الأحد، 06 أكتوبر 2024

10:20 م

من الزنزانة إلى الكنسية.. مُجرم البريمرليج الذي تحول لـ"قس"

ريكي جونيور أوتو

ريكي جونيور أوتو

محمود صبري

A A

"بدون أدنى شك، أنقذت كرة القدم حياتي"،، هكذا بدأ ريكي جونيور أوتو ليدز يونايتد السابق حديثه مع شبكة “سكاي سبورتس”، وهو يبكي بسبب معاناة السجن والحرمان.

كرة القدم التي صنعت نجومًا لهم بريقًا في العالم، كان لها دور أيضًا في إنقاذ مسيرة لاعب "رد سجون" تحول إلى أسطورة حية.

في 28 أكتوبر 1988، حُكم على ريكي جونيور أوتو بالسجن لمدة أربع سنوات وعمره 20 عامًا، وهي آخر فترة من بين خمس فترات قضاها في السجن.

وخلال حواره المذكور أعلاه، أعترف أوتو بأنه كان رجلاً بلطجيًا ومتنمرًا ويشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع، وهو نتاج ثقافة عنيفة حكمت بالخوف أثناء نشأته في هاكني، شرق لندن.

لكن بعد الفترة التي قضاها في واندسوورث، في هذه المناسبة بتهمة السطو المسلح، خرج أوتو في 25 يناير 1990 شخصًا مختلفًا تمامًا عن الشخص الذي وصل.

والأمر المثير للدهشة، هو أن اثنين من السجناء ممن كانوا يقضون عقوبات طويلة، هما من منحاه لحظة مضيئة غيرت حياته إلى الأبد.

لحظة غيرت حياته

وكشف أوتو، الذي يبلغ من العمر الآن 56 عامًا: “هذان الرجلان - أحدهما كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 24 عامًا بتهمة القتل، والآخر 17 عامًا بتهمة القتل غير العمد”.

وأضاف “لقد شاهداني ألعب كرة القدم في صالة الألعاب الرياضية وأدركا أنني أمتلك موهبة وعبرت عن ذلك بطريقة لا تصدق”.

وتابع: "لقد قالا لي في ذلك اليوم شيئًا لن أنساه أبدًا: لا تقضي عقوبتك، بل دع عقوبتك تخدمك".

وبالفعل بعد انتهاء عقوبة السجن اتجه أوتو للعودة إلى بعض الزملاء القدامى الذين يلعبون الآن لفريق الهواة هارينجي بورو، ولكن تعرض للإصابة وتم إرساله للعلاج في نادي دارتفورد الذي لا يلعب في الدوري الممتاز، وانتهى به الأمر باللعب في أربع مباريات لصالحهم.

أول عقد احترافي

وخلال حديثه لشبكة “بي تي سبورت”، روى أوتو حكاية أول عقد احترافي له في كرة القدم، والذي أكد أنه جاء بعد محاكمته الأخيرة بعشرة أشهر.

وقال: "بعد محاكمتي الأخيرة وقعت أول عقد احترافي بعد عشرة أشهر من إطلاق سراحي وقبل أسبوعين فقط من عيد ميلادي الثالث والعشرين، لقد كانت أفضل هدية عيد ميلاد على الإطلاق!"

الظهور الأول

وبعد أيام من التدريب والعناء شارك جونيور أوتو بديلاً في مباراة أورينت في الدرجة الرابعة أمام فولهام في عام 1991، بعد 15 شهرًا فقط من إطلاق سراحه.

مقابلة غيرت حياته 

وفي الموسم التالي، شارك في 32 مباراة بالدوري لصالح فريق أوريولز، وسجل هدفه الأول في هارتلبول في سبتمبر 1991، وكان له سابقة غير متوقعة مع باري فراي الذي كان سببا في انتقاله لفريق ساوثيند.

وروى أوتو قصته في تلك الواقعة أثناء تواجده، في حوار لدى شبكة "دازن" الفرنسية قائلاً: " عندما انضم باري إلى ساوثيند في أبريل 1993، تعاقد معي مقابل 100 ألف جنيه إسترليني، لا أعتقد أنني لعبت في فريق أفضل في بداية موسم 1993-1994" .

الذكرى الأعظم 

تشمل مسيرة أوتو عديد الذكريات، ولكن الأعظم هو تسجيل هدف التعادل ضد ليفربول في أنفيلد في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1995 واللعب أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في نفس العام، عندما قدم تمريرته الحاسمة التي جاء منها هدف الفوز في الوقت الإضافي لبول تايت أمام أكثر من 76000 مشجع في ويمبلي.

وقال أوتو خلال حوار مع سكاي: "أتذكر السفر بالحافلة إلى ويمبلي مع بحر من مشجعي برمنجهام يسيرون نحو الملعب.

وأضاف: “لقد مررت بتلك اللحظة التي لم أصدق فيها أنني سألعب في ويمبلي.”

بعد برمنجهام، لعب أوتو في تشارلتون، وبيتربورو، ونوتس كاونتي على سبيل الإعارة، حتى قرر الاعتزال.

جانب من المعاناة 

عانى أوتو كثيرًا في طفولته، فبعد أن ترك المدرسة دون الحصول على أية مؤهلات، دخل في العديد  من التشكيلات العصابية لكسب الرزق حتى تم سجنه أربع مرات.

قس مُتدين 

ويعد أوتو من أكثر اللاعبين تدينًا على الرغم من أنه أب لثلاثة أطفال، فهو مسيحي ملتزم، وبعد حصوله على شهادته في اللاهوت، أصبح قسًا في كنيسة ARC في برمنجهام، وهو يدرس حاليًا للحصول على درجة الماجستير.

search