الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:01 ص

موسيقى ثم رقص.. جُرم "الأغاني القرآنية" يغضب الأزهر والبرلمان

برامج الأغاني القرآنية

برامج الأغاني القرآنية

أسامة حماد

A A

انتشرت في الأيام الماضية قناة على اليوتيوب تقدم محتوى يتضمن دمج تلاوة القرآن الكريم بالموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي، في واقعة مستفزة أثارت غضب العالم الإسلامي، كونها تعد تعد على قدسية كتاب الله، وسط مطالب بالتدخل العاجل لمحاسبة المسؤولين لتدارك الأمر قبل تطوره إلى التراقص على هذه الموسيقى.

 

الأغاني القرآنية

استنكرت عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب عبلة الهواري، ظهور ما يسمى بالأغاني القرآنية متابعة “كتاب الله له هيبته، وجلالته وكل ما هو موجود فيه دلالته قاطعة الثبوت، فكيف بتلاعب فيها بعض الجاهلون بإضافة موسيقى؟”.

طلب إحاطة

وأكدت، في تصريحات لـ" تليجراف مصر" عزمها التقدم بطلب إحاطة بمجلس النواب، موجه إلى وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، بشأن جهودهم في التصدي إلى واقعة دمج موسيقى بسور القرآن ليصبح في صورة أغاني، الأمر الذي وصفته بالكارثة، متسائلة، من يقف خلف هذه الواقعة النكراء؟ وكيف يمر ذلك دون حساب؟. 

  وحذرت عضو مجلس النواب من تمادي القائمين على البرامج المستخدمة في الواقعة، مطالبة بضرورة التصدي العاجل للظاهرة قبل انتشارها وتفشيها بين الأطفال كونهم صغار سن ومن السهل استجابة عقولهم لمثل هذه الكارثة.

الدكتورة عبلة الهواري

التراقص على القرأن

وتابعت “إذا لم يتم مواجهة الأمر بشكل عاجل من الممكن أن يتطور إلى أن نرى البعض يتراقص على الموسيقى التي وُضعت على السور القرآنية” مضيفة، “هذا لن يسهل على الأطفال حفظ القرآن الكريم كما يدعي فاعلوه، بل سيكون بداية هدم الدين لدى الأطفال”.

محاسبة المسؤولين

وأكدت أن المجتمع المصري لديه عقيدة متأصلة، ولن يقبل بمثل هذا “النشاز”، ولن يسمح بانتشار مثل هذه الظاهرة التي تمس بمعتقداته الدينية، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عما وصفته بالجرم بصورة فورية.

الأزهر الشريف

وحذّر الأزهر الشريف من خطورة ظاهرة التغني بالقرآن، مطالبًا بإصدار قوانين لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعامل مع النصوص والمقدسات الدينية.

وأوضح مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن ما يسمى بـ"الأغاني القرآنية" اتخذت شكلًا متطرفًا من أشكال التعامل مع آيات القرآن الكريم بالتلحين والغناء باستخدام موسيقى غربية النشأة والثقافة والأداء، والادعاء زيفًا بأنها تنشد الابتكار في عرض القصص القرآني، ويتم ترويجها من خلال حسابات مجهولة الهوية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

القرآن مصحوب بالموسيقى

وأكد المرصد أنَّ القرآن كلام الله ومعجزته الخالدة، ويحرم شرعًا قراءته مصحوبًا بالموسيقى بأي شكلٍ من الأشكال، مؤكدًا أنَّ الاستشهاد بالحديث النَّبوي الشريف الصحيح: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن”؛ حاملًا معنى الفعل المجزوم “يتغنّ” على الغناء - هو كذب وتدليس على المقام النبوي الأشرف ومخالفة لكل شراح الحديث ولكل المعاجم.

وأوضح أن الفعل المذكور في الحديث يعني “تحسين الصوت والجهر به”، أي معنى “التحبير” الذي جاء على لسان سيدنا أبي موسى الأشعري عندما زكَّى النبي ﷺ صوته بأن وصفه بأنه مزمار من مزامير آل داود، ومن الشراح من قال إن التغني في الحديث يعني الاستغناء، أي الاستغناء بالقرآن في مسائل الإيمان عما سواه.

الأزهرالشريف

الموجة المسيئة للقرآن

وحذر مرصد الأزهر من الموجة المسيئة للقرآن الكريم وللمسلمين وازدراء الأديان، التي بدأت بحملات ممنهجة لحرق المصحف وتمزيقه ومحاولات تحريف بعض آياته، مشددًا على أن ظهور هذا اللون التغريبي المسيء للقرآن بالتلحين بزعم تيسير حفظه، إنما ينمُّ عن التفاتٍ تامٍّ عما أودعه الله في القرآن الكريم من نغمٍ وتحبيرٍ وجرسٍ أصيلٍ فيه وفي ترتيله وتجويده وتدويره وحدره، وتجاهل لخصيصة تلقّي القرآن بالمشافهة، واجتراء على تراثٍ عظيم لقراءة القرآن بأصوات عذبة من شتى البلدان، خصوصًا مصر.

السلطة التشريعية

وطالب المرصد، السلطة التشريعية في مصر، بالتصدي لهذه الظاهرة من خلال القوانين التي تجابه ازدراء الأديان، والمبادرة لسنّ قوانين لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع النصوص والمقدسات الدينية، درءًا لمفاتن ومفاسد لا يعلم مداها إلا الله، وفيه أيضًا ابتدار القدوة نحو استنساخ التجربة التشريعية المصرية بهذا الصدد في بلدان أخرى

search