الجمعة، 25 أكتوبر 2024

01:18 م

أمل وسط الدمار.. افتتاح جزارة في قلب "أم درمان"

افتتاح جزارة في سوق أم درمان بالخرطوم

افتتاح جزارة في سوق أم درمان بالخرطوم

حبيبة وائل

A A

احتفلت حسابات السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو يوثق افتتاح أول جزارة لبيع اللحوم الحمراء في سوق أم درمان، وهو ما يعكس بوادر عودة الحياة إلى هذا السوق العريق، الذي يُعد أحد أقدم وأشهر أسواق السودان. 

وقد لاقى الفيديو تفاعلًا كبيرًا بين المستخدمين، حيث اعتُبر بمثابة إشارة إيجابية إلى بدء استعادة الأنشطة التجارية في المدينة.

تحديات إعادة فتح السوق في ظل الحرب

رغم الحرب الدائرة حاليًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تمكن متوكل كمال، أحد أقدم الجزارين في أم درمان، من إعادة فتح متجره. 

يأتي هذا الإنجاز في سياق تحديات هائلة تواجهها المدينة، التي تعرضت أسواقها وأحياؤها لأضرار كبيرة بسبب الاشتباكات. 

ومع ذلك، فإن افتتاح الجزارة يمثل رمزًا للإصرار على استعادة نبض الحياة في أم درمان.

تأثير الصراع على سوق أم درمان

تعرض سوق أم درمان لأضرار جسيمة جراء الصراع، حيث شهد عمليات نهب وتخريب طالت العديد من المحلات والمنازل والبنية التحتية. 

وبحسب المشاهد المصورة التي انتشرت منذ مايو من العام الماضي، تحولت العديد من معالم السوق التاريخي إلى أطلال بسبب السلب والحرق الذي طالها. 

تركت هذه الأحداث آثارًا واضحة على الحياة اليومية للسكان وأدت إلى تراجع النشاط التجاري بشكل كبير.

خطوة نحو إعادة البناء

رغم حجم الدمار الذي طال السوق، فإن افتتاح الجزارة يمثل خطوة شجاعة نحو إعادة بناء ما دمرته الحرب. 

وقد ساهمت مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز مشاعر الأمل بين السودانيين، الذين رأوا في عودة النشاط التجاري إلى السوق بداية رمزية لاستعادة الحياة الطبيعية في أم درمان والعاصمة عمومًا.

تاريخ عريق لسوق أم درمان

يُعتبر سوق أم درمان جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السودان، حيث يعود تاريخه لأكثر من قرنين. يقع في قلب المدينة التاريخية بولاية الخرطوم ويعكس تنوعًا ثقافيًا ودينيًا غنيًا. 

لطالما كان السوق ملتقى لمختلف الجاليات، منها الجالية الهندية واليمنيون الذين اشتهروا بالتجارة. 

ومن أبرز معالم السوق كان "محل العدني"، الذي رغم اختفائه، ما زال موقعه يجذب السياح. كما يحتفظ السوق بشارع يُعرف بـ"سوق اليهود"، الذي يشهد على وجودهم السابق في المنطقة قبل رحيلهم في السبعينيات، وفقًا لـ"العربية".

أمل في استعادة الحياة الطبيعية

مع تزايد مظاهر عودة الحياة تدريجيًا إلى سوق أم درمان، تأمل الأهالي في استعادة النشاط الاقتصادي واستئناف حياتهم اليومية. 

ورغم التحديات الكبيرة التي ما زالت تواجه المدينة، فإن هذه الخطوة تعكس رغبة قوية لدى السكان في إعادة بناء مجتمعهم وإحياء ذاكرتهم العريقة.

search