الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

04:20 م

من 1982 إلى 2024.. محطات الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"

محطات الصراع بين حزب الله وإسرائيل

محطات الصراع بين حزب الله وإسرائيل

حبيبة وائل

A A

تصاعد التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة منذ حرب 2006، وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة النزاع، حيث شهدت الحدود بين إسرائيل ولبنان توترًا مستمرًا لأكثر من عشرة أشهر، ولم يتوقف تبادل إطلاق النار.

والتصعيد الأخير جاء بشكل مفاجئ وبوتيرة سريعة، ففي ليلة واحدة، شنت إسرائيل أكثر من 1100 غارة جوية في أحدث جولات التصعيد، ما جعل المشهد أشبه بحرب مفتوحة، لكن الصراع بين حزب الله وإسرائيل يمتد لعقود، فما هي أبرز محطات هذا الصراع؟

طرد القوات الإسرائيلية 

منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، اتسمت العلاقة بين “حزب الله” وإسرائيل بجولات من المواجهة المسلحة. بدأ “حزب الله” يعلن عزمه طرد القوات الإسرائيلية التي كانت موجودة في لبنان في عام 1982.  

وفي بداية التسعينيات، توسع دور الحزب على الساحة السياسية والعسكرية، ليصبح لاعبًا رئيسيًا في المقاومة اللبنانية، حيث قاد حرب شوارع ضد القوات الإسرائيلية في منطقة "الشريط الأمني" الذي أنشأته إسرائيل جنوب لبنان. 

انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000

بعد 18 عامًا من السيطرة، قررت إسرائيل في عام 2000 سحب قواتها من جنوب لبنان، منهيةً بذلك فترة طويلة من الاحتلال. كان هذا الحدث لحظة فارقة في تاريخ الصراع، حيث اعتبر “حزب الله” انسحاب إسرائيل انتصارًا سياسيًا وعسكريًا. 

حرب تموز 2006

في عام 2006، اندلعت واحدة من أكثر الحروب تدميرًا بين حزب الله وإسرائيل، واستمرت 34 يومًا فيما عُرف بـ"حرب تموز"، وشهدت الحرب هجمات متبادلة مكثفة بين الجانبين، شملت حملات جوية وبرية من قبل إسرائيل، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من لبنان. 

وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 1100 لبناني، بينهم حوالي 250 مقاتلًا من “حزب الله”، إضافة إلى مقتل 121 جنديًا و43 مدنيًا في إسرائيل جراء هجمات صاروخية شنها الحزب.

هدنة متوترة 

وبعد حرب 2006، ساد هدوء نسبي على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث تمكّن الطرفان من الحفاظ على هدنة غير رسمية لعدة سنوات، إلا أن هذا الهدوء كان هشًا، حتى تجددت الاشتباكات الحدودية بين “حزب الله” وإسرائيل في أكتوبر الماضي، ما أعاد التوتر إلى المنطقة.

حرب 7 أكتوبر 2023

مع اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، بدأت مرحلة جديدة من الصراع بين “حزب الله” وإسرائيل. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن أحد أهداف الحرب على غزة هو التعامل مع التهديدات على الجبهة الشمالية مع “حزب الله”. 

وأعلنت إسرائيل إجلاء أكثر من 80 ألفًا من سكان المناطق الشمالية بعد احتراق 200 ألف دونم (200 كيلومتر مربع) من الأراضي الإسرائيلية بسبب هجمات “حزب الله”، وفقًا لموقع "العربية".  

وخلال الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل هجمات مكثفة على مواقع لـ"حزب الله"، بما في ذلك مناطق مدنية مكتظة في جنوب لبنان، أسفرت عن ارتفاع عدد الضحايا، حيث أكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أكثر من 550 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 1830 آخرين. رغم أن الهجمات استهدفت في الأساس مواقع “حزب الله”، إلا أن العديد من هذه المواقع يقع في مناطق سكنية، ما زاد من حجم الدمار وعدد الضحايا المدنيين.

أصداء 2006

ومع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان، وتصاعد أعمدة الدخان الكثيف في الهواء، فإن المشهد الحالي يبدو كأنه أصداء واضحة لحرب 2006. وعلى الرغم من عدم إعلان حرب رسمية، فإن كثيرين يصفون الوضع الحالي بأنه صراع شامل في كل شيء عدا الاسم، وسط مخاوف متزايدة من أن لبنان قد يكون على وشك الدخول في دوامة جديدة من العنف أكثر دمارًا مما شهدته البلاد في 2006.

search