الخميس، 21 نوفمبر 2024

09:43 م

"قصة ولا في الأفلام".. إنقاذ رجل روسي ابتلعه البحر 67 يومًا

عملية إنقاذ ميخائيل ميتشوجين

عملية إنقاذ ميخائيل ميتشوجين

ياسمين محمد النجار

A A

بعد 67 يومًا قضاها رجل روسي يطوف بقاربه المطاطي عبر المياه الجليدية، على حافة الموت تائهًا وحيدًا تم إنقاذه بأعجوبة، فما القصة؟

رحلة في قارب مطاطي

خلال يوم التاسع من أغسطس، انطلق رجل روسي يُدعى ميخائيل بيتشوجين رفقة شقيقه سيرجي وابن أخيه إيليا، إلى رحلة نحو جزيرة سخالين بمنطقة خاباروفسك في أقصى شرق الأراضي الروسية، على ظهر قارب مطاطي قابل للنفخ، وبعد أيام من انطلاق رحلتهم أبلغت عائلتهم السلطات عن فقدهم وصعوبة التواصل معهم، وبعد التحقق من البلاغ المقدم، بدأت السلطات عملية بحث وإنقاذ لإيجاد سيرجي البالغ 49 عامًا، وإيليا البالغ 15 عامًا، وميخائيل البالغ 46 عامًا.

القارب المطاطي الذي كان فيه الإخوة بيتشوجين

بدأت الطائرات والمروحيات رحلتها في البحث الدقيق عن الثلاثة المفقودين، وبعد فشل العثور عليهم رغم الجهود المبذولة، بدأ اليأس يسيطر على الأسرة، وتتلاشى آمالهم بعودتهم سالمين.

ولكن وبشكل غير متوقع، تم رصد قارب مطاطي في 14 أكتوبر، في بحر أوخوتسك على بعد قدر بنحو 670 ميلًا بعيدًا عن نقطة انطلاق رحلة الإخوة بيتشوجين، بعد حوالي 67 يومًا كاملين من فقدهم، وللأسف كان اثنين منهما فقدا حياتهما، ولم يبقى إلا ميخائيل على قيد الحياة بحالة مزرية.

الناجي الوحيد

في 14 أكتوبر على نحو الساعة العاشرة مساءًا، وُجد القارب المطاطي الذي قضى به ميخائيل آخر 67 يومًا في أعماق الضياع واليأس، ورغم فرحة ميخائيل بالنجاة بعد العثور عليه، إلا أنه لم يملك قوة كافية لا للحديث ولا حتى للإمساك بالحبل الذي قاموا برميه إليه، ولكنه كان ممتنًا بأنه ما زال يتنفس.

اعتمد ثلاثي عائلة بيتشوجين خلال فترة فقدانهم في المياه المتجمدة على المكرونة المجففة والبازلاء والماء حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، ولكن إيليا لم يستطع التحمل كثيرًا وكان هو أول من لقي حتفه منهم، وكان ذلك خلال سبتمبر، وبعد ثلاثة أسابيع قضاها الأخوين وحيدين أصيب كلاهما بقرحة الفراش، وبعض الجروح المتفرقة، وخلال محاولة سيرجي لغسل جروحه سقط في الماء، ورغم إنقاذ ميخائيل له إلا أن جسد سيرجي لم يحتمل وتوفي إثر ذلك.

صورة من عملية إنقاذ ميخائيل

وفقًا لموقع oddity central، فرغم وفاة شقيق ميخائيل وابن شقيقيه إيليا، إلا أنه لم يرغب في التخلي عن جثتهما، وقرر الاحتفاظ بهما في القارب، وقام بتعليق سترتهما إلى جانب القارب، لجذب انتباه أي طائرة أو سفينة تمر بجانبهم.

ووفقًا لوسائل إعلام روسية فقد أوضحت زوجة ميخائيل أن وزنه كان السبب وراء إنقاذه من الموت، فقد كان يزن حوالي 100 كيلوجرامًا قبل الذهاب لرحلته، ولكنه عندما تم إنقاذه كان قد فقد نصف وزنه تقريبًا، إذ لم يتعدى وزنه آنذاك ال50 كيلو جرامًا.

search