الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:13 ص

زيزي "سبع صنايع".. قصة سيدة انتصرت موهبتها على إعاقتها

زيزي

زيزي

فاطمة نصر

A A

متعددة الإعاقات والمواهب، مرت خلال حياتها بصعوبات ومحطات فاصلة كانت السبب في تكون نسختها الحالية، نسخة واثقة من نفسها ومثقفة وقادرة باختلاف.. إنها السيدة الأربعينية زيزي علي. 

تخلى عنها والدها

وضعتها والدتها في الشهر السابع من حملها، واضطر الأطباء إلى وضعها في الحضّانة حتى يكتمل نموها، لكن الأب رفض ذلك وقرر إخراجها للمنزل، ما أثر على نموها بشكل ملحوظ، وعليه أصبحت زيزي تعيش بإعاقة “ صم وبكم” و ضعف في عضلاتها، ومنذ تلك اللحظة كانت والدتها هي رفيقتها في رحلتها وداعمها الأول.

زيزي على يسار الصورة والأم على اليمين

التمثال الساكن

كانت زيزي في هذه الفترة تشبة التمثال الساكن لا تستطيع التكلم أو التفاعل مع ما يحدث من حولها، لكن لم تحتمل الأم ترك ابنتها في هذه الحالة وبدأت بإجراء العلاج الطبيعي لها وتدريبها على نطق الحروف خطوة بخطوة.

مرحلة دراسية متوترة

عانت زيزي  مرحلة دراسية متوترة ،ففي بداية الأمر قامت والدتها بتسجيلها في إحدى المدارس العادية- غير متخصصة للصم والبكم- لكن لاحظ المدرسون الحالة الانطوائية لزيزي في هذه الفترة، الأمر الذي دفع مديرة المدرسة لإخراج ملفها مشيرة إلى أن وجودها وسط أطفال أصحاء سيزيد من شعورها بالنقص والاختلاف ما سيؤثر عليها بالسلب فقط.

بعدها قدمت لها والدتها في مدرسة التربية الفكرية، والتي رفضت قبولها في البداية نظرًا لمعدل ذكائها الطبيعي، في حين أن المدرسة تقبل معدلات الذكاء المنخفضة، و رغم ذلك أصرت الأم على دخول ابنتها هذه المدرسة على مسؤوليتها الخاصة، فليس بيدها أي حلول أخرى لتعليم ابنتها القراءة والكتابة سوى هذه المدرسة.

الأب الروحي

بدأت زيزي تعلم رسم البورتريه في تلك المرحلة، ولاقت لوحاتها إعجاب المدرسين هناك، ما دفعهم إلى تقديمها في العروض المدرسية وأمام زوار المدرسة، لتجد زيزي شعاع النور الذي أخذ بيدها إلى النجاح والشهرة، الفنان التشكيلي" محمد شاكر"، ذلك الأب الروحي الذي تبناها فنيًا وكان له دورًا بارزًا في تطوير مهاراتها الفنية وتعزيز ثقتها بنفسها، بالإضافة إلى مساعدتها في عرض لوحاتها بالعديد من الورش الفنية الكبيرة، فعاد الأمر عليها بعائد مادي في تلك الفترة.

صادف في ذلك التوقيت انطلاق معرض للصم والبكم في محافظة الاسكندرية، وكانت تلك بداية شهرتها وظهورها في العديد من البرامج التلفزيونية والندوات.

ألعاب القوى

أوصاها الأطباء في سن الـ17  بممارسة الرياضة حتى تحسن من كفاءة عضلاتها، وبالفعل بدأت بالتدريب في نادي الاستاد على رياضات ألعاب القوى، ما ساعدها على السير وحدها دون مساعدة الآخرين ، كما حصلت على المركز الأول في العدو ورمي الجلة أثناء منافساتها في القاهرة.

زيزي من أمام ستاد الأسكندرية

زواج زيزي

تزوجت زيزي من طارق وهي في العشرينيات من عمرها ، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون إعاقة ذهنية، رفضت الأم في البداية  تلك الزيجة لخوفها الشديد من أن تنجب ابنتها أطفالًا معاقين، لكن مع إصرار الفتاة وافقت الأم ، لتستمر زيجة زيزي حتى الآن مدة 20 عامًا، كان فيهم طارق داعمًا كبيرًا لها في مسيرتها الفنية، وأنجبت منه ابنتيها " هنا و هاندرا” وهما أصحاء تمامًا.

زيزي وزوجها

فن “ النول”

تركت زيزي مؤخرًا فن الرسم  واتجهت إلى فن تصميم الاكسسورات المصنوعة من الخرز الملون ، وفن التطريز على “النول”.

 كما تقوم بتدريب الصم والبكم على تلك الحرف مستعينة بلغة الإشارة، وتستعد هذه الفترة إلى حضور معرض “ تراثنا” المقرر عقده في ديسمبر المقبل.

search