السبت، 06 يوليو 2024

07:59 م

“ميكروباصات رفح”.. بطل رحلة القادمين من غزة

موقف ميكروباصات رفح

موقف ميكروباصات رفح

ميار مختار

A A
سفاح التجمع

على الجانب الأيسر من بوابة منفذ رفح الحدودي بين الأراضي المصرية وقطاع غزة المحاصر، تصطف السيارات "التويوتا" البيضاء نظيفة، متراصة، تحمل أعلامًا لدول مختلفة، ويقف أمام كل سيارة سائقها.

إذا انسقت وراء فضولك وتساءلت عنها، فسيتضح الأمر بأنها "موقف ميكروباص المعبر"، لنقل القادمين من غزة، بجنسيات مزدوجة، إلى أماكن إقامتهم أو سفاراتهم، أو المطارات التي يتوجهون إليها.

قبل الحرب

وبسؤال السائق نافذ برهوم، عن طبيعة عمله، قال في تصريحات خاصة لـ"تيلجراف مصر"، إن تواجد السيارات عند المعبر ليست ظاهرة مستحدثة وإنما التواجد كان منذ فترات قديمة، تعود إلى ما قبل الحرب، شارحًا "كنا نتواجد هنا قبل الحرب على غزة ونقف منتظرين العابرين من القطاع إلى مصر لنحملهم إلى الأماكن التي يرغبون في الوصول إليها".

“كانت بيجو 7 راكب”.. بتلك الجملة استدل برهوم على قِدم التواجد، مفسرًا أن السائقين كانوا يملكون سيارات من ماركة بيجو 7 راكب تحمل المارين من الداخل إلى رفح قبل التحول إلى "تويوتا".

ومن رفح مرورًا بالمطار والقاهرة، وحتى الإسكندرية، "خط سير" تتبعه السيارات في نقل العابرين، مبينًا "هناك من يرغب في الذهاب إلى مطار العريش، وهناك من يصعد لطائرته التي تنقله مباشرةً إلى الدولة التي يحمل جنسيتها، وهناك من يذهب إلى القاهرة ويقيم هناك ليوم أو اثنين حتى تنظم له سفارة الانتقال والسفر خارجًا، وهناك من يقيم في الإسكندرية لأنه يملك هناك شققًا بالفعل".

حاملو الجنسيات المزدوجة

ومواعيد العمل في هذه المحطة، تبدأ مع استيقاظ السائقين منذ السابعة صباحًا، والانتقال من أماكن المبيت في منطقة "أبو طويلة" بالمحافظة الحدودية، وحتى تواجدهم برفح والوقوف على أهبة الاستعداد انتظارًا لانتهاء الإجراءات القانونية وتسهيلات المرور لحاملي الجنسيات المزدوجة.

احدى سيارات المساعدات

"بنيجي من الصبح ونخلص بالليل"، هكذا قدر “برهوم” الوقت الذي يقضيه السائقون أمام بوابة المنفذ دون إدراك لدوران عقارب الساعة، فيما حدد السائق، عمرو الحارون، الواقف بجواره مواعيد العمل، قائلًا "نتواجد أمام البوابة منذ الساعة الـ9 صباحًا، وننتهي من تحميل السيارات في الـ 10 مساءًا، إلا أن ظروف الحرب فرضت مواعيدًا أخرى، فأحيانًا تنتهي الساعة الـثالثة فجرًا، وأحيانًا أخرى نظل حتى صباح اليوم التالي".

تكلفة المشوار

وحول جنسيات العابرين، قال الحارون، إن العابرين متعددو الجنسيات، منهم فلسطينين بجنسيات ثانية كندية، وبريطانية، ويابانية، بالإضافة إلى مصريين.

2000 جنيه للمشوار، كان الحد الأقصى لقيمة المشوار قبل الحرب، مبينًا "كان العابرين يتعاملون مع السائق مباشرة، ويتقاضى منهم قيمة نقلهم إلى مكانهم، أما بعد الحرب أصبح التنسيق مع السفارات التي تقوم بتصفية الحسابات معنا".

موقف ميكروباصات رفح

رسوم إضافية

وتفتح مصر أبوابها أمام الراغبين في العبور من معبر رفح من مزدوجي الجنسية، طالما تم التنسيق مع سفاراتهم المسؤولة، إلا أن أخبارًا قد انتشرت حول تقاضي رسومًا إضافية من العابرين لحاجز رفح عن طريق وسطاء تابعين لجهات حكومية.

ومن جانبه، نفى الكاتب الصحفي، ونقيب الصحفيين السابق، ورئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، في بيان صحة تلك الأخبار، قائلًا "هذه الإدعاءات لم تكن موفقة بأي حال من الأحوال ولم تكن مستندة إلى مصادر معلومة، ولم يكن هناك أي نوع من أنواع التأكيد على أنها قد حدثت".

وأكد رشوان، أنه عبر معبر رفح حتى هذه اللحظة أكثر من 15 ألف شخص من مزدوجي الجنسية، ومن القادمين إلى مصر لأسباب قانونية تخصهم، والمرضى والجرحى والمرافقين، بلغ العدد نحو 20 ألف حتى الآن.

search