الأحد، 27 أكتوبر 2024

04:07 م

الضربة الإسرائيلية ضد إيران.. هل تؤثر على مفاوضات الهدنة في غزة؟

طهران بعد عدة انفجارات ناجمة عن هجمات إسرائيلية.

طهران بعد عدة انفجارات ناجمة عن هجمات إسرائيلية.

حبيبة وائل

A A

في أعقاب ضربة إسرائيلية محدودة استهدفت مواقع إيرانية، وصفها مسؤولون إيرانيون بأنها أسفرت عن أضرار طفيفة، تثار تساؤلات حول تأثير هذه الضربة على مسار مفاوضات الهدنة في غزة. 

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع جولة جديدة من المحادثات التي تستضيفها الدوحة، حيث يُعتقد أن الضربة كانت استجابة لمطالب واشنطن بضرورة اتخاذ رد "محدود" ومضبوط من جانب إسرائيل، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط".

مفاوضات الهدنة في غزة

وأوضح خبراء أن هذه الضربة -وإن كانت رمزية-، قد تسهم في تعزيز فرص التوصل إلى اتفاق هدنة، حيث يرى البعض أنها تدعم مسار المحادثات الجارية في الدوحة. 

في المقابل، يُرجّح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يستخدم هذه الاستجابة كوسيلة لكسب الوقت والمماطلة في إبرام اتفاق حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، مما يتيح له فرصة تجنب تأثير الاتفاق المحتمل على نتائج الانتخابات.

المحادثات في الدوحة ودور الوسطاء

قبل انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات التي كانت مقرر إجراؤها يوم الأحد، وبعد اجتماعات مكثفة جمعت بين وفود مصرية وإسرائيلية و"حماس" في القاهرة، أعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" انتهاء العملية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية. 

كما أكدت مصادر إعلامية إيرانية أن الهجوم تم بواسطة "أجسام طائرة صغيرة" وأسفر عن أضرار محدودة.

وفي هذا السياق، صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، بأن بلاده لم تشارك في الضربات، مؤكدًا أن الهدف الأساسي لواشنطن هو تسريع الجهود الدبلوماسية للحد من التصعيد. 

وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض بأن الرئيس بايدن حث إسرائيل على اتخاذ رد متوازن تجاه طهران، مشيرين إلى أن واشنطن تسعى لإيقاف التصعيد المستمر في كل من لبنان وغزة.

التوقعات بشأن فرص التوصل إلى هدنة مؤقتة

يرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن الضربة الرمزية قد تساهم في تمهيد الأجواء للتوصل إلى "صفقة مصغرة" في غزة. 

ويعتقد أن مفاوضات الدوحة قد تشهد دفعة إيجابية بعد الضربة الإسرائيلية المحدودة، مشيرًا إلى أن الصفقة قد تتضمن هدنة مؤقتة تستمر لمدة أسبوعين تشمل وقف إطلاق النار وتبادل بعض الأسرى، وسط تساؤلات حول مدى استجابة نتنياهو لضغوط واشنطن ورغبته في التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأمريكية.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن الضربة المحدودة ستمنح نتنياهو مرونة للمماطلة في إبرام اتفاق هدنة قبل الانتخابات الأمريكية. 

وأكد أن الخيارات تبقى مفتوحة أمام نتنياهو، سواء باستمرار التصعيد مع فوز مرشح جمهوري مثل دونالد ترامب أو بتوقيع صفقة شاملة في حال فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

تحركات دولية لتسهيل الهدنة

التقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في لندن، يوم الجمعة، مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، وبحث في اتصال هاتفي مع نظيره المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. 

وأكدت وزارات الخارجية في كل من مصر والإمارات أهمية دعم مسار الهدنة وضرورة تكثيف الجهود لتهدئة الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل الأوضاع المتفاقمة في لبنان.

كما شددت مصر في بيان لها على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل سريع وشامل، يشمل تبادل الأسرى وإدخال المساعدات، فيما دعت قطر المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهود التهدئة لتخفيف المعاناة عن شعوب المنطقة.

خلافات حول الموقف من الصفقة المرتقبة

بعد لقاءات بين وفد "حماس" ومسؤولين مصريين في القاهرة، صرّح مصدر في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الحركة أبدت استعدادها لوقف إطلاق النار، ولكن ذلك مشروط بالتزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية والانسحاب من القطاع. 

في المقابل، نقلت "القناة 12" الإسرائيلية أن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية لإظهار مرونة أكبر في المفاوضات، حيث يعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين أن موقف الحكومة المتشدد قد يعرقل الوصول إلى اتفاق هدنة.

search