السبت، 23 نوفمبر 2024

12:46 ص

خبراء يناقشون تحديات "إغاثة غزة" بمكتبة الإسكندرية

محمد العربي

محمد العربي

فادية البمبي

A A

ناقش خبراء في ندوة بعنوان “تحديات الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة”، بمكتبة الإسكندرية، اليوم، الدور المصري في دعم عمليات الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة والتحديات التي تواجهها المنظمات الأممية والإقليمية، وأيضًا المنظمات الأهلية.


وقال مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد؛ إن موقف مصر واضح منذ بداية الأزمة، بداية من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي فتح معبر رفح بشكل دائم وبلا انقطاع.

أكد أن غالبية الجهات الرسمية المصرية عنيت بجمع المساعدات وطالبت بتسهيل عملية إدخالها إلى قطاع غزة وعدم عرقلتها، إلا أن إسرائيل عطلت ذلك وأصرت على تحقيق أهداف محددة بغض النظر عن احترام القوانين والمواثيق الدولية. 


من جهته، قال مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد الشربيني؛ إن منظمات الإغاثة تقوم بدور بطولي لإدخال المساعدات إلى غزة،  إذ تعمل في ظل مشهد معقد للغاية، لافتا إلى أن هذا المشهد يتسم بعدة عناصر؛ منها انتقائية القانون الدولي الإنساني، وتماهي القوى الغربية مع السردية الإسرائيلية بشكل مطلق.

أضاف أن ما يحدث في غزة يؤدي لزيادة المعارضة العربية لاندماج إسرائيل في المنطقة، كما يوّلد دورات عنف وانتقام أخطر من قبل، ولن تكون قاصرة على المنطقة بل ستكون عابرة للحدود. 

أشاد الشربيني بموقف الدولة المصرية في مواجهة سيناريو تهجير الفلسطينيين، إذ أكدت القيادة السياسية أنها لن تسمح بحدوث ذلك، وبتأييد الشعب المصري الذي تجلى في الانتخابات الرئاسية، إلى جانب الدور الكبير الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني لإيصال المساعدات إلى قطاع عزة. 

إنقاذ الأطفال الخدج

في الندوة، أكدت  الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة؛ أن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، ومصر تلعب دورًا حيويًا في عمليات الإغاثة والدعم، لافتة إلى أن جامعة الدول العربية نفذت العديد من الحملات بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري الذي يتعاون بدوره مع نظيره الفلسطيني، فضلا عن زيارة معبر رفح والأطفال الخدج الذين أنقذتهم مصر. 

قال عضو مجلس النواب المصري ورئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية وعضو التحالف الوطني لتنمية العمل الأهلي التنموي، النائب الدكتور طلعت عبد القوي؛ إنه بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 8 أكتوبر 2023، جهز التحالف الوطني لتنمية العمل الأهلي التنموي 108 قاطرات محملة بالأغذية والمياه والملابس والخيام، إلا أنها بقيت في رفح لمدة عشرة أيام بسبب رفض الجانب الإسرائيلي دخول المساعدات، إلى جانب قصف الجانب الفلسطيني للمعبر. 

لفت إلى أن العديد من المنظمات المصرية تساهم في تجهيز المساعدات، ويصل عددها إلى 65 قاطرة أسبوعيًا، كما أن آخر قافلة تحركت كانت تضم 575 قاطرة، مشددا على أن منظمات الإغاثة تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، كما أن الشعب المصري له مواقف كريمة ومشرفة حيث يساهم المواطنين البسطاء بالتبرع في ظل الظروف الاقتصادية التي يمرون بها. 

أكد النائب أن التحالف الوطني مستمر في دوره بتقديم المساعدات لغزة، كما تستقبل الحكومة المصرية الجرحى والمرضى للعلاج في مصر، لافتًا إلى أن 82% من جملة المساعدات التي دخلت قطاع غزة كانت من مصر. 

في كلمته، تقدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، الدكتور أيمن الرقب؛ بالشكر لمصر قيادة وشعبًا على الموقف السياسي والإنساني الذي أخذته منذ اللحظة الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية. 

أضاف أن مصر أدخلت ستة آلاف شاحنة إلى قطاع غزة، وفتحت الأبواب أمام المرضى والجرحى للعلاج، وذلك في ظل تعنت إسرائيلي وعرقلة لإدخال المساعدات، والإصرار على التفتيش وتحديد نوع الأغذية التي تدخل القطاع.

تحدث الرقب عن معوقات الإغاثة في غزة، ومنها استهداف الاحتلال لشاحنات مؤسسات الإغاثة التي تعمل داخل غزة، وصعوبة نقل المساعدات بين الشمال والجنوب، ومحدودية كمية الغذاء والأدوية، والتفتيش الدقيق من جانب الاحتلال، وقطع الكهرباء الذي يعرقل نقل المواد الغذائية، والاكتظاظ في منطقة رفح وعدم وجود طواقم كافية لاستلام المعدات وتوزيعها. 

احتياجات النساء والأطفال

أكد على وجود عدد من المتطلبات داخل القطاع والتي تستلزم وجود تعاون دولي لتحقيقها، ومنها توفير الاحتياجات الخاصة بالنساء والأطفال، وإنشاء الخيام، وإدخال المساعدات لشمال قطاع غزة عبر حاجز "إيرز"، والسماح بدخول قدر أكبر من المساعدات، وضرورة توفير مياه صالحة للشرب، وتوفير العلاج المزمن، وإنشاء مناطق عازلة لوضع خيام مؤقتة حتى لا يحدث تكدس في منطقة رفح. 

وقال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، علاء شلبي؛ إن إسرائيل سعت بشكل معلن للحيلولة دول دخول المساعدات إلى غزة، مما يتناقض مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة، التي تقضي بحظر العقاب الجماعي، وحظر التهجير القسري للسكان، وعدم فرض قيود على مواد الإغاثة. 

لفت إلى أنه وفقًا للقوانين الدولية فإن مسئولية إدخال المساعدات لا تقتصر على دول الجوار فقط، مؤكدًا على وجود ازدواجية في المعايير عند تقديم المساعدات خاصة بالمقارنة مع دعم العالم للمنكوبين في أوكرانيا.   

وتحدث الدكتور محمد الرفاعي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مصر الخير، عن دور المؤسسة في العمل الإغاثي في قطاع غزة، حيث ساهمت في تجهيز المواد الغذائية للمشاركة في أول قافة خرجت من مصر، والتي واجهت إعاقات كبيرة من الجانب الإسرائيلي، والتعنت الكبير خلال عمليات التفتيش، ورفض دخول عدد كبير من المواد والمستلزمات الطبية. 

أشاد بوعي المجتمع المصري الذي تجلى في حجم التبرعات المقدمة لصالح غزة، إلى جانب دور المدارس والنقابات، كما ثمن دور الجيش المصري في تيسير دخول المساعدات إلى قطاع غزة. 

جدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الفعاليات والندوات التي يقدمها مركز الدراسات الاستراتيجية انطلاقًا من مسئوليته، كأحد مراكز الفكر المصرية، بمناقشة التحولات الجارية على الساحتين العربية والعالمية وآثارها على المجتمعات العربية، وفي إطار دور مكتبة الإسكندرية كمركز للتميز في إنتاج ونشر المعرفة، ومكانًا للتفاعل بين الشعوب والحضارات.

 أدار الندوة وزير الخارجية الأسبق، السفير الدكتور محمد العرابي؛ وأكد أن الإغاثة لا تمثل إطارًا إنسانيًا فقط بل سياسيًا أيضًا، فمصر هي شريان الحياة للشعب الفلسطيني. وحيا عرابي صمود الشعب الفلسطيني البطل، مؤكدًا أن جريمة الإبادة ستظل عالقة في التاريخ، تلاحق مرتكبيها، وستبقى نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية. 

search