الجمعة، 20 سبتمبر 2024

04:03 ص

نساء أفغانستان يواجهن تشدّد طالبان: "هنغني كمان وكمان"

نساء في أفغانستان - أرشيفية

نساء في أفغانستان - أرشيفية

منى الصاوي

A A

في تحدٍ صارخ لقرارات القمع، صدحت أصواتهن بالغناء، إذ رفعت نساء أفغانستان رايات الفن والموسيقى في وجه قرار منع أصواتهن من الظهور في الأماكن العامة.

النساء في مواجهة طالبان

يأتي هذا التحدي في أعقاب سلسلة من القيود التي فرضتها أخيرًا، حركة “طالبان” المسيطرة على حكم البلاد، التي زعمت أنها تهدف إلى "مكافحة الرذيلة وتعزيز الفضيلة"، إلا أنها في الواقع تزيد من عزلة النساء وتقيّد حرياتهن الأساسية، على حد قول الأصوات المعارضة للحكم المتشدّد.

قوانين قاسية

وتعتبر الوثيقة الأخيرة، المكوّنة من 35 مادة، وتتضمن حزمة قوانين قاسية، أصوات النساء "أدوات محتملة للرذيلة"، وتنص على أنه "لا يجوز للنساء الغناء أو القراءة بصوت عالٍ في الأماكن العامة، ولا السماح لأصواتهن بتخطي جدران منازلهن".

مكافحة الرذيلة

فبعد أن أصدرت طالبان الوثيقة الجديدة ردت النساء على طريقة الفنانة إليسا في أغنيتها “هنغني كمان وكمان”، حيث قمن بتسجيل مقاطع فيديو لأنفسهن أثناء الغناء، في تحدٍ واضح لسياسات طالبان التي تسعى إلى إخفاء النساء عن المجال العام.

المرأة الأفغانية

لا يمكن لأي أمر أو نظام أو رجل أن يغلق فم امرأة أفغانية"، هذا ما قالته امرأة تبلغ من العمر 23 عامًا بعد نشر مقطع الفيديو الخاص بها وهي تغني، على منصة "إكس".

وفي مقطع فيديو آخر تظهر سيدة وهي تقف في الهواء الطلق، وتغني بتحدٍ: "أنا لست تلك الضعيفة التي ترتجف في كل ريح، أنا من أفغانستان".

وفي كابول، ظهرت امرأة أخرى تغني وهي ترتدي البرقع، قائلة: "أسكتّم صوتي في المستقبل المنظور، سجنتموني في منزلي بسبب جريمة كوني امرأة".

صوتي ليس ممنوعًا

وتوالت مقاطع الفيديو التي تظهر نساء أفغانيات يغنين بمفردهن أو في مجموعات صغيرة، مستخدمات هاشتاجات مثل "صوتي ليس ممنوعًا"، و"لا لطالبان"، في رسالة واضحة برفضهن القيود المفروضة عليهن، التي وصفها مسؤولون في الأمم المتحدة بأنها “فصل عنصري قائم على النوع الاجتماعي”.

حقوق الإنسان

ودعت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قبل نحو أسبوع، إلى إلغاء هذه القيود الجديدة التي تستهدف النساء، ووصفتها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".

يُشار إلى أن حقوق المرأة في أفغانستان تآكلت بشكل مطرد منذ عودة “طالبان” إلى السلطة في عام 2021، حيث مُنعت النساء والفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، ومن جميع أشكال العمل بأجر تقريبًا، كما مُنِعن من ارتياد الحدائق العامة والصالات الرياضية.

search