الأحد، 06 أكتوبر 2024

04:23 م

في ذكرى اندلاعها.. إسرائيل تكشف عن أرشيفات حرب أكتوبر المجيدة

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه ديان مع أحد الجنود

وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه ديان مع أحد الجنود

تيمور السيد

A A

في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، التي يطلق عليها الإسرائيليون "حرب الغفران"، قامت إحدى الصحف الإسرائيلية بإلقاء الضوء على أرشيفات متعلقة بهذه الحرب، حيث تتضمن مجموعة شاملة من الوثائق والصور والتسجيلات التي تسلط الضوء على أحداث الحرب والفشل الاستخباراتي الذي تعرضت له إسرائيل.

تعتبر هذه الخطوة في كشف الأرشيف هي الأكبر من نوعها في تاريخ الأرشيفات، حيث تحتوي على نحو 3500 ملف أرشيفي، بما في ذلك 1400 وثيقة أصلية، و1000 صورة، و750 تسجيلًا، بالإضافة إلى 150 دقيقة من مداولات الحكومة وثمانية مقاطع فيديو.

وقد أكدت أمينة الأرشيف الحكومي، روتي أبراموفيتش، أن هذه المجموعة توفر "رؤية شاملة لقصة الحرب التي أثرت على كافة مناحي الحياة في إسرائيل، خاصة بعد الهزيمة على يد الجيش المصري".

جولدا مائير

تتضمن الوثائق سجلات لمناقشات بين رئيسة الوزراء آنذاك، جولدا مائير، ورؤساء الأجهزة الأمنية في الساعات التي سبقت الهجوم المنسق من قبل مصر وسوريا في 6 أكتوبر 1973، عندما كانت إسرائيل تحتفل بعيد الغفران. 

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يتوقع تلك الضربة.

في تلك المناقشات، كان القادة العسكريون في جيش الاحتلال يتحدثون عن ضرورة توجيه ضربة استباقية في حال وجود أي معلومات تفيد بأن مصر قد تهاجم قريبًا. 

ومع ذلك، أشار وزير الدفاع موشيه ديان إلى المخاطر الدبلوماسية التي قد تنجم عن ذلك، في حين اقترح وزراء آخرون البحث عن معلومات تكشف جاهزية مصر للهجوم.

نقل رسالة إلى مصر

في نهاية المطاف، طلبت مائير من السفير الأمريكي نقل رسالة إلى مصر، تؤكد استعداد إسرائيل للدفاع عن نفسها، دون التخطيط لهجوم استباقي. 

وبعد يوم من الهجوم، اعترف ديان بأن التقييمات كانت خاطئة، وتوالت الاستجابة الأمريكية عبر تزويد إسرائيل بالأسلحة.

رئيس الأركان ديفيد إليعازار

تفاصيل دقيقة

وكشفت الوثائق الجديدة عن تفاصيل دقيقة حول صنع القرار في أوقات الأزمات، ومدى المساعدة الأمريكية لإسرائيل خلال فترة الحرب. 

وتشمل المواد الجديدة التي تم إصدارها توثيق الأحداث السياسية والعسكرية والدولية، بما في ذلك الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في مواجهة المخابرات المصرية.

قصة إيلي كوهين

من بين الوثائق التي تم الكشف عنها، كانت هناك قصة إيلي كوهين، العميل الشهير الذي عمل في سوريا. حيث أتقن كوهين اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، مما أكسبه ثقة العديد من المجتمع السوري حتى تمكّن من التغلغل في صفوف القيادات.

وزرع الموساد الإسرائيلي كوهين في دمشق، بعد تدريبه على اللهجة السورية التي لم تكن صعبة عليه بسبب إتقانه للغة العربية. 

ووفقًا للصحيفة، طلب الموساد من كوهين التخفي تحت اسم "كامل أمين ثابت". 

وقد أشار أحد المصادر في الموساد إلى أن كوهين حصل على ثقة الحكومة السورية، حتى عُرض عليه منصب وزير الدفاع، لكن الموساد طلب منه رفض هذا المنصب.

وقد أتاح له مستوى الثقة الكبير الذي اكتسبه الوصول إلى المواقع الدفاعية على هضبة الجولان، حيث كان يقوم بتصوير كل شيء ويرسل المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي.

قضايا التجسس

رغم مرور عقود على الكشف عن واحدة من أبرز قضايا التجسس في تاريخ إسرائيل، لا تزال العديد من التساؤلات قائمة حول كيفية تمكن المخابرات السورية من كشف الهوية الحقيقية لكوهين. 

وقد أعد مجتمع المخابرات الإسرائيلي تقييمين حول هذا الموضوع، الأول يشير إلى أن المخابرات المصرية كانت وراء كشف هوية كوهين، حيث قالت الصحيفة إن رأفت الهجان، الجاسوس المصري، هو من كشف عن كوهين بسبب معرفته السابقة به عندما كانا في تل أبيب سويًا.

أما الرواية الثانية، والتي تعتبر الأكثر منطقية، فتفيد بأن الطلب المتزايد على المعلومات من قبل عملاء كوهين في إسرائيل أدى إلى زيادة الإشارات اللاسلكية، مما ساهم في تمكين المخابرات السورية من اعتراض البث الذي كان ينقله كوهين وكشف هويته. 

وتم القبض على كوهين في يناير 1965 خلال بث مباشر لمقر الموساد في تل أبيب، وحُكم عليه بالإعدام شنقًا.

search