الأحد، 06 أكتوبر 2024

07:08 م

صبحي كابر.. قصة كفاح بدأت بـ"دعاء الوالدين" وانتهت بـ"قصمة ظهر"

مطاعم صبحي كابر

مطاعم صبحي كابر

آلاء مباشر

A A

"صبحي كابر".. استطاع صاحب هذا الاسم بناء علامة تجارية من الصفر، ذاع صيتها ليس في مصر فقط بل بالمنطقة العربية، حتى بات مطعمه الكائن في روض الفرج بالقاهرة، قبلة للسياح ومشاهير الفن والرياضة ورجال السياسة، وذلك بعد قصة كفاح سطرها “المعلم صبحي” ابن محافظة القليوبية حتى بلغ اسمه عواصم العالم.   

انتهاء رحلة صبحي كابر

خلال الساعات الأخيرة الماضية، أسدل الستار على رحلة صبحي كابر، التي مر عليها نحو 28 عامًا منذ تأسيس مطعمه الشهير عام 1996، بشكل صدم رواده، وذلك حينما نشرت الصفحة الرسمية للمطعم، منشورات تفيد بأن المحل لم يعد ملكًا له، وأنه تم بيعه بسبب ظروف قهرية.

صعوبات تلاحق صبحي كابر

صبحي كابر ابن محافظة القليوبية مواليد 1969، لاحقته مصاعب الحياة منذ نعومة أظافره، عاش في سيدي الحلي في روض الفرج، توفي والده وهو في الصف الأول الابتدائي، ليعيش في معاناة لا حصر لها مع أخواته ووالدته في بيت بسيط، وتشهد عيناه الصغيرتان أمورًا أكبر من سنة.

امرأة أثرت في حياة صبحي كابر

“كانت بتعملنا الأكل بنفسها وعمرنا متحوجنا لحد”، بهذه الكلمات روى صبحي، في مقطع فيديو متداول، قصة كفاح والدته، لكي يعيش أبنائها وأعينهم مليئة ولا يشعرون بأي نقص، مضيفا أن والدته كانت تسوي الطعام على “وابور الجاز”، وكان يساعدها حتى يكون سندًا معينًا لها.

رحالة من مصر لدول الخليج

شعر كابر، أنه كبر بما فيه الكفاية ليحل محل والدته، ويريح ساقيها التي تعبت من السعي لسد احتياجاته وإخوته، ومن هنا اتجه لطاقة القدر في إحدى المحلات في وسط البلد ليتعلم الطبخ وأطعمه مختلفه، ليشق طريقه ويسافر إلى ليبيا والسعودية، ويعود إلى مصر مرة أخرى.

عمل صبحي بشكل مبدأي “على قد الإيد” في الأرصفة، وبدأ في تجهيز أكلات بكميات بسيطة “كيلو كباب وكفتة”، ومع الوقت بدأ يتهافت عليه الزبائن، والسؤال عن أكلاته خصيصُا.

بيع الذرة لتسمين المواشي 

بدأ ببيع الذرة لتسمين المواشي في مزرعته، لأنه اعتقد أنها ستجلب له الحظ والمال، ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد وقع ضحية لعملية احتيال من شخص أخذ منه أموالًا طائلة تحت ذريعة استثمارها في شراء الذرة، اعتاد شراء ذرة لتسمين وعلف المواشي التي يمتلكها في مزرعته، قد تصل الكمية لـ 500 طن ذرة لحوالي 4 أو 5 آلاف رأس، ليكتشف فيما بعد أنه تعرض للخداع.

اضطر "كابر"، للاستدانة بمبالغ ضخمة، زادت عن 70 مليون جنيه، نظرًا للخسائر الفادحة التي انحدر تحتها بعد حريق محله، وقرر فيها بيع المحل لشركة شهيرة، ليجد نفسه مضطرًا للعمل مع هذه الشركة التي كانت تمتلك أموالًا لديه.

كومبارس حالفه الحظ

وتغيرت الأوضاع مرة أخرى، حيث بدأ الشركاء في جلب اللحوم من مصادر خارجية، مما أثر على وضعه التجاري، ورغم محاولاته للحفاظ على استمرارية العمل، وجد نفسه بعيدًا عن القرار، ليصبح مجرد "كومبارس" في عمله السابق، كما أطلقوا عليه.

وقرر استعادة زمام الأمور وإعادة ترتيب أفكاره، وفتح محل جديد خاص به، لمواجهة التحديات المقبلة وإعادة بناء مستقبله التجاري.

ليبدأ في فتح سلاسل عديدة لمحلاته، أبرزها في مسقط رأسه بشبرا، وأصبح أشهر من النار على العلم، وتهافت عليه الزبائن من كل أنحاء الجمهورية، إلى أن جاءت المفاجأة، 

وبعد فترة وجيزة، عادت الصفحة لتؤكد أن المطعم قد بُيع فعلاً بسبب تعرض الحاج صبحي كابر لعملية نصب مرتبطة بـ"صفقة ذرة"، وهو ما اضطره لبيع المطعم لصاحب مطعم شهير.

رد المالك الجديد

وتوالت المفاجآت إلى أن كشف المالك الجديد لمطعم صبحي كابر، هاني الإمام، تفاصيل جديدة حول بيع المطعم الشهير والكواليس التي جرت خلال الفترة الماضية.

قال هاني الإمام في تصريحات لـ“تليجراف مصر” إنه اشترى المطعم بالعلامة التجارية الخاصة به وبكافة مشتملاته بما فيها الصفحة الرسمية الخاصة بالمطعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح المالك الجديد لمطعم صبحي كابر في أول تعليق له، أنه لم يُسرّح أي عمالة، بل احتفظوا بكافة العاملين الموجودين بالمطعم.

وأكد هاني الإمام، أن المالك السابق لمطعم صبحي كابر سحب الخط الساخن، مشيرًا إلى أنه سيسترده قريبًا، إذ أن ذلك الخط يحقق 50% من المبيعات، بينما المالك السابق سيطر عليه.

search