الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:07 م

استهداف سفينة حبوب أوكرانية قادمة لمصر.. من يتحمل الخسائر؟

سفينة حبوب

سفينة حبوب

حسن راشد

A A

تعرضت سفينة شحن تحمل حبوب أوكرانية متجهة إلى مصر لهجوم بصاروخ روسي بعد مغادرتها المياه الإقليمية الأوكرانية مباشرة، تحديدًا داخل المنطقة الاقتصادية البحرية لرومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي، على حد قول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يطرح تساؤلًا حول تأثير ما حدث ومن يتحمل الخسائر الناجمة.

التأمين على السفن

قال الخبير الملاحي عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق، المهندس وائل قدور، إن أي سفينة تسير في البحر يتم التأمين عليها عادة وعلى الشحنة التي تحملها، ما يعني عدم تحمل أي من الجانبين المصري أو الأوكراني للخسائر الناجمة، بل يتحمل نادي الحماية الضرر الذي لحق بالسفينة، وتتحمل شركة التأمين تكلفة الضرر الذي لحق بالشحنة.

وأضاف قدور لـ"تليجراف مصر"، أن هذه الحادثة قد تتسب في تكلفة مبلغ التأمين على السفن التي تمر في منطقة البحر الأسود، بجانب زيادة أسعار الحبوب والقمح، كون أوكرانيا من أكبر المصدرين لهذه السلع.

شركات التأمين وأندية الحماية

وحول الفرق بين شركات التأمين البحري وأندية الحماية والتعويض، أوضح قدور، أن الأولى من الكيانات الاقتصادية الهامة الهادفة لربح من خلال تغطية المخاطر المحسوبة، مشيرًا إلى أن التأمين البحري يعتمد على نوع الوثيقة الموقعة والمخاطر التي تغطيها تلك البوليصة، ما يتيح للمؤمن لهم المطالبة بتعويض عند توافر شروط استحقاق التعويض كما هو موضح في بوليصة التأمين المتفق عليها.

أما أندية الحماية والتعويض، فهي هيئات تعاونية غير ربحية، حيث يسهم الأعضاء في دفع قيم المخاطر، ويتم التواصل مع الأعضاء لتجميع تعويضات المخاطر وفقًا لقواعد اتفاقية التجميع، ويُسمح فقط لمالكي السفن الذين يتمتعون بسمعة حسنة بالانضمام إلى النادي، وقد يُطلب من الأعضاء الذين يتكبدون خسائر متهورة مغادرة النادي، بحسب الخبير البحري.

وبينّ أن أندية الحماية والتعويض تعد تأمينًا شاملًا للمخاطر التي لا تغطيها شركات التأمين البحري، مثل:

  • مطالبات الطرف الثالث: تشمل مسؤولية الناقل تجاه مالك البضائع عن الأضرار التي لحقت بالبضائع.
  • مسؤولية المالك بعد التصادم: تشمل المطالبات من الأطراف الأخرى المتضررة من التصادم.
  • التلوث البيئي: تشمل الأضرار الناتجة عن انسكاب الزيت ومخلفات السفن.
  • مخاطر الحرب: تأمين ضد الأضرار الناتجة عن النزاعات المسلحة.
  • إصابات الطاقم والركاب: تشمل المصاريف الطبية وتعويضات الوفاة.

التصعيد بين روسيا والناتو

وإذا تأكدت المعلومات، فإن الحادث قد يؤدي إلى تصعيد حاد في التوترات بين موسكو وحلف الناتو، الذي يسعى منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 إلى التوازن بين دعم أوكرانيا ومخاوف التصعيد.

وذكرت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في مذكرة لها أن السفينة، التي ترفع علم سانت كيتس ونيفيس، أصيبت بصاروخ روسي بعد مغادرتها ميناء تشورنومورسك في منطقة أوديسا. وأكدت الشركة أن السفينة تعرضت لأضرار في جانبها الأيسر، بما في ذلك عنبر الشحن والرافعة.

في أعقاب الحادث، ارتفعت أسعار القمح بشكل ملحوظ، حيث زادت العقود الآجلة الأمريكية بنحو 2%، لتصل إلى أعلى مستوياتها في شهرين، وسط مخاوف متزايدة بشأن تقليص الإمدادات في منطقة البحر الأسود.

ونشر الرئيس الأوكراني، الذي وصف الواقعة بـ"هجوم وقح" على حرية الملاحة، صورًا تظهر الأضرار التي لحقت بالرافعة، مشيرًا إلى أن القصف وقع ليلاً بالقرب من مصب نهر الدانوب. وأوضح دميترو بلينتشوك، المتحدث باسم البحرية الأوكرانية، أن السفينة كانت في المنطقة الاقتصادية البحرية الرومانية.

من جانبها، أكدت سلطة البحرية الرومانية، أن السفينة لم تكن في مياهها الإقليمية، ولم يتم طلب المساعدة منها.

وكتب زيلينسكي على موقع "إكس": "ننتظر رد فعل العالم، لا ينبغي أبدًا أن يكون القمح والأمن الغذائي هدفًا للصواريخ". وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، الضربة بأنها "هجوم صارخ على حرية الملاحة والأمن الغذائي العالمي".

search