الحدود، في مصر وسوريا ولبنان وتونس والسودان وغزة، ومن أشهر تلك العمليات «بولموس 5» عام 1969، وهي غارة على المحطة الساحلية المصرية أسفرت عن استشهاد 32 جندياً مصرياً ودمرت محطة الرادار والمدفعية.

وعلى الرغم من هذه العمليات التي تعد ناجحة بمقاييس دولة الاحتلال إلا أن العام 1967، خلال حرب الأيام الستة، فشلت معظم عمليات “شاطيت 13 ” ووقع ستة من عناصرها أسرى في ميناء الإسكندرية، أثناء محاولة تفجير سفينة حربية مصرية ، وتعرضت هذه الفرقة لأكبر كارثة في تاريخها، حين اقتحمت قرية الناصرية جنوب لبنان، ووقعت في كمين نصبه تنظيم «حزب الله»، الذي قتل 11 من عناصرها  وبعد سنة من الكارثة، جرى تبادل الأسرى والجثث بين إسرائيل و«حزب الله»،.

وخلال الحرب على غزة، حاولت الوحدة تنفيذ عملية إنزال على شاطئ السودانية، لكن حركة حماس تصدت لها وأصابت أربعة من عناصرها بجروح.

3- شالداغ

تأسست شالداغ عقب حرب أكتوبر، وتحديدا فى عام 1974،، على يد موكي بيتسر، من المحاربين القدماء في سايريت ماتكال، الذي أحضر معه العديد من المحاربين 

وتتبع شلداغ قيادة القوات الجوية الإسرائيلية وتعتبر واحدة من أكثر وحدات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي قوة ، وكان دورها في البداية كشريك احتياطي لوحدة سيريت متكال، ثم انتقلت في النهاية إلى سلاح الجو الإسرائيلي.

وتتمثل مهمة شالداغ في الانتشار والتوغل في المناطق القتالية بهدف القيام بعمليات الاستطلاع، وإنشاء نقاط هجوم ، مع مراقبة الحركة الجوية ، وتخضع قوات وحدة شالداغ لمرحلة تدريب أطول من أي وحدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتستمر 22 شهرًا.

4- الوحدة 669 الإنقاذ الجوي

 

الوحدة 669 تأسست عام 1947 ، وهي المسؤولة عن إنقاذ الجنود الجرحى في الجيش،وتتبع أيضا سلاح الجو الإسرائيلي ، ويعود السبب 

 الرئيسي لتشكيلها هو الفشل الكبير لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973 وكانت المهمة الأصلية للوحدة هي استعادة طياري سلاح الجو الإسرائيلي  الذين تم إسقاط طائراتهم ، ومع التوسع القتالي لجيش الاحتلال تتولى الوحدة مسؤولية إنقاذ وإجلاء جميع أفراد جيش الإسرائيلي من القوات البرية إلى الكوماندوز البحري والقوات الجوية.

5- الشاباك الاستخبارات الداخلية

“الشاباك” هو الجهاز الأمني الداخلي لإسرائيل ، تم تشكيله في عام 1948، ويتبع رئيس الوزراء، ويعمل على جمع المعلومات وحماية الشخصيات الهامة، وعلى الرغم من هالات التعظيم حول الشاباك ، فإن عملية طوفان الأقصى أثبتت فشل هذا الجهاز، بسبب عدم المعرفة المسبقة بهجوم حماس على إسرائيل، ما جعله عرضة لانتقادات المسؤولين والشعب الإسرائيلي وشكل ضغطا كبيرا على قادته الحاليين، ما أضطر رئيس الجهاز، رونين بار، إلى الاعتراف بالفشل قائلا :" في تصريحات صحفية لم نصدر تحذيراً كافياً، وأنا المسؤول عن ذلك، ورغم سلسلة العمليات، لم نستطع منع الهجوم. وسنجري تحقيقات في وقت لاحق، الآن نحن في حالة قتال".

6 - الموساد.. العين السرية لإسرائيل

الموساد هو جهاز الاستخبارات الخارجي لإسرائيل، وتأسس عام 1949، بعد قيام دولة إسرائيل، بأمر من دافيد بن جوريون، رئيس الوزراء الأول لإسرائيل ، والهدف من إنشائه هو جمع المعلومات الاستخباراتية عن الدول العربية والأجنبية، وتنفيذ عمليات خارج حدود إسرائيل ، وعلى مدار السنوات الماضية شهد الموساد عمليات تطوير وأصبح يضم عدة أقسام ووحدات، تختص بمجالات مختلفة، مثل الاستخبارات والعمليات والحرب النفسية والتكنولوجيا والأبحاث. 

ويتبع الموساد رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل مباشر، وهو الذي يعين رئيسه ويوافق على عملياته ، وهناك عناية شديدة في اختيار عناصر الجهاز، ويخضعون لتدريب شاق وطويل، يشمل اللغات والتمويه والتسلل والقتال والتفجير والتعذيب والتحمل وغيرها من القدرات .

تاريخ الموساد، سجل أيضا مجموعة من العمليات الفاشلة أشهرها فضيحة " لافون" التي كشفتها السلطات المصرية عام 1954 إذ كان يخطط الجهاز لتنفيذ سلسلة من التفجيرات فى مصر بهدف إفشال اتفاقية الجلاء.

وكانت قضية اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في الأردن، من ضمن العمليات الفاشلة للموساد، ووضعت هذه العملية  إسرائيل في موقف حرج، بعدما تم القبض على اثنين من العملاء، حيث تدخل الرئيس كلينتون لحل هذه الأزمة .

7- الوحدة 8200

 الوحدة 8200 من أهم الفرق العسكرية التي تعتمد عليها إسرائيل خلال حروبها، فهي المسؤولة عن التنصت والتجسس علي هواتف وصفحات العرب، وتحاول معرفة ما يدور في الغرف المغلقة.

تأسست الوحدة عام 1952 لاعتراض وفك تشفير الراديو، ثم تطورت إلى قوة استخبارات إلكترونية متطورة وقوية، تضم آلاف الجنود وجنود الاحتياط، وكثير منهم يتمتعون بمهارات عالية في علوم الكمبيوتر والرياضيات والهندسة، وتعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي دليلا واضحا على فشل الوحدة إذ لم تستطع التصنت أو معرفة موعد الهجوم أو أي تفاصيل عنه .

search