الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:10 ص

أنفاق وسلاح ودعم إيراني.. سر صمود "حزب الله" أمام غارات إسرائيل

غارات إسرائيلية على لبنان

غارات إسرائيلية على لبنان

حبيبة وائل

A A

كشفت مصادر مطلعة على عمليات "حزب الله" اللبناني أن الأخير يستند إلى قيادة مرنة، وشبكة أنفاق واسعة، إضافةً إلى ترسانة ضخمة من الصواريخ والأسلحة تم تعزيزها على مدار العام الماضي، ما ساعده في الصمود أمام الضربات الإسرائيلية المكثفة التي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق في حدتها، وفقًا لوكالة "رويترز". 

خلال الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل هجمات عنيفة على “حزب الله” استهدفت فيها قادته، بما في ذلك تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية المفخخة. هذه الهجمات وضعت الحزب، الذي يعتبر قوة سياسية وعسكرية بارزة في لبنان، في حالة من الاضطراب.

استهداف القادة وتداعيات الهجمات الإسرائيلية 

في هجوم وقع يوم الجمعة الماضي، أعلنت إسرائيل مقتل إبراهيم عقيل، قائد قوة "رضوان" النخبوية التابعة لـ"حزب الله"، وهو ما وصفته إسرائيل بـ"ضربة قاسية للجماعة". 

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فإن أكثر من 560 شخصا، لقوا حتفهم منذ بداية الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، والتي شملت قصفًا جويًا مكثفًا في مناطق مختلفة من لبنان. 

أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أن مقتل عقيل أثر على تنظيم “حزب الله”، مدعياً أن الضربات الإسرائيلية دمرت آلاف الصواريخ والقذائف التي كانت بحوزة الحزب، ومع ذلك، صرحت مصادر مقربة من حزب الله بأن الجماعة سارعت إلى تعيين بدلاء لعقيل ولعدد من القادة الآخرين الذين قتلوا في الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. 

سد الفجوات

في الوقت الذي تتعرض قيادة “حزب الله” لضربات متكررة، أكد الأمين العام الحزب، حسن نصر الله، في خطاب له مطلع أغسطس الماضي، أن الجماعة قادرة على سد الفجوات القيادية سريعًا. 

وأوضحت مصادر أمنية أن الحزب يواصل نقل صواريخه إلى لبنان بوتيرة متسارعة تحسبًا لصراع طويل الأمد، مع سعيه لتجنب الدخول في حرب شاملة. 

دعم إيراني

تعتبر إيران الداعم الرئيسي لـ"حزب الله"، حيث تمده بالأسلحة والتمويل، وتمتلك الجماعة مجموعة من الأسلحة المصنوعة في إيران، وروسيا، والصين. ورغم طلبات التعليق، لم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على أي استفسارات، بحسب “رويترز”.

أقوى الأعداء

وفقاً للباحث أندرياس كريج، من كلية كينجز في لندن، فإن هيكل “حزب الله” التنظيمي المتماسك ساعده في الحفاظ على مرونته أمام الهجمات، ويضيف كريج أن “حزب الله” يعد من أقوى الأعداء الذين واجهتهم إسرائيل، ليس فقط بسبب التكنولوجيا أو الأعداد، بل بسبب قدرته الكبيرة على الصمود. 

وقال كريج إنه على عكس غزة، حيث يتم حفر معظم الأنفاق يدويًا في تربة رملية، فإن الأنفاق في لبنان تم حفرها عميقًا في صخور الجبال. وأضاف أن "الوصول إلى هذه الأنفاق أصعب كثيرًا من الأنفاق في غزة، كما أن تدميرها أصعب كثيرًا". 

وعلى الرغم من الضربات التي تعرّض لها الحزب، لا يزال “حزب الله” يمتلك قوة صاروخية ضخمة. ففي يوم الثلاثاء الماضي، قتلت إسرائيل إبراهيم القبيسي، أحد كبار قادة “حزب الله”، إلا أن الجماعة واصلت عملياتها بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل، مستهدفة مناطق على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الحدود اللبنانية، وفقاً لتصريحات الجيش الإسرائيلي. 

صواريخ بعيدة المدى

لم تعلن جماعة "حزب الله" بعد استخدام صواريخها الأكثر تطورًا، مثل "فاتح 110"، وهو صاروخ باليستي إيراني الصنع بمدى يصل إلى 300 كيلومتر. وبحسب أحد المصادر الأمنية، فإن الحزب استطاع مواصلة هجماته الصاروخية بفضل شبكة اتصالاتها الثابتة، التي اعتبرتها المصادر بالغة الأهمية في عمليات الحزب. 

سلاح سري 

تعتبر شبكة الأنفاق التي يمتلكها “حزب الله” جزءًا من قوته الخفية، حيث يُعتقد أنها تمتد لمئات الكيلومترات تحت الأرض. وقالت المصادر إن العديد من الصواريخ التي أطلقت مؤخرًا قد تكون أُطلقت من هذه الأنفاق، وهو ما يعزز قدرة الحزب على الحفاظ على ترسانته بعيداً عن أعين إسرائيل. 

وفقاً لتقارير إسرائيلية، شملت الضربات الإسرائيلية استهداف مواقع لإطلاق الصواريخ تحت المنازل في جنوب لبنان، لكن “حزب الله” نفى مرارًا وتكرارًا تخزينه لأسلحة قرب المناطق السكنية. 

خطر الحرب الطويلة

وتسعى إسرائيل إلى إضعاف “حزب الله” من خلال تكثيف الهجمات، بهدف تسهيل عودة آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا من مناطقهم القريبة من الحدود اللبنانية.

وعلى الرغم من تأكيد حكومة نتنياهو رغبتها في حل تفاوضي يضمن انسحاب “حزب الله” من منطقة الحدود، فإن إسرائيل مستعدة لمواصلة العمليات العسكرية إذا لزم الأمر، مع إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، بما فيها العمل العسكري البري. 

في المقابل، حذرت إيران من عواقب لا رجعة فيها في حال اندلاع حرب شاملة في المنطقة، فيما عبّرت الولايات المتحدة عن مخاوفها من التصعيد، ودعت إلى تهدئة التوترات.

search