الإثنين، 07 أكتوبر 2024

05:23 م

الشاذ والشيطان الصغير.. مرافعة تاريخية للنيابة في قضية "طفل شبرا"

المسشار محمد جمال ممثل النيابة العامة

المسشار محمد جمال ممثل النيابة العامة

محمود رفاعي

A A

قدم ممثل النيابة العامة، مرافعة تاريخية أمام هيئة محكمة جنايات شبرا الخيمة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"قتل طفل شبرا"، وذلك حسبما جاء في مقطع فيديو نشرته صفحة النيابة العامة عبر فيسبوك.  

وقررت محكمة جنايات شبرا الخيمة في محافظة القليوبية، يوم الثلاثاء، تأجيل محاكمة المتهمين بقتل طفل شبرا لجلسة اليوم الثالث من شهر أكتوبر، لاتهامهم بقتله، وتصوير مقاطع مرئية والتمثيل بجثة المجني عليه وعرض ذلك على المنصات الإلكترونية الخلفية لتحقيق الربح المادي.

وقال ممثل النيابة العامة المستشار محمد جمال، إن المجني عليه "أحمد محمد سعد صاحب الـ15 عام، غلام حليم جميل الخلقة ذو خلق قويم عون لأبيه سند أمين، انتهت حياته على يد المتهم طارق أنور ، متعاطي المخدرات، هاتك الأعراض، سافك الدماء، مفرق الأشلاء". 

إبليس في صورة صبي

ووصف المستشار محمد جمال، “علي” محرض المتهم على قتل طفل شبرا صاحب الـ15 عام، بأنه إبليس في صورة صبي، نبت في أرض لا نعرف طينتها، أضلته سماء لا ندري وجهتها، شرب كأس اللعين، طعم طعام الأثيم طعام أهل الجحيم، أتى من الإثم ما لم يأتيه أعتل المجرمين فحشًا وطغيانًا. 

شذوذ جنسي 

وتابع: “أن المتهم عائق لوالديه متعاطي للمواد المخدرة، يميل للشذوذ الجنسي، فطرده والده خارج المنزل ليحافظ على إخوته من شروره، وبعدها تسكع طارق في الطرقات فلم يجد قرارا، وتنقل من عمل إلى آخر واتهامات السرقة تلاحقة فيطرد أينما ذهب”. 

المتهم باع كليته

وأضاف: “المتهم عاشق للطمع والجشع وحب المال، باع كليته مقابل 170 ألف جنيه، فكيف لهذا القاتل الذي هانت عليه نفسه بأن لا يرتكب أفظع الكبائر؟، متابعا: "المتهم استأجر شقة في شبرا الخيمة وجهزها بما تحتاح إليها من متاع، وامتهن وظيفة في أحد المقاهي، وطرد بعدها بـ3 أشهر بسبب السرقة، وبعدها أنشئ حسابا وهميا على فيسبوك واشترك في أحد المجموعات لتجارة الأعضاء، وعرض فص كبده للبيع.  

وتابع: "تعرف المتهم على (علي)، الصبي الشقي الذي يعيش في دولة الكويت، لا يؤمن بحرمة النفس البشرية، يشك في وجود الله رب البرية، يطوق إلى القتل، يتلذذ بالعنف، يطيب إليه منظر الدماء، يشبع رغباته عبر تصفح المواقع الخفية التي تعرض ذلك المحتوى، والمعروفة بين الناس بـ”الدارك ويب". 

وأكمل: خطط المحرض للحصول على مقاطع مرئية توثق ارتكاب جرائم قتل وتمثيل، للتربح منها وبيعها عبر تلك المواقع الخفية، فقام بإنشاء حساب وهمي على فيسبوك، انتحل فيه صفة طبيب حتى يسقط المضللين في شراكته، ولما رأى طارق المنشور، تواصل معاه وطلب منه استدراج طفل لسحب عينات منه، بدلا من أن يبيع كبده"، وطلب منه أن يكون الطفل نحيفا يتراوح عمره ما بين الـ 16 والـ17 عام لإشباع رغاباته وشهواته الشاذة".

اختيار الضحية

وقع اختيار طارق، على الطفل البرئ “أحمد محمد سعد”، وتعرف عليه في المقهى ووثق به الطفل وظل يلهو ويلعب معه ولا يدري الشر الدفين الذي يخفيه طارق في قلبه الملئ بالحقد والطمع والجشع، وبعدها أرسل طارق صورة الطفل إلى الشيطان الصغير علي، فوجد فيه شعوته وطلب منه التنفيذ. 

واستطرد: "أرسل علي لطارق قائمة بعقاقير منومة ومستلزمات طبية من (مشرط وسرنجات وأمبولات) مزعم استخدمها في القتل والتمثيل، وفي يوم 15 إبريل أعد طارق العدة واشترى الأقراص والمستلزمات بعد تيقنه من مجيء الطفل له، وبعدها قابله في المقهى وهمس في أذنه وقال له جئت لك بهدية لم أسلمها لك إلا في المنزل، فرح الطفل وهرع إلى المنزل لاستلام هديته ولا يعلم ما يخفيه الذئب البشري في قلبه". 

تمزيق الطفل 

"بعد نجاح طارق في استدراج الطفل، أدخله في غرفة النوم واسقاه شراب مليء بالعقاقير الطبية المنومة، حتى راخت قواه وغاب عن الوعي، وبعدها تلقى اتصالا من المتهم الصغير يطلب منه خنق الضحية، فقام طارق بتجريد الطفل من ملابسه وتطويقه بقطعة قماشية حول عنقه ولم يفلته سوى قتيلا، وبعدها قام بشق صدر الطفل باستخدام مشرط من أسفل عنقه حتى بلغ سوئته، وانتزع أحشائه وأعضائه “قلبه وكبده ورئتيه حقن عينيه وانتزع مقلتيه”، واستمر في تمزيق الطفل وسط جريمة لا يمكن وصفها"، وفقا لممثل النيابة العامة.

أمر الإحالة

تضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية إلى محكمة الجنايات أن المتهمين “طارق ع” البالغ من العمر 29 عامًا، و"علي الدين م ع"، البالغ من العمر 15 عامًا، طالب مقيم بدولة الكويت، أنهما في يوم 15 أبريل 2024 بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة في محافظة القليوبية، أن المتهم الأول قتل عمدًا المجني عليه “أحمد محمد سعد محمد”، بتحريض ومساعدة من المتهم الثاني واتفاق معه على قتله مقابل 5 ملايين جنيه.

المتهم بيّت النية وعقد العزم على ارتكاب جرمه، وأعد لذلك الغرض عدته، من عقاقير طبية وحزام من الجلد، وعلى الفور توجه إلى مكان تواجد المجنى عليه واستدرجه غدرًا إلى بيته، وما أن ظفر به حتى سقاه شرابًا يحوي تلك العقاقير، ولما غاب عن وعيه، خنقه بحزامه ولم يتركه إلا جثة هامدة ثم مثّل بها.

المتهم الثاني هو من حرّض واتفق مع المتهم الأول وساعده في ارتكاب الجريمة، من خلال ترغيبه في خطف الطفل المجني عليه وقتله مقابل مبلغ مالي تحايلًا إلى مسكنه، وقد وقعت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق والتحريض وتلك المساعدة.

search