الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:21 ص

الفيدرالي يحصل على الضوء الأخضر.. هل يخفض الفائدة لإنقاذ الاقتصاد؟

مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

محمود كمال

A A

يبدأ الفيدرالي الأمريكي اليوم اجتماعه السادس لهذا العام، ويتزايد الدعم والتأييد من قبل المؤسسات المالية العالمية لتوجه البنك نحو خفض أسعار الفائدة، وذلك لتجنب الدخول في مرحلة الركود الاقتصادي.

وتأتي هذه التوصيات في ظل مؤشرات واضحة على تراجع المخاوف من التضخم واعتدال نمو الاقتصاد الأمريكي، مما يعزز الحاجة إلى تيسير السياسة النقدية لدعم النمو الاقتصادي المستدام.

وقال خبير أسواق المال أحمد معطي، إن الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة بهدف تحفيز النمو الاقتصادي في البلاد، لافتًا إلى أنه عندما تكون الفائدة منخفضة، يصبح الاقتراض أرخص للأفراد والشركات، وهو ما يشجعهم على اقتراض الأموال للاستثمار، مثل شراء العقارات أو توسيع الأعمال التجارية، مما يزيد من الإنفاق ويساهم في النمو الاقتصادي.

وأضاف معطي لـ “تليجراف مصر”، أن الولايات المتحدة تخشى أن يدخل الاقتصاد في حالة ركود أو التباطؤ، إذ أن خفض الفائدة تؤدي إلى زيادة السيولة في السوق وتحفيز الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري.

موعد اجتماع الفيدرالي 

من المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعه على مدار يومين 17 و18 سبتمبر 2024، وهو حدث يرتقب أن يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار السياسة النقدية للولايات المتحدة.

وخلال هذا الاجتماع، سيقوم الفيدرالي بمراجعة بيانات الاقتصاد الكلي والتضخم، مما قد يؤثر على قراراته بشأن معدلات الفائدة.

صندوق النقد يعطي الضوء الأخضر

أعلن صندوق النقد الدولي، أنه من المناسب أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورة تيسير نقدي متوقعة في اجتماعه القادم الأسبوع المقبل، وذلك بعد تراجع المخاوف من ارتفاع التضخم.

وذكرت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، أن الصندوق يتوقع تباطؤ النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال الفترة المتبقية من العام، حيث ومن المتوقع أن تنعكس هذه التوقعات في التحديثات القادمة لتوقعات الصندوق بشأن الاقتصاد العالمي، التي ستصدر في أكتوبر.

ويرى بنك "جي بي مورجان" الأمريكي، والذي يضم مجموعة من أبرز الاقتصاديين والمحللين، بأن هناك احتمالية قوية أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر في سبتمبر 2024. 

ويشير البنك أيضًا إلى احتمال تسريع وتيرة التيسير الكمي واستمرار خفض الفائدة خلال عام 2025 بمعدل يتراوح بين 6 و9 مرات متتالية.

ويتفق "سيتي بنك" مع "جي بي مورجان" على خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مستندًا إلى ضعف مؤشرات سوق العمل الأمريكي وعدم تعافيه الكامل، مما يبرر اتخاذ خطوة جريئة لخفض الفائدة لتجنب حدوث ركود اقتصادي.

في الوقت الحالي، يتراوح سعر الفائدة على الدولار بين 5.5% و5.25%، وهو مستوى لم يره الاحتياطي الفيدرالي منذ ما يقرب من ربع قرن، حيث مع اقتراب موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي، تتطلع الأسواق العالمية إلى قرارات البنك وما سيصدر عنه في سبتمبر 2024.

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

الحذر عند خفض الفائدة

من جانبه، أشار محمد أنيس، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يجب أن يتوخى الحذر في مسألة خفض أسعار الفائدة. 

وأوضح أنيس لـ "تليجراف مصر"، أن معدلات التضخم لا تزال قريبة من 3%، مع تسجيلها ارتفاعات شهرية، حيث ارتفع التضخم بنسبة 0.2% في يوليو بعد تسجيل انكماش بنسبة 0.1% في يونيو، وهذا يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية في أكبر اقتصاد عالمي.

وأضاف أن مرونة سوق العمل الأمريكية قد تتيح للفيدرالي بدء خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط خلال اجتماع سبتمبر، مع إمكانية تأجيل أي تغييرات في اجتماع نوفمبر لاختبار تأثير هذا الخفض ومراقبة تطورات مؤشر أسعار المستهلكين.

وفي اجتماع يوليو، قرر البنك المركزي الأمريكي تثبيت معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 23 عامًا، التي تتراوح بين 5.25% و5.5%، إذ اكتفى البنك بالإشارة إلى احتمال خفض الفائدة في سبتمبر دون انتظار عودة التضخم إلى مستهدفه.

search