طه حسين.. عين ترى بالبصيرة وقلب عاشق بأذنيه

طه حسين

ماريا روماني

A A

تحل اليوم الإثنين الموافق 28 أكتوبر ذكرى وفاة عميد الأدب العربي الكاتب الكبير طه حسين.

لم يكن طه حسين كاتبًا سُجل اسمه في تاريخ الأدباء العرب بحسب، بل اتخذ العديد من الأشخاص أفكاره وسطور كتاباته منهجًا للعيش بها والسير على خطاها لينير سبلهم بالرغم من ظلمة عينيه وبعض المحطات في حياته.

محطات في حياة طه حسين

ولد طه حسين يوم الجمعة 14 نوفمبر ليشهد عام 1889 ميلاد كاتب رسم طرق الكثيرين من حوله حتى وإن لم يعلم لك. كان طه حسين رقم 7 بين أشقاؤه الـ13 من والده حسين والـ 15 من أشقائهِ بعددهم الكامل، حيث كانوا يسكنوا جميعهم في قرية كيلو بمحافظة المنيا.

أصيب الطفل طه بالعمى قبل بلوغه الأربع أعوام، عقب استدعاء أهله لحلاق لعلاج عينه، حيث وصف بدوره علاجًا ذهب ببصر طه إلى طريق ليس له عودة.

درس طه حسين بعض الدراسات الدينية وبعض العلوم العربية داخل جامع ة الأزهر عام 1902، ونال من الثقافة والشهادات ما يؤهله للدخول إلى الجامعة التي درس بها 4 أعوام مروا عليه كـ 40 عامًا كما وصف عميد الأدب العربي، وذلك بسبب رتابة الدراسة وعقم المنهج وعدم تطويره.

بالرغم من فقدانه بصره فإنه لم يفقد بصريته، فلم يكتفِ بالدراسة في جامعة الأزهر التي لم يحبها، بل كان أول المنتسبين إلى الجامعة المصرية عند افتتاحها عام 1908، حيث درس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتريخ والجغرافيا، وعددًا من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية.

نال العميد الدكتوراة في موضوع ذكرى أبي العلاء عام 1914، وهو ما جعله عرضة للنقد الكبير في الأوساط الدينية من قِبل أعضاء البرلمان المصري خلال ندوة للحديث عن موضوع الدكتوراه، حيث اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.

أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبلييه بفرنسا عام 1914 لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها، وعلم النفس والتاريخ الحديث حيث بقي هناك حتى سنة 1915، سنة عودته إلى مصر.

تزوج طه حسين من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية الجنسية التي ساعدته على الاطلاع أكثر على اللغتين الفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد، حيث كان لهذه السيدة البصمات التي لا تُنسى في حياة كاتبنا، فأمدته بالكتب التي تمت كتابتها بطريقة برايل حتى تساعده على القراءة بنفسه.. لم تكن عيناه التي لم يرى بها بل كانت الزوجة والصديق والعالم بالنسبة له حيث قال حسين عنها أنه "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس.