الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:22 ص

4 أيام عمل في الأسبوع.. اليابان ترفع شعار الراحة بدلا من الجد

اليابان

اليابان

خاطر عبادة

A A

تروج إحدى أكثر دول العالم اجتهادًا في العمل لتطبيق أسبوع عمل من أربعة أيام فقط، وذلك بهدف مواجهة مشكلة نقص الموظفين، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة.

وتشتهر اليابان بأنها إحدى الأمم التي تعمل بجد لدرجة أن لغتها تحتوي على مصطلح يشير حرفياً إلى العمل حتى الموت، وهي الآن تحاول إقناع المزيد من الناس والشركات بتبني أسبوع عمل من أربعة أيام، حيث من المتوقع أن ينخفض ​​عدد السكان في سن العمل بنسبة 40% ليصل إلى 45 مليون شخص في عام 2065، وفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم. 

ويرى بعض المسؤولين أن تغيير عقلية العمل من أجل التوازن بين العمل والحياة هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على قوة عاملة قابلة للاستمرار في ظل انخفاض معدلات المواليد في اليابان. 

وقال أنصار نموذج الأيام الثلاثة للإجازة إنه يشجع الأشخاص الذين يقومون بتربية الأطفال، وأولئك الذين يعتنون بأقاربهم الأكبر سنا، والمتقاعدين الذين يعيشون على معاشات تقاعدية، وغيرهم ممن يبحثون عن المرونة أو الدخل الإضافي على البقاء في القوى العاملة لفترة أطول. 

وبدأت شركة Fast Retailing Co اليابانية وغيرها من العلامات التجارية للملابس، وشركة الأدوية Shionogi & Co، وشركات الإلكترونيات Ricoh Co. وHitachi، في تقديم أسبوع عمل من أربعة أيام في السنوات الأخيرة.

بداية الفكرة 

أعربت الحكومة اليابانية لأول مرة عن دعمها لأسبوع عمل أقصر في عام 2021، بعد أن أيد المشرعون الفكرة، ومع ذلك، كان المفهوم بطيئًا في الانتشار؛ حيث سمحت حوالي 8% من الشركات في اليابان للموظفين بأخذ ثلاثة أيام أو أكثر من الإجازة في الأسبوع، بينما تمنح 7% من الشركات عمالها يومًا واحدًا من الإجازة المنصوص عليها قانونًا، وفقًا لوزارة الصحة والعمل والرفاهية. 

وعلى أمل زيادة أعداد المستفيدين، وخاصة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، أطلقت الحكومة حملة "إصلاح أسلوب العمل" التي تروج لساعات عمل أقصر وترتيبات مرنة أخرى إلى جانب فرض قيود على ساعات العمل الإضافية والإجازات السنوية المدفوعة الأجر.

كما جاء في موقع الوزارة على الإنترنت حول حملة "الابتكار في كيفية عملنا"، أنه "من خلال تحقيق مجتمع يمكن للعمال فيه الاختيار من بين مجموعة متنوعة من أساليب العمل بناءً على ظروفهم، فإننا نهدف إلى خلق حلقة حميدة من النمو والتوزيع وتمكين كل عامل من الحصول على نظرة أفضل للمستقبل".

وقالت الإدارة المشرفة على خدمات الدعم الجديدة للشركات إن ثلاث شركات فقط تقدمت حتى الآن لطلب المشورة بشأن إجراء التغييرات واللوائح ذات الصلة والإعانات المتاحة، مما يوضح التحديات التي تواجهها المبادرة.

ومما يشير إلى تحديات المبادرة، أنه من بين 63 ألف موظف في شركة باناسونيك القابضة المؤهلين للعمل لمدة أربعة أيام في شركة صناعة الإلكترونيات وشركات مجموعتها في اليابان، اختار 150 موظفاً فقط أخذ هذه الأيام، وفقاً ليوهي موري، الذي يشرف على المبادرة في إحدى شركات باناسونيك.

ويمثل الدعم الرسمي من جانب الحكومة لتحسين التوازن بين العمل والحياة تغييراً ملحوظاً في اليابان، وهي الدولة التي كثيراً ما يُنسب إليها الفضل في التعافي الوطني والنمو الاقتصادي المذهل بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك لثقافتها المشهورة بالالتزام بالعمل. 

search