الأحد، 06 أكتوبر 2024

11:30 م

متولي.. هجر عروسه بعد أسبوع واحتفظ بجثة صديقه في حرب أكتوبر

محمد صابر رفقة زملائه خلال حرب اكتوبر

محمد صابر رفقة زملائه خلال حرب اكتوبر

ياسمين محمد النجار

A A

بعد ثورة الضباط الأحرار في 1952، بدأ الشباب يشعرون بانتماء أكبر للوطن، الذي أعاد لهم حقوقهم ومنحهم حريات لم ينالوها قبلًا فرغبوا في منحه أسمى ما يملكون فداء لرفعته وحفاظًا على سلامة أراضيه، حتى موعد رد الدين في تاريخ 6 أكتوبر 1973، وكانوا هناك. 

محمد محمد متولي، التحق بالجيش المصري سنة 1970، وكان في ساحة معركة السادس من أكتوبر، ضمن سلاح المدرعات بالتشكيل القتالي على الجبهة، رتبته رقيب الفصيلة وحكمدار الدبابة، عندما صدر أمر العبور إلى الضفة الشرقية من القناة، “يومها بدأنا نتحرك في السابعة صباحا وبدأنا مناوشات مع العدو من تمركزاتنا غرب القناة مع تأكيد القيادة بعدم ترك المواقع أو محاولة عبور قناة السويس أو الاقتراب منها”.

البطل الرقيب محمد صابر

قال متولي لـ"تليجراف مصر"، إن الاشتباك الحقيقي بعد أمر العبور بدأ في الثانية ظهرا، ومع إنشاء “الكوبري العائم” في قناة السويس بدأت المدرعات تتقدم للقتال، تبعًا للخطة والتعليمات، راويا، "عملنا مشروع العبور أكثر من مرة قبل تنفيذه فعليا، ما جعلنا نكتسب ثقة كبيرة في أنفسنا، وعلى دراية تامة بخبايا الحرب، وكيفية التعامل مع كل ضربات العدو، وعامل حاسم في النصر".

أسر 21 دبابة للعدو

يكمل المقاتل السابق حديثه بذكريات وحدته في الجيش، والتي تمكنت من أسر 21 دبابة للعدو، ووضح ذلك في زيارة قائد الفرقة إلى وحدتهم والإشادة ببسالتهم وشكرهم على تحقيقهم لانتصارات كبيرة، فذاع صيت الوحدة وأصبحت مشهورة في الجيش ولها مكانتها وانتصاراتها.

محمد صابر مع زملاؤه خلال حرب أكتوبر

أقصى المشاهد التي واجهت صابر خلال الحرب، كان قائد سريته "إسماعيل"، والذي استشهد بعد استهداف دبابته، وحينها حمل الجنود جثتته حتى لا يتركوها خلفهم للعدو، حتى العودة إلى معسكرهم لدفنه، وبعدها استكملوا الحرب بشعار واحد "النصر وإما الشهادة".

عريس جديد

دخل متولي عش الزوجية في شهر سبتمبر عام 1973، ولم يقضي مع عروسه سوى 6 أيام إجازة الزواج، غاب بعدها 3 أشهر، انقطعت خلال أخباره حتى شاع أنه استشهد، قبل أن يعود إلى أسرته بعد عيد الأضحى.

بعد انتهاء فترة خدمته في الجيش في عام 1975، اتجه المجند إلى مجال التعليم وترقى عبر السنوات حتى تقلد عدة مناصب، مرورا وكيل مدرسة "تل حوين" الإعدادية في الزقازيق، وبعد سنوات أحيل إلى المعاش وهو على درجة مدير عام.

search