السبت، 05 أكتوبر 2024

10:55 ص

مصير أفغانستان.. إحباط في صفوف جيش الاحتلال: عالقون في غزة

دبابة إسرائيلية على حدود غزة

دبابة إسرائيلية على حدود غزة

خاطر عبادة

A A

وجدت حكومة نتنياهو، نفسها في مواجهة مزيد من الإحباط والاستياء الصريح من جانب قادتها العسكريين، وذلك مع عودة قوات الاحتلال الإسرائيلية لقتال حركة المقاومة الفلسطينية حماس للمرة الثانية أو الثالثة في مناطق من شمال غزة، بجانب توسيع عملياتها في رفح جنوبا.

إحباط متزايد

وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم، فقد بدأ كبار ضباط الجيش الحاليين والسابقين يجادلون بشكل أكثر صراحة بأنه بسبب فشل الحكومة في طرح خطة لما بعد الحرب في غزة، فإن القوات الإسرائيلية مضطرة - في الشهر الثامن من الحرب - إلى القتال مرة أخرى من أجل السيطرة على الأراضي التي غادرتها بعد عودة مقاتلي حماس للظهور. 

وقال مسؤولان إسرائيليان، تحدثا للصحيفة الأمريكية بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن بعض الجنرالات وأعضاء مجلس الوزراء الحربي يشعرون بالإحباط بشكل خاص من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفشله في تطوير والإعلان عن عملية لبناء بديل لحماس لحكم غزة. 

عالقون في التطهير

ولم تكن هناك توقعات من جانب المسؤولين أو الخبراء بتشكيل حكومة جديدة في ظل احتدام القتال، لكن التطهير والسيطرة ثم البناء هي الممارسة المقبولة على نطاق واسع لمجابهة التمرد. 

وبالنسبة لعدد متزايد من المنتقدين، يبدو أن إسرائيل عالقة ببساطة في وضع التطهير "العرقي"، مما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها جنود الاحتلال الإسرائيلي والمدنيون في غزة بينما تظل محادثات وقف إطلاق النار في طريق مسدود، وفقا للتقرير.

وقال المسؤولان إن عدم رغبة نتنياهو في إجراء محادثة جادة حول المراحل الأخيرة من حملة غزة - "اليوم التالي للحرب" قد سهّل على حماس إعادة تشكيل نفسها في أماكن مثل جباليا في شمال غزة. 

وكانت إسرائيل قد هاجمت بشكل وحشي منطقة شمال غزة لأول مرة في أكتوبر الماضي، ثم عادت إليها مجددا بعد التوغل إلى خان يونس، ثم عادت هذا الأسبوع بهجوم جوي وبري آخر. 

وأشار عيران ليرمان، نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2015، إلى أنه كان ينبغي لجنرالات إسرائيل أن يطرحوا أسئلة أكثر صرامة قبل أشهر.

وعارض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعوات لإنهاء القتال، بحجة أنه لا يمكن أن تكون هناك حكومة مدنية في غزة حتى يتم تدمير حماس. 

وقال نتنياهو إن المنطقة بحاجة إلى "تجريد من السلاح بشكل مستدام" أولاً، لأنه لن يأتي أحد حتى يعلم أنك دمرت حماس، أو على وشك تدميرها.

الصدع يزيد

ولكن مع تزايد عدد المحللين والمسؤولين الذين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق مثل هذا الهدف الواسع، فإن الانتقادات الأكثر صخباً من قيادات داخل الجيش تعكس زيادة اتساع الصدع تدريجياً مع حكومة نتنياهو. 

وقد تذمر المسؤولون العسكريون، إلى جانب البيت الأبيض ودول أخرى، سراً لعدة أشهر حول الافتقار إلى إستراتيجية ما بعد الحرب، لكن حجم الخلاف يتزايد الآن داخلياً وخارجياً مع تزايد وضوح حجم حملة مجابهة التمرد الفلسطيني.

وفي حين قال الإستراتيجيون الإسرائيليون دائما إنهم يتوقعون عودة القوات إلى بعض مناطق غزة في مراحل لاحقة من الحرب للقضاء على جيوب المقاومة، إلا أن هناك شعورا متزايدا بأن الأمر أصبح أكثر صعوبة الآن مما ينبغي. 

وقال المسؤولان الإسرائيليان إنه بدون وجود بديل لحماس لإدارة الاحتياجات الأساسية للشعب، أو تقديم الأمل في العودة إلى الحياة الطبيعية، فمن الأسهل لحماس أن تتسرب مرة أخرى إلى أماكنها القديمة أو تخلق أماكن جديدة، مما يجعل الوضع أكثر صعوبة والقتال بقوة أكبر.

مصير أفغانستان 

وكرر المسؤولون الأمريكيون حجتهم بأنه بدون حل دبلوماسي، ستواجه إسرائيل ما واجهته الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان: حرب استنزاف دموية تستمر لسنوات. 

وأضاف الوزير: سوف يُترك الفلسطينيون يحملون حقيبة التمرد المستمر لأنه سيبقى الكثير من مسلحي حماس، بغض النظر عن حملة رفح إذا غادروا وخرجوا من غزة.

وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أنه" سيكون فراغ تملأه الفوضى، وفي نهاية المطاف حماس مرة أخرى". 

search