الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:08 م

تورط قضاة ومسؤولين كبار.. "ورم خبيث" في الإكوادور

الجريمة المنظمة في الإكوادور.. تجر البلاد للفوضى

الجريمة المنظمة في الإكوادور.. تجر البلاد للفوضى

أحمد سعد قاسم

A A

قبل أسابيع قليلة من انزلاق الإكوادور إلى حالة من الفوضى، مع أعمال الشغب في السجون، وهروب اثنين من أكبر زعماء العصابات الإجرامية، والحصار قصير المدة لمحطة التلفزيون الرسمية، أطلق المدعي العام الأعلى في الإكوادور عملية كبرى تهدف إلى استئصال الفساد المرتبط بالمخدرات على أعلى مستويات الحكومة.

وأدى التحقيق، الذي أطلق عليه اسم "عملية ورم خبيث"، إلى مداهمات في جميع أنحاء الإكوادور واعتقال أكثر من 30 شخصًا. وكانت المفاجأة أنه ومن بين المتهمين قضاة متهمون بإصدار أحكام لصالح زعماء العصابات، ومسؤولون في الشرطة، قيل إنهم غيروا الأدلة وسلموا أسلحة إلى السجون، والمدير السابق لسلطة السجون نفسه، الذي اتُهم بتقديم معاملة خاصة لمهرب مخدرات قوي.

دردشات نصية

تقول نيويورك تايمز أنه تم كشف المتورطين من خلال الدردشات النصية وسجلات المكالمات التي تم استردادها من الهواتف المحمولة التابعة لأحد مهربي المخدرات، الذي قُتل أثناء سجنه.

وعندما أعلنت المدعية العامة ديانا سالازار الاتهامات الشهر الماضي، قالت إن التحقيق كشف عن انتشار الجماعات الإجرامية عبر مؤسسات الإكوادور. وحذرت أيضا من احتمال “تصاعد العنف” في الأيام المقبلة، وقالت إن السلطة التنفيذية وضعت في حالة تأهب.

 زعيم العصابة المفقود، أدولفو ماسياس

 

هروب ماسيوس

شهد الأحد الماضي، هروب أدولفو ماسياس – الذي يدير عصابة تدعى تشونيروس ويعتبر على نطاق واسع أقوى زعيم عصابة في الإكوادور – من زنزانته.

وبينما اشتبك النزلاء مع الحراس في السجون في جميع أنحاء البلاد، فر زعيم عصابة آخر، فابريسيو كولون بيكو، الذي يرأس لوس لوبوس، في وقت مبكر من يوم الثلاثاء من سجن بالقرب من مدينة ريوبامبا.

وقال الخبراء إن زعماء العصابة أرادوا تجنب لا روكا لأن الإجراءات الأمنية ستكون أكثر صرامة، ومن المرجح أن يفقدوا إمكانية الوصول إلى الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة. ويخشى الزعماء أيضًا من احتمال تعرضهم للقتل إذا تم إيواؤهم مع منافسيهم في لاروكا.

أعمال عنف

وشهد الإكوادوريون، يوم الثلاثاء، أعمال عنف لم يسبق لها مثيل منذ سنوات - حتى في الوقت الذي تعصف فيه الحرب بين العصابات بالبلد الذي كان ينعم بالسلام ذات يوم. وفي العديد من السجون، أخذ النزلاء الحراس والموظفين كرهائن. وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حراسا مهددين بالسكاكين.

وفي المدن والبلدات، تم اختطاف ضباط شرطة وإشعال النار في السيارات وتفجير العبوات الناسفة.

وقالت السلطات إن ما لا يقل عن 11 شخصا لقوا حتفهم في الفوضى، معظمهم في غواياكيل، وتم احتجاز ما يقرب من 200 من موظفي السجن كرهائن.

الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا

 

تدخل أميركي

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا الخميس الماضي قالت فيه إن مسؤولي إنفاذ القانون والجيش والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين سيزورون الإكوادور للمساعدة في حربها ضد “المستويات المروعة من العنف والإرهاب على أيدي عناصر إجرامية مخدرات”، بنص تعبير البيان.

وتقع الإكوادور في قارة أمريكا الجنوبية، تحدها كولومبيا من الشمال، وبيرو في الشرق والجنوب، والمحيط الهادئ إلى الغرب، ويتحدث أهلها الإسبانية.

وأعلن الرئيس الإكوادوري، دانييل نوبوا، عن حالة من النزاع المسلح يوم الثلاثاء وأمر الجيش بـ تحييد عشرين عصابة وصفها بـ “المجموعات الإرهابية”، وفقًا لما نشره على موقع X، تويتر سابقًا.

وأغلقت المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية والمباني. وعاد العمال إلى منازلهم، وشهدت شوارع كيتو وغواياكيل ازدحامًا شديدًا.

حظر تجول

وأعلن الرئيس حالة الطوارئ ونشر أكثر من 3000 عنصر من الشرطة والجيش للبحث عن زعيم العصابة المفقود، أدولفو ماسياس.

وفرض الإعلان حظر تجول ليلاً على مستوى البلاد لمدة ٦٠ يوما وسمح للجيش بإجراء دوريات في الشوارع والإشراف على السجون.

وقال الرئيس عبر فيديو قصير أعلن فيه حالة الطوارئ: لقد حان الوقت لوضع حد للمجرمين في تهريب المخدرات والقتلة المأجورين والجريمة المنظمة الذين يفرضون إرادتهم على الحكومة، مشيرًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من قبل قوات الأمن للسيطرة على نظام السجون في الإكوادور.

search