الأحد، 22 سبتمبر 2024

04:24 م

بين الأزقة والزبالة.. طلاب مدرستين يحيون العلم ويؤدون التمارين

طابور المدرسة بالشارع

طابور المدرسة بالشارع

في مشهد غريب وغير مألوف، لجأت مدرستان بقرية ورورة التابعة لإدارة بنها التعليمية بمحافظة القليوبية، لإقامة طابور الصباح في الشارع وسط المارة والقمامة والمخاطر، حيث تمر السيارات والدرجات النارية بسرعة في هذا الشارع، وذلك لعدم وجود فناء بالمدرستين.

طابور الصباح في الشارع

يقف الأطفال في الشارع في صفوف غير متساوية وعشوائية، يشاهدهم المارة وبعض الناس من شرفات المنازل المجاورة، غير مدركين خطورة الأمر، ويستمعون للتعليمات والإرشادات من قِبل المسئولين، وأداء تمارين الصباح، ومن ثم رددوا النشيد الوطني، كل ذلك خارج حدود المدرسة.

المفاجأة، إن هذه ليست المرة الأولى التي يقام فيها طابور الصباح في الشارع بهذه القرية، فعلى مدار 30 عام، يتكرر المشهد يوميا طوال فترة الدراسة، لأن المدرستين لا يوجد بهم فناء لحماية الطلاب والطالبات، بحسب ما أكده أولياء الأمور، الذين يشعرون برعب على أطفالهم طوال فترة الدراسة، وسط حالة من اللا مبالاة من قبل المسئولين، وكأن أرواح الطلاب لا تشغل عقولهم.

استغاثة أولياء أمور 

وأكد أولياء الأمور، أن المدرستين وهما المدرسة الابتدائية رقم 2، ومدرسة العباس بن عبدالمطلب الإعدادية المشتركة التابعين لإدارة بنها التعليمية في محافظة القليوبية، تم إنشائهم منذ 30 عام، واعتاد فيهم الطلاب جيلا بعد جيل على حضور الطابور المدرسي في الشارع، ولم يتغير الأمر مهما حدث من مناشدات ومطالب من أولياء الأمور.

وأضاف أولياء الأمور، أن الشارع تسير فيه السيارات والدراجات النارية بسرعة كبيرة، وهناك مجرى مائي بجانبهم، وطريق سريع قريب من المدرسة، ويلاصق المدرسة محول كهربائي، والأطفال لا تدرك حجم هذا الكم الكبير من المخاطر، قائلين: “بنعيش في رعب كل يوم دراسي بسبب المشكلة دي، ومافيش حد بيرد على مناشدتنا”.

معاناة الطلاب

أولياء الأمور، أكدوا أيضا أن الطلاب بالمدرستين محرومين من الأنشطة الرياضية، ومن الاستقرار والأمان الطبيعي، لافتين إلى أن وقت الفسحة يقضي الأطفال بالشارع، وكذلك حصة الألعاب، ويبلغ عدد طلاب الفصل الواحد بالمدرسة نحو 60 طالب وطالبة، وتعمل المدرسة على فترتين، أي الأمر مستمر طوال اليوم.

كما أشار أولياء الأمور، إلى أن العديد من الطلاب تعرضوا للحوادث على مدار الأعوام الدراسية السابقة، بسبب محيط المدرستين، مناشدين وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والمسئولين بالمحافظة بحل هذه الأزمة، والحفاظ على أرواح أطفالهم، وتفادي الكوارث التي تودي بحياة أبرياء.

الحل الوحيد لهذه الأزمة، بحسب سكان القرية، هو توفير مدرسة بديلة، أو الاستغناء عن إحدى المدرستين وضمهم على بعض وتحويل جزء لفناء المدرسة، حيث تقع المدرسة وسط مبان سكانية ولا يوجد أراض فارغة بجانبها لاستغلالها.

رد التعليم

فيما أكد مصدر مسئول بمديرية التعليم بمحافظة القليوبية، لـ"تليجراف مصر"، أن الموضوع معروض حاليا على مكتب الوزير، وجار التحقيق في الأمر.

search