الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024

01:08 ص

الذهب مقابل الفضة.. ما الخيار الأفضل لحماية المدخرات؟

الذهب مقابل الفضة

الذهب مقابل الفضة

حسن راشد

A A

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والتقلبات التي تشهدها الأسواق المالية، يبحث العديد من المستثمرين عن وسائل لحماية مدخراتهم وزيادة استثماراتهم بأمان.

ويُعد الادخار في الأصول الثابتة، مثل الذهب والفضة، من الخيارات التي يلجأ إليها الكثيرون نظرًا لقدرتها على الحفاظ على القيمة على مر الزمن، ومع التطورات الحالية في الأسواق، يتساءل البعض: أيهما أفضل، الذهب أم الفضة؟

هذا السؤال يعتمد على العديد من العوامل، مثل الاستقرار مقابل فرص النمو السريع، من خلال هذه المقارنة.

في السطور التالية؛ نتناول مزايا وعيوب كلا المعدنين، ونستعرض كيف يمكن أن يخدم كل منهما أهداف الادخار الآمن وفقًا لاحتياجات المستثمرين.

الاستثمار الأفضل

من جانبه يقول خبير المشغولات الذهبية، أمير رزق، إن الذهب يتميز بعدة جوانب تجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار على المدى الطويل، بفضل قيمته الثابتة على مر العصور، إذ يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، كما يرتبط أداؤه بشكل إيجابي مع فترات التضخم.

ويضيف رزق لـ"تليجراف مصر"، أن تخزين الذهب يعد أكثر سهولة نسبيًا مقارنة بالفضة، بسبب حجمه الصغير وقيمته العالية، الأمر الذي يجعله استثمارًا عمليًا للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على أصولهم في مساحات صغيرة.

ويشير خبير المشغولات الذهبية، إلى أن الفضة تقدم فرصًا مختلفة عن الذهب، فهي أكثر تقلبًا، الأمر الذي يعني أنها قد تمنح فرصًا لتحقيق أرباح أعلى في فترات زمنية قصيرة.

يشار إلى أن الارتفاع في الطلب الصناعي على الفضة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية يعزز من إمكاناتها الاستثمارية على المدى الطويل، كما أنها أقل تكلفة من الذهب، الأمر الذي يجعلها خيارًا مفضلًا للمستثمرين الذين لديهم ميزانيات محدودة، لكنها تتطلب مساحة تخزين أكبر مقارنة بالذهب.

لذلك، إذا كنت تفضل الاستقرار والابتعاد عن التقلبات الكبيرة، فقد يكون الذهب هو الخيار الأنسب، أما إذا كنت مستعدًا لتحمل مخاطر أكبر بهدف تحقيق مكاسب محتملة أعلى، فإن الفضة قد تكون الخيار الأفضل، بحسب رزق.

أسعار الفضة

وخلال تعاملات اليوم، شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا لتسجل أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، مستفيدة من الارتفاع في أسعار المعادن الثمينة والتدابير التحفيزية الأخيرة التي اتخذتها الصين. 

ورغم هذا الارتفاع، توقع بعض المحللين أن هذا الزخم قد يتراجع بسبب المخاوف المرتبطة بالطلب من القطاع الصناعي.

ويوم الخميس الماضي، وصلت الفضة إلى 32.71 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر 2012، في حين استقر سعرها حاليًا عند 31.47 دولار للأونصة. وحققت زيادة بنسبة تتجاوز 33% منذ بداية 2024، متفوقة على المعادن الثمينة الأخرى.

أسعار الذهب

وخلال تعاملات اليوم، تراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.75%، (ما يعادل 19.66 دولار)، إلى 2638.51 دولار، حتى وقت كتابة التقرير.

ومنذ بداية 2024، ارتفع الذهب بنحو 592.94 دولار أو 28.94%، صعودًا من 2045.5 دولار للأوقية.

التحفيز الصيني

جاء هذا الارتفاع بعد أن كشفت الصين عن حزمة تحفيزية هي الأكبر منذ جائحة كوفيد-19، إلى جانب خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الأسبوع الماضي. 

من جانبه قال رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أولي هانسن، إن تحفيز الصين للاقتصاد يمنح دفعة كبيرة للمعادن الصناعية، عما كان متوقعًا من قبل متداولي الفضة، مضيفًا أن استمرار قوة الذهب واستقرار أو ارتفاع أسعار المعادن الصناعية قد يؤدي إلى تفوق الفضة على الذهب، متوقعًا أن تنخفض نسبة الذهب إلى الفضة إلى نطاق 70-75، الأمر الذي يعزز أداء الفضة بنحو 10%.

وتعد نسبة الذهب إلى الفضة من المؤشرات المهمة في سوق المعادن الثمينة، حيث تُظهر عدد أوقيات الفضة التي يمكن شراؤها بأوقية واحدة من الذهب، وتعتبر مؤشرًا لتوقعات تحركات السوق.

من جانبه، ذكر المحلل في سيتي بنك، قال ماكس ليتون، إن تخفيضات الفائدة العالمية ستعزز النشاط الاقتصادي وتدعم الطلب على الفضة، متوقعًا أن تصل الأسعار إلى 35 دولارًا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، و38 دولارًا في فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا.

فيما أشارت مؤسسة "ماكواري"، إلى أن العجز في المعروض من الفضة قد يستمر خلال السنوات الخمس المقبلة، مع استمرار تدفقات المستثمرين كعامل رئيسي في تحديد أسعار الفضة على المدى القريب.

تحديات تواجه سوق الفضة

ورغم الزخم الإيجابي، فقد تواجه الفضة تحديات قريبة الأجل نتيجة التباطؤ في قطاع الطاقة الشمسية الصيني والنمو الاقتصادي البطيء في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

في الصين، تباطأ نمو الإنتاج الصناعي ليصل إلى أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر في أغسطس، الأمر الذي  يعكس ضعف الطلب المحلي. 

كما أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصيني لشهر سبتمبر قراءة بلغت 49.8 نقطة، وهو الأمر الذي يعد تحسنًا طفيفًا عن التوقعات، لكنه يظل خامس شهر على التوالي من الانكماش في القطاع الصناعي.

وأظهر مسح خاص أعدته “S&P Global” أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي انخفض إلى 49.3 نقطة من 50.4 في سبتمبر، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 50.5 نقطة.

وفي هذا السياق، أشار محلل في بنك "جوليوس باير"، كارستن مينكه، إلى أن الفضة تعتمد بشكل كبير على أداء الذهب على المدى المتوسط والطويل، أكثر من العوامل الخاصة بسوقها ذاته.

search